يعتبر شهر مايو من الشهور التى تحظى بقدسية خاصة فى الكنيسة الكاثوليكية، فهو الشهر الذى خصصته الكنيسة للسيدة مريم العذراء، كما يعتبر شهر الورود والجمال والحياة والتجدد.
ويأتى إكرام السيدة العذراء مريم فى شهر مايو كتقليدا غربيا، ومن ثم انتقل إلى الشرق فبعض المؤرخين ينسبون نشأته إلى الطوباوى هنرى، غير أن ممارسة شهر مايو نشأت في إيطاليا ومن ثم انتشرت في كل دول أوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
طقوس الكنيسة الكاثوليكية فى الشهر المريمى
ونشر موقع الكنيسة الكاثوليكية طقوس صلاة الشهر المريمى، حيث يبدأ بتلاوة صلاة المسبحة الوردية وهذه المسبحة أخذت مكانة كبيرة فى حياة المسيحيين، وحازت على مدح القديسين وآباء الكنيسة الغربية وبابوات الفاتيكان وقال عنها البابا يوحنا بولس الثانى: "إنها صلاتى المفضلة، إنها صلاة رائعة فى بساطتها وعمقها، إنها تعرض لنا أهم وقائع حياة المسيح التى حيث جمعت فى أسرار ثلاثة تربطنا بالمسيح من خلال قلب أمه إذ صح القول، ويسعنا فى الوقت نفسه أن نضم إلى أسرار الوردية كل ما يحدث لنا شخصياً وعائلياً وكنائسياً وإنسانياً… وهكذا تجرى صلاة الوردية منتظمة مع الحياة البشرية".
1 - تأمل أو إرشاد (العظة)
2 - رتبة التبخير
3 - البركة بصورة العذراء
4 - أناشيد خاصة بمريم العذراء.
تكريم الكنائس الشرقية
وتكرم الكنائس الشرقية منذ القدم العذراء مريم فى الطقوس الكنسية والصلوات الليتورجيا والأباء الشرقيون يشيدون بقداستها.
واختارت الكنيسة الجامعة هذا الشهر لكونه أجمل شهور السنة بربيعه وزهوره، ولأنه شهر الفرح، الفرح الروحى الذى نالوه بقيامة السيد المسيح، وصعوده إلى السماء، وهو شهر الرجاء بعنصرة جديدة، كما تحققت بحلول الروح القدس على التلاميذ المجتمعين فى العلية حول مريم.
ثوب السيدة مريم العذراء
ويرتبط شهر مايو ارتباطاً مباشراً بثوب السيدة العذراء، والذى أصبح تقليداً ورمزاً للشهر المريمى، حيث ترتدى معظم البنات المسيحيات اللواتى قدمن نذوراً لهذا الشهر ثوب السيدة العذراء ذا اللون الأزرق والذى تتم الصلاة عليه من قبل راعى الكنيسة مسبقاً، ويتزنرن بزنار باللون الأبيض ويغطين رأسهن بوشاح أبيض اللون أيضاً.
الكنيسة الأرثوذكسية
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، بطقس "شهر كيهك" أو كما يُسمى "الشهر المريمى"، كيهك في شهر ديسمبر، وهو رابع شهور السنة القبطية، ويرتبط بأحداث ميلاد السيد المسيح.
ويعتبر أهم ما يميز طقس شهر كيهك، هو استمرار الصلوات والتسابيح طوال الليل وحتى الساعات الأولى من اليوم الجديد، فتبدأ الصلوات فى التاسعة مساء، وتنتهى في تمام السادسة صباحا بإقامة القداس، ولذلك السهر أساس في الكتاب المقدس، فقد كتب بولس الرسول في إحدى رسائله: "جميعكم أبناء نور وأبناء نهار لسنا من ليل ولا ظلمة فلا ننم كالباقين بل لنسهر ونصح".
ويُعد هذا الشهر من أهم شهور السنة بالنسبة للمسيحيين لأنه شهد ولادة السيد المسيح الذي يوافق يوم 29 كيهك قبطيًا و 7 يناير ميلاديًا من كل عام.
القديس يوحنا الدمشقى
وذكر القدّيس يوحنا الدمشقى أن مريم قدّيسة طاهرة البشارة حيث حرصت على نقاوة النفس والجسد كما يليق بمن كانت معدّة لتتقبّل الله فى أحشائها، واعتصامها بالقداسة مكنّها أن تصير هيكلاً مقدّسًا رائعًا جديرًا بالله العلى، ومريم طاهرة منذ الحبل بها: "يا لغبطة يواكيم الذى ألقى زرعًا طاهرًا! ويا لعظمة حنّة التى نمت فى أحشائها شيئًا فشيئًا ابنة كاملة القداسة، ويؤكد أن سهام العدوّ الناريّة لم تقو على النفاذ إليها"، "ولا الشهوة وجدت إليها سبيلاً".
ويحث المجمع الفاتيكانى الثانى المؤمنين على تكريم مريم العذراء تكريمًا خاصًّا، موضحًا طبيعة هذا التكريم وأساسه، والاختلاف الجوهرى أن هذا التكريم وعبادة الله، فيقول: "إنّ مريم قد رُفعت بنعمة الله، وإنّما دون ابنها، فوق جميع الملائكة وجميع البشر بكونها والدة الإله الكلّية القداسة الحاضرة فى أسرار المسيح.