عبر الرئيس عبد الفتاح السيسى عن سعادته بعقد مباحثات مثمرة وبناءة مع مستشار النمسا كارل نيهامر، اليوم الخميس، والتى عكست حرص البلدين واهتمامهما ببحث سبل تعميق الشراكة الثنائية على مسارات مختلفة والتعاون فى عدد من القطاعات المهمة، على رأسها قطاعات النقل والتصنيع والطاقة المتجددة، بهدف تحقيق زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين، وجذب المزيد من الاستثمارات النمساوية إلى مصر التى تعد تقليديا أحد أهم شركاء النمسا تجاريا واستثماريا فى الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحا أنها مكانة تعتز بها مصر، وأنه اتفق مع المستشار على أن العمل معا خلال الفترة القادمة على ترسيخها وتطويرها بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.
وفى بداية المؤتمر الصحفى المشترك بقصر الاتحادية، رحب الرئيس السيسى بالمستشار النمساوى وبالوفد المرافق له في زيارتهم الرسمية الأولى لمصر، معربًا عن خالص تقدير مصر واعتزازها بالعلاقات الودية الطيبة، التى تجمعها بالنمسا وهى علاقات طالما قامت على مبادئ الاحترام المتبادل، والسعى المخلص لمد جسور الصداقة، والالتزام المشترك بتطوير روابطنا السياسية والاقتصادية والثقافية.
وتابع الرئيس السيسى:"لقد كان لقائى اليوم بالمستشار "نيهامر"، فرصة جيدة، للتشاور والتنسيق، بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ذات الاهتمام المشترك بين مصر والنمسا، حيث تلاقت رؤانا على أهمية هذا التشاور المثمر، والتنسيق المستمر بيننا كشركاء وأصدقاء، للتعامل مع التحديات العديدة وغير المسبوقة، التى تواجه المجتمع الدولى".
كما تناولا فى هذا السياق، استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية بما لها من تداعيات سلبية على السلم والأمن الدوليين، واستقرار أمن الطاقة والغذاء عالميا، وهى التداعيات التى عانت منها - ولا تزال - الدول الأقل نموا، وبما أضاف للأعباء الصعبة التى تتحملها، لتحقيق متطلبات التقدم الاقتصادى والتنمية المستدامة.
وأوضح الرئيس السيسى للمستشار "نيهامر"، أن مصر - من منطلق تمسكها بأهمية تحقيق السلم والأمن الدوليين - تواصل الدعوة فى اتصالاتها بكافة أطراف الأزمة، إلى تغليب لغة الحوار، والتوصل إلى تسوية سلمية، لإنهاء الصراع فى أقرب فرصة.
كما حرص الرئيس السيسى خلال مباحثات اليوم، على استعراض رؤية مصر، إزاء عدد من الملفات الإقليمية المهمة والجهود التى تبذلها مصر لمعالجة أسباب عدم الاستقرار فى إقليمنا، حيث تم التطرق إلى تطورات المشهد الليبى والقضية الفلسطينية وقضية "سد النهضة"، فضلا عن مستجدات الأوضاع الأخيرة فى السودان، مع تأكيد حرص مصر البالغ على استعادة الاستقرار هناك، والحفاظ على مقدرات شعبه الشقيق.
وتابع الرئيس السيسي: "لقد استمعت باهتمام اليوم، لرؤية المستشار "نيهامر"، للتحدى المشترك الذى تمثله ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واتفقنا معا على تكثيف الحوار بين بلدينا، للتوصل لإطار مستقبلى للتعاون بيننا فى ملف الهجرة من منظور شامل، يعالج الجذور الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لهذه الظاهرة، ويسعى لتعظيم الاستفادة من مسارات الهجرة الشرعية".
وأوضح الرئيس السيسى للمستشار النمساوى فى هذا السياق، حجم الجهود المصرية فى استضافة "9" ملايين ضيف يعيشون على أرض مصر، ويتمتعون بكافة الخدمات الأساسية، المتاحة للمواطنين المصريين، دون تمييز أو تفرقة.
وفى إطار حوارنا المنفتح مع شركائنا، قال الرئيس السيسى: "حرصت على إطلاع دولة المستشار على الخطوات الجادة والمستمرة، التى تتخذها الدولة المصرية، فيما يتعلق بحقوق الإنسان من منظور شامل ومقاربة متكاملة، تستهدف تمكين المواطن المصرى، من ممارسة كافة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التى كفلها الدستور المصرى، وذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسـان، التى تنفذها الدولة على عدة محاور، مؤكدا استعداد مصر الدائم للحوار والتعاون البناء مع شركائها، فيما يتعلق بهذا الملف المهم".
وأطلع الرئيس السيسى الجانب النمساوى على النجاح الكبير الذى حققته مصر - حكومة وشعبا - فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية بتضحيات كبرى قدمها المصريون وبرؤية شاملة، تغطى كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.
وفى ختام كلمته، رحب الرئيس السيسى مجددًا بالمستشار النمساوى وبالوفد المرافق له ضيوفا أعزاء على الشعب المصرى، معربًا عن تطلعه، لأن تشهد الفترة القادمة، مزيدا من التعاون والتنسيق بين مصر والنمسا بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويرتقى بالعلاقات الثنائية بين بلدينا، إلى آفاق أرحب.. وأكثر تميزا.