تتابع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالشأن السودانى تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض بعد قبول الطرفين لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، مساء الخميس، موافقتها على تمديد الهدنة الحالية 72 ساعة أخرى ابتداء من منتصف الليلة.
فيما أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الخميس، موافقتها على تمديد الهدنة التي طرحها الجانبان السعودي والأمريكي لمدة 72 ساعة إضافية، للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتهيئة الظروف المناسبة لعمليات إجلاء المقيمين من مختلف الجنسيات، وتسيير النواحى الإنسانية لكافة المواطنين السودانيين، مشيرا إلى ان الهدنة يبدأ سريانها اعتبارا من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية.
وأعربت القوات المسلحة السودانية فى بيان صحفي، مساء اليوم، عن أملها أن يلتزم "المتمردون" بمتطلبات سريان الهدنة هذه المرة، وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية ، من قصف للمؤسسات والمواقع العسكرية لقوات الجيش السوداني، وتخريب للمرافق الحيوية، وتعريض لحياة وممتلكات المواطنين للخطر.
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الدكتور سيد محمد عبد الله أن الأوضاع في البلاد تزداد سوءا يوما بعد يوم، موضحا أن الوضع يمكن وصفه بـ"الكارثي" نتيجة استمرار العمليات العسكرية في المدن، مشيرا إلى تسجيل 303 حالة وفاة في صفوف المدنيين، وإصابة 1884 آخرين، وهو عدد يشمل من تمكنوا من الوصول للمستشفيات ولا يشمل الضحايا من العسكريين.
وتوقع المتحدث باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في تصريحات لـ"انفراد" أن يكون العدد الفعلي للضحايا من المتوفين والمصابين أضعاف الأرقام المعلنة، نظرا لصعوبة وصول المصابين وتناثر الجثث في مناطق القتال المختلفة، مشيرا إلى توقف 60 مستشفى عن العمل من أصل 86 مستشفى تتواجد في ربوع البلاد، توقف 6 مراكز للغسيل الكلوى من أصل 24 مركز منتشرين في الولايات نتيجة الاشتباكات المسلحة.
ولفت إلى تعرض 14 مستشفى للقصف منهم 4 في مدينة الأبيض، مشيرا إلى إخلاء 19 مستشفى بشكل قسري كي تستخدم كمواقع عسكرية، مشيرا إلى أن 26 مستشفى تعمل في مناطق الاشتباكات المسلحة بعضها يعمل بشكل جزئي، مؤكدا أن 16 % من مستشفيات السودان تعمل بصورة كاملة وهي مهددة بالإغلاق في أقرب وقت نتيجة نقص الكوادر الطبية والكهرباء والمياه النظيفة والإمداد الطبي.
أوضح أن سيارات الإسعاف تم استهدافها ومنع الكثير منها من الدخول لبعض المناطق لنقل المصابين وجثث الضحايا، مشيرا إلى أن الكوادر الطبية تعمل في ظروف قاسية حيث استشهد منهم حوالي 12 طبيب وعنصر طبي، مؤكدا اختفاء أحد الأطباء يدعى "محمد الهادي عيسي" بشكل قسرى وهو من أطباء شرق دارفور.
وتطرق الدكتور سيد محمد عبد الله إلى القصف العشوائي في بعض الولايات الذي تسبب يوم أمس في وفاة 3 أطفال بمدينة الأبيض، بالإضافة لحالات وفاة سقطت نتيجة غياب الأمن وانتشار العصابات الإجرامية، داعيا إلى إيقاف الحرب بشكل فوري حتى تتوقف معاناة السودانيين.
فيما طالبت الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية السودانية بضرورة إيقاف الحرب فوراً، وإسكات صوت البنادق، والسعي لتوفير الاحتياجات الإنسانية والصحية والخدمية والبيئية العاجلة للمواطنين والمناطق المتأثرة، استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي الشامل، الإصلاح الأمني والعسكري بما يقود لجيش مهني موحد، عبر خطوات سلمية وتحت مظلة مشروع انتقالي مدني وطني ديمقراطي.
ودعت الجبهة إلى مواجهة خطابات الانحياز والاصطفاف على أسس إثنية، قبلية، مناطقية أو دينية، ومقاومة الحملات الدعائية والإرهابية، وخطابات الكراهية بتعزيز قيم المواطنة المتساوية والتعايش السلمى، مؤكدة رفضها لكافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الوطنية، ماعدا المساعي الدولية العاملة من أجل إيقاف الحرب وتوفير الغوث الإنساني وإحلال السلام العادل الشامل.