نحتاج للغة وطنية واحدة بدون خطوط حمراء
الإشراف القضائى والإفراج عن السجناء أبرز الإنجازات
عودة المعارضين «رسالة طمأنة».. الأحزاب فى مصر «فاعلة»
وعود الرئيس السيسى ضمانة وثقة كبيرة لنجاحه
أكد الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن الحوار الوطنى هو «قبلة الحياة« بالنسبة للأحزاب والحياة السياسية فى مصر، مشيرًا إلى أن استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من المقترحات، بمثابة ضمانة حقيقة ورسالة ثقة كبيرة وتأكيد على جدية الحوار وفاعليته.
الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، أشار خلال حواره لـ«انفراد«، إلى أن الحوار الوطنى فى مرحلة الإعداد اتسم بالمواجهة والمكاشفة وخلق المساحات المشتركة، معتبرًا أن ملف الإفراج عن المحبوسين، واستجابة رئيس الجمهورية لمقترح «الإشراف القضائي«، بانهما من أهم المكتسبات.. وإلى نص الحوار:
عام بالتمام والكمال على دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطنى فى إبريل 2022.. ما تقييمك للعام الأول حوار من نوعه يجمع المعارضة والأحزاب الأخرى؟
بخصوص مرور عام على إطلاق الدعوة للحوار فإننى اعتبر أن الإطار الزمنى لإعداد حوار وطنى يحدد أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة يعتبر مقبولا جدًا، مقارنه بما تم من خطوات من بداية اختيار منسق عام تم التوافق عليه بشكل كبير، ثم تشكيل أمانه فنيه تستطيع استقبال وفحص أكثر من 90 ألف رسالة وإيميل، ودعوة أكثر من 400 جهة وحزب، ثم تشكيل مجلس أمناء يمثل معظم ألوان الطيف السياسى، وكذا عمل لجان وتحديد موضوعات ووضع لائحة ومسودة سلوك.. كل هذا بالإضافة إلى اتخاذ خطوات أخرى بالتوازى، تهدف إلى بث الطمأنينة والثقة للحوار للحث على المشاركة فى الحوار من كل الاطياف، سواء أحزاب معارضة، والأحزاب الأخرى وباقى قوى المجتمع المدنى.
البعض يرى أن جلسات الحوار الوطنى تأخرت نوعًا ما.. كيف ترى ذلك؟
لا أرى أى تأخير، لا سيما أن مصر لا تجرى حوارًا كل يوم، و أهميه الحوار تأتى من الهدف من إقامة الحوار، وهو خلق اصطفاف وطنى حقيقى والخروج بمخرجات مرضية ترسم خارطة طريق لسنوات مقبلة.
- ما أهم الملفات التى ستكون على طاولة اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطنى القادم؟
أهم الملفات المطروحة على طاوله الحوار فى الملفات الثلاثة السياسى والاقتصادى والاجتماعى تم تحديدها فى 19 لجنة، حيث تتم مناقشة 113 قضية، تشمل تقريبًا كل القضايا المطروحة لتحدد مسارات العمل الوطنى وترتيبها طبقا للأولويات، وبالتالى فنحن كحزب نعتبرها فرصة كبيرة، حيث إنها تعتبر أجندة وطنية حقيقية تمت المشاركة فى وضعها كل القوى الوطنية.
هل تعتقد أن المناخ السياسى بشكل عام قادر على استيعاب فكرة «التوافق» حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة؟ وكيف يرتبط نجاح الحوار الوطنى، بحالة الوعى العام بأهميته؟
الرئيس السيسى طالما أشار فى خطاباته إلى ضرورة حوار المصريين مع بعضهم البعض حتى ولو هناك تباين فى الآراء، إلى ذلك الموضوع، ودعوته للحوار الوطنى حتى يكون حوارا بين كل الأطراف المشاركة والتوافق فيما بينها فى النهاية بمخرجات متوافق عليها.. حيث لاتوجد خطوط حمراء بين كل من يمثل الشعب المصرى سواء أفرادا أو أحزابا أو هيئات، وبالتالى فإن الجميع سواء الأحزاب أو الأفراد يحتاج إلى الحديث بلغة واحدة، لخلق حالة من الاصطفاف الوطنى، لا سيما أن العالم الآن يمر صراعات وأزمات اقتصادية وسياسية، وبالتالى وهو الأمر الذى يحتاج المواجهة من خلال اصطفاف وطنى حقيقى وتحديد أولويات العمل يتم التوافق عليها وهو الأمر الذى يجعل الكل ينصهر فى بوتقة واحدة من خلال رغبة حقيقية للاصطفاف الوطنى، بل نحتاج ايضا أن نكون أكثر صلابة وقوة من خلال الترابط والتفاهم من خلال لغة وطنية واحدة يتحدث بها الجميع.
وبالتالى فإننى أرى ان الحوار الوطنى جاء فى توقيته، وهو قبلة الحياة للأحزاب، سواء الممثلة فى البرلمان، أو غير الممثلة فى البرلمان، وهو سيساعد على خلق حياة سياسية جديدة، من خلال إجراء حوار جاد تستطيع من خلاله الأحزاب التعبير عن سياساتها وخططها وبرامجها، فى مع ملاحظه أن الأحزاب الممثلة بالبرلمان سيكون على عاتقها مسؤولية أكبر، حيث عليها أن تبثت أحقيتها بالتمثيل فى البرلمان من خلال رؤيه تشريعية شاملة، وسيكون على عاتقها طرحها أثناء الحوار، وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من مخرجات تحتاج إلى تشريع.
وأرى أن تعديل اللجان والموضوعات وفتح موضوعات كبيرة فى محاولة لخلق حوار حقيقى وهناك العديد من الرسائل المهمة حتى الآن، أبرزها رسائل الطمأنة، لكل الأحزاب، بأنه لا مصادرة للرأى وهناك رسائل طمأنة بأن مخرجات الحوار سيتم تنفيذها، بوعد من الرئيس السيسى بتنفيذها،ة وهذه رسالة طمأنة كبيرة لكل الأحزاب والقوى السياسية.
وأوؤكد أن الحوار الوطنى قادر على استيعاب فكرة التوافق حول الملفات المختلفة، فى ظل الأزمات العالمية، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، ولا بد من توافق وطنى حقيقى للخروج من هذه الأزمات وتأثيرها على مصر، وبالتالى فكرة التوافق فكرة حتمية وواجب وطنى، مع الاحتفاظ للجميع بالتعبير عن رأيه، والحوار الوطنى حتى الآن استطاع ان يجمع الجميع حول طاولة فى محاولة للوصول للحلول المثلى، ولذا فإننى أرى التوافق أصبح حتميا، وضرورة، ولا نمتلك رفاهية ضياع هذه الفرصة.
فى رأيك كيف يرتبط نجاح الحوار الوطنى، بحالة الوعى العام بأهميته؟
حالة الوعى فى غاية الأهمية، حيث يشارك فى خلقها كثيرون سواء أحزابا أو قوى سياسية و إعلاما و سوشيال ميديا، والكل عليه دور كبير فى خلق حالة من الوعى وفهم أهمية هذا الحوار، لا سيما أن هناك خطوات تم اتخاذها من قبل مجلس الأمناء، تؤكد أهمية الحوار والتشجيع على المشاركة فيه من خلال خلق مواجهة ومكاشفة لكل القضايا، فضلا عن وعود رئيس الجمهورية بتنفيذ ما سينتهى إليه الحوار من مخرجات، وهو الأمر الذى يعطى ضمانة وثقة ومساحة أكبر للمشاركة بقوة وثقة فى الحوار الوطنى.
العالم أجمع يواجه تحديات اقتصادية «عالمية«، كيف سيساهم الحوار فى مساندة الدولة المصرية لتخطى هذه التحديات؟
الدولة المصرية وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية تستهدف طرح وتبنى كل القضايا الاقتصادية التى ستناقش فى الحوار الوطنى فى المؤتمر الاقتصادى الأخير، والذى ناقش كل الملفات الاقتصادية وأجاب عن كل التساؤلات، وتضمن وضع خارطة طريق لحل الأزمة الاقتصادية فى ظل الأزمات العالمية، والتى مصر جزء منها، وبالتالى فإن المؤتمر الاقتصادى ناقش كل الأمور، والعديد من القضايا الاقتصادية بشكل موفق جدًا، حيث إن هذه الأمور الاقتصادية تحتاج آراء فنية وتكنوقراط تستطيع وضع الرؤى والمقترحات لحل كل الأزمات الاقتصادية.
الحديث يأخذنا هنا إلى دور القوى الناعمة فى نشر الثقافة وأيضا الوعى بأهمية الحوار الوطنى، أليس كذلك؟
لا يمكن إغفال القوى الناعمة، حيث إن لغة الحوار أصبحت حتمية وقوية، فى ظل انتشار السوشيال ميديا، وبالتالى القوى الناعمة لاعب قوى، ويجب استغلالها بشكل أمثل، بما يساهم فى خلق الثقة و وخلق ثقافة وطنية حقيقية، للتوعية بخطورة الوضع الاقتصاد والسياسى العالمى، وهذا الأمر مهم، حيث إنها تمس بشكل كبير العديد من القطاعات وفئات المجتمع التى بحاجة للتنوير و والتعليم على سبل مواجهة الشائعات.
إذن حدثنا عن دلالة التوافق السياسى فى هذا التوقيت، وارتباطه أيضا بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان؟
هناك جدية لدى الدولة المصرية لخلق جمهورية جديدة تعترف بأحقية المواطن فى معيشة كريمة، تحترم القوانين والتشريعات وحماية حقوق الإنسان مع تحسين كافة الأوضاع، وخاصة للطبقات الأكثر فقرًا وتطوير المناطق الأكثر احتياجًا وإعادة تأهيل المناطق العشوائية، ووضع رؤية شاملة، ومنح مساحات أكبر للمنظمات الحقوقية لمتابعة ما يجرى على الأرض المصرية.
البعض يرى أن هناك حالة من الحراك السياسى تشهده ساحة الأحزاب السياسية بعقد ورش عمل وصالونات سياسية لمناقشة القضايا التى تندرج ضمن المحاور الرئيسية للحوار، كيف ترى هذه الاستجابة؟
أؤكد أن ذلك أحد أهم مكاسب الحوار الوطنى، حيث سيسهم ذلك فى انتعاش سياسى لكل الأحزاب السياسية..
كيف تفسر اتفاق جميع الأطياف المدعوة لجلسات الحوار الوطنى بالتأكيد على فكرة «الشراكة لا الخصومة« والتوافق على أساسيات العمل بين الجميع؟ وكيف تدعم هذه المقدمات نجاح هذا الحوار؟
المشاركة هى الأساس للعمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة، ولا سبيل آخر للخصومة فى ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولا بد من المشاركة الحقيقية بين جميع الأطراف، وهذه هى القاعدة المشتركة التى خلقها الحوار الوطنى.
يتزامن مع إجراءات الاستعداد لجلسات الحوار الوطنى، خروج قوائم من المحبوسين ضمن جهود لجنة العفو الرئاسى.. ما دلالة ذلك؟ وكيف ترى هذه الجهود المتكاملة على كل الأصعدة لحوار وطنى جاد؟
نعتبر قرارات العفو الرئيس إحدى أهم الخطوات التى تحسب للدولة المصرية، وهى إثبات قوى لحسن النوايا، من خلال لجنة العفو الرئاسى وهى ايضا خطوة مهمة للتأكيد على جدية الحوار.
كيف يمكن توعية الشباب بأهمية الحوار ومخاطبتهم بلغتهم؟
يجب الوصول للشباب ومخاطبتهم بشكل أكثر فاعلية، من أجل التفاعل مع الحوار الوطنى من خلال القوى السياسية والإعلام بكل وسائله سواء الإعلام المرئى أو المسموع ، خاصة أن الشباب يمثلون أكثر من 60% من تركيبة السكان، ولا بد من تحقيق مساحة من المشاركة الفعالة للشباب سواء فى الحوار الوطنى أو بعد الحوار، ولا بد من تمكين الشباب سواء على المستوى التشريعى أو التنفيذى، ويجب أن نتعلم مما يحدث حولنا، ورعاية عقول الشباب، والتكاتف فى خلق استراتيجية عامة تشترك فيها الأحزاب والمجتمع بأكمله لخلق وعى حقيقى لدى الشباب يستطيع من خلاله مواجهة الأكاذيب والشائعات.
كيف ترى تفاعل الحوار الوطنى مع الملفات المختلفة خلال مرحلة التحضير، واستجابة رئيس الجمهورية لعدد من المقترحات مثل الاشراف القضائي؟ وماذا عن أبرز منجزات الحوار الوطني؟
وجود الإشراف القضائى بالاستحقاقات الدستورية من أهم المكاسب التى تمت فى الفترة الماضية، من خلال مجلس أمناء الحوار الوطنى.. كما اننى سعيد بمنجزات الإفراج عن المحبوسين والاتفاقات على موضوعات مشتركة ومتكاملة وتحديد الأولويات للعمل الوطنى، وخلق توافق وطنى يمثل مجلس الأمناء، وأرى ضرورة أن يقتحم الحوار الوطنى الملفات الاقتصادية، بالإضافة للجزء السياسى الخاص بمباشرة الحياة السياسية وملف المحليات المعطل لفترة طويلة وهذه الملفات يجب أن يحسمها الحوار الوطنى فى جلساته القادمة.
كيف ترى تعديلات قانون الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية؟
بالنسبة لقوانين مباشرة الحقوق السياسية والأحزاب، فتعديلها أصبح مطلبا ملح لكافة الأطياف السياسية، فالنظام الانتخابى بالقائمة المطلقة أثبت ان هناك ظلم كبير لكثير من القوى السياسية وبالتالى يجب تعديله، ولا بد من قوائم نسبية لإتاحة المشاركة الأكبر من الأطياف السياسية، وقانون الأحزاب من الملفات الهامة ولا بد من دعم الحياة الحزبية، بشكل أوسع والبدء فى حوكمة الأحزاب، لتصبح كيانات قادرة على مباشرة عمليها، حيث انها تمثل المكون السياسى والقانون للحياة السياسية.
البعض يوجه الانتقادات للدور الذى تلعبه الأحزاب مقارنة بعددها.. كيف ترى ذلك؟
هذا الأمر متشابك، ووجود نظام الانتخابى الذى يكرس القوائم المغلقة المطلقة أدى لإحجام العديد من الأحزاب السياسية عن المشاركة بسبب عدم قدرتها على المشاركة والمنافسة، وهذه الأحزاب، فاعلة، ولكن الوضع السياسى والانتخابى يفرض بعض الأمور المالية والبشرية على هذه الأحزاب.. ويجب الحفاظ على المكسب الذى تم بعد ثورة 25 يناير، بان يتم العمل لهذه الأحزاب من خلال قانون الأحزاب، وتفعيل قانون انتخابات يتيح مشاركة فعالة بشكل أوسع ودعم هذه الأحزاب لتمثل نفسها وتلعب دورا حقيقيا فى الشارع السياسى.
ما هى دلالة عودة المعارضين الذين لم يتورطوا فى دماء إلى مصر مؤخرا؟
عودة المعارضين الذين لم يتورطوا فى دماء، أمر هام جدًا ويؤكد ان الدولة المصرية جادة والحوار الوطنى وهناك رغبة وشفافية فى خوض كل الأمور، ورغبة من الدولة فى اصطفاف وطنى حقيقى، وهناك دلائل كبيرة على عودة المعارضين لمصر، وهى رسائل طمأنينة للجميع وخطوات واقعية.
أخيرًا.. ما هى رسالتك للأحزاب والقوى والسياسية من ناحية.. والسلطة من ناحية أخرى فيما يتعلق بالحوار الوطني؟
أدعو كل الأحزاب، إلى أن تكون فى حالة انعقاد دائم، حيث إن المرحلة التى تخوضها مصر هى مرحلة دقيقة، ولا بد من مشاركة أكبر وفعالة من كل القوى السياسية.. كما أطالب الجهات التنفيذية أن تكون على قدر المسئولية وعلى قدر وعد الرئيس السيسى لتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى، والتناغم بين القوى السياسى والدولة المصرية أمر بات واجبًا للخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وما يموج من صرعات إقليمية وعربية وأفريقية وعالمية.