يتساءل الكثير من الناس عن الفائدة من خلق الحيوانات المفترسة والضارة المؤذية كالأسد والنمر والضبع والذئب والفيل والخنزير والأفاعى السامة والتماسيح والعقارب والبعوض والذباب والبوم والخفافيش وغيرها، وأكثر سؤال محير هو لماذا الخنزير وقد حرم الله أكل لحمه على الإنسان في القرأن الكريم بقوله:" إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" (سورة البقرة/173) باعتبارها من خبائث اللحوم أى من اللحوم المضرة والمؤذية لجسم الإنسان وفق قوله تعالى :" ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " (الأنعام /157).
يقول الدكتور عاطف محمد كامل، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، إن الخنزير مصمم بصورة رئيسية لأكل الجيف وأكل فضلات الحيوان والإنسان التى كان يخلفها فى العراء قبل نشأة الحضارة، ولايزال في بعض المناطق في العالم التي لم تلتحق بالحضارة المدنية وما تؤمنه من تسهيلات في خدمة الإنسان للمحافظة على الصحة العامة.
وأضاف كامل لـ "انفراد"، أن الله خلق كل كائن له دوره، مهما صنفه الإنسان، حيث نجد أن:
1- الحيوانات المفترسة من أكلة اللحوم، كالأسود والنمور والفهود والذئاب والضباع:
أهميتها تكمن في أنها تحافظ بما تصطاد من الحيوانات العشبية على توازن الطبيعة النباتى لكى لا يحدث التصحر من الرعي الجائر إن كثرت أعداد هذه الحيوانات بما يفوق توفر النبات، كما على الصحة العامة فى أكلها الجيف .
2- الأفاعى والحشرات:
تحافظ على سلامة سهول الإنسان وزراعاتة من الفئران والقوارض التي تتلف المزروعات بشكل بالغ؛ ودور الأفاعى هو مكافحتها وملاحقتها حتى القضاء عليها، لذا فمن الضروري جداً تواجدها في الحقول، وما على الإنسان سوى أخذ الحيطة والحذر منها، حيث أنه إذا خلت الحقول المزروعة من وجود الأفاعي لما نعم الإنسان بهذا الأمن الغذائى، وقد أثبت التقدم العلمي وتطوره بأن سم الأفعى مهم جداً لمعالجة الكثير من الأمراض المزمنة، وكذلك فإن كافة الحيوانات والحشرات السامة كالعناكب الكبيرة والعقارب على نفس الأهمية فى حقل الطب والمعالجة الدوائية.
3- التماسيح:
تأكل الجيف من الأنهار التى تتكائر فى مياهها عند عبور الحيوانات من ضفة إلى أخرى، خاصة البقر على أنواعه والحمار الوحشي سعياً وراء العشب حيث يهلك منها الكثير ، لتغرق في مياه الأنهر الجارية التي تشرب منها البشر عند عبورها لبلدانهم، والتماسيح عندما تأكل هذه الجيف فإنها تحافظ على نقاوة المياه، ولولاها لأضحت المياه ملوثة غير صالحة للشرب.
4- الخفاش:
الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، وغذائه الرئيسي هو البعوض والحيوانات التي يتم التعامل معها باعتبارها آفات أو كائنات مزعجة وخاصة الكائنات التي تنقل الأمراض. بحيث يعمل على التهامها بشكل دؤوب، ويعتبر عدو طبيعي للحشرات التي تطير ليلا فقد تستهلك الخفافيش التي تقتات علي الحشرات ما يعادل وزنها من الحشرات كل ليلة بما في ذلك البعوض الذي يحمل امراضا مثل فيروس زيكا، حمي الضنك، والملاريا، كما يساهم الخفاش في خدمة النظام البيئي الحيوي، من حيث الملقحات فأثناء بحثها عن الغذاء، تقوم الخفافيش بتلقيح حوالي 500 نوع من النباتات مثل الموز والجوافة والصبار وغير ذلك.
5- البوم:
أما البوم الذي يتشاءم منه الكثيرون في البلدان العربية دون مبرر ويعمدون إلى قتله، فإهميته تكمن فى أن بعضه يعيش داخل المدن والقرى، ليصطاد الفئران التي تستغل ظلمة الليل لتعيث الفساد والخراب حيث يكون البوم في انتظارها ليباغتها ويقضي عليها لسكون طيرانه.
6- الفيل:
هو الحيوان الوحيد البارع في شق الطرقات وسط الغابات، لضخامته وقوته بحيث يقتلع الأشجار التى تعترض طريقه لتسهيل مرور قطعانه، كما أنه يمكنه معرفة مواقع المياه حتى في باطن الأرض، حيث تتبعه الحيوانات والوحوش عن بعد وقت الجفاف لعشرات الكيلومترات، لإنها تدرك تماماً حاجته للماء وتعرف مقصده في ترحاله السريع واندفاعه، إلى أن يقف فجأة ليبدأ الحفر بقدمه وخرطومه لتنفجر المياه عن بركة واسعة ليشرب منها ويفسح المجال للآخرين بعد الارتواء .
7- الطيور الجارحة كالنسر:
تتغذى على الجيفة أى الحيوانات الميتة، حيث يمتاز النسر بنظرة الحاد الثاقب، فيستطيع أن يرى من على بعد كبير فريسته، حيث نجد النسر يأكل الجيفة والفئران والزواحف ويخلص الأرض من الأشياء التي تضر بها لتعيد التوازن البيئي.