كشف ألكسندر كورتشاغين النائب الأول لمدير شركة "آتوم ستروي إكسبورت" لإدارة مشاريع بناء المحطات النووية التابعة لشركة روساتوم الروسية المسئولة عن إنشاء الضبعة، أن المرحلة التكنولوجية التي يشهدها موقع بناء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، هى تنفيذ مجموعة كاملة من الأنشطة المنظمة المعقدة بدء من أعمال البناء والتركيب وانتهاءً بإنتاج وتوريد المعدات التكنولوجية الأساسية.
وأضاف كورتشاغين فى تصريحات صحفية له اليوم: تجري حاليا أعمال البناء والتركيب في جميع المجموعات الأربع للمحطة ، حيث يتم تنفيذ عملية صب بلاطة الأساس الخرسانية في المجموعتين الأولى والثانية، في حين تم البدء فى صب الخرسانة الأولى في المجموعة الثالثة، ونحن نتوقع أن يتم الانتهاء من هذه الأعمال بحلول نهاية هذا العام وقريباً سنحصل على تصريح بشأن المجموعة الرابعة".
وأشار كورتشاغين أنه في إطار هذا العام، سيتم توريد المعدات التكنولوجية الرئيسية، حيث وصلت أول هذه المعدات منذ 3 أسابيع، والحديث يدور عن مصيدة توطين الصهر للمجموعة الأولى، والتي يجب تثبيتها هذا العام على الأساس.
وقال كورتشاغين إن أعمال بناء المحطة تسير وفق الجداول التوجيهية المتفق عليها من بين أمور أخرى مع الجهة الأجنبية التي نتعامل معها وفقا لما هو متوقع، بمعنى يبقى لدينا احتياطي من الزمن بسبب تنفيذ أعمال البناء التي تسبق الجدول الزمني المحدد، لافتا إلى أنه يتم تنفيذ جميع المهام لتقديم طلبات إنتاج المعدات التكنولوجية الأساسية في الموعد المحدد ولا نرى أي عقبات غير متوقعة.
وفيما يتعلق بتدريب طاقم العمل في المحطة النووية بالضبعة، أوضح كورتشاغين أنه يتم تنظيم أعمال البناء والتركيب، ونحن لدينا أكبر الشركات المصرية، والخبراء المصريين، بما في ذلك العاملين في شركة الإنشاءات التابعة لنا، والتي تقوم بأعمال البناء في مجموعتي الأولى والثانية، وبالنسبة لأعمال البناء والتركيب، تم تنظيم مركز تدريب وتأهيل في الموقع، حيث يقوم المتخصصون من مصر وشركاتنا برفع مستوى كفاءاتهم، والحصول على الكفاءات المناسبة والتصاريح لأداء الأعمال التكنولوجية المعقدة.
ويرى كورتشاغين أنه فيما يتعلق بتدريب الكادر كما هو منصوص عليه في العقود المبرمة، يتعين علينا قبل بدء التشغيل أن نضمن ما يسمى بالاستعداد التشغيلي، والذي يشمل توفير موظفين مؤهلين مدربين لاستلام المجموعات بهدف التشغيل. والحديث يدور عن حوالي 1500 موظف أقل أو أكثر بقليل، حاليًا يتم تدريب حوالي 100 متخصص في جامعاتنا الروسية وفقًا للبرنامج الرسمي الذي قامت أكاديميتنا الفنية بصياغته بمساعدة شركاتنا وعلى وجه التحديد مؤسسة "روس إنيرجيو" والكادر من محطة لينينجراد النووية.
الجدير بالذكر أن هيئة المحطات النووية برئاسة الدكتور أمجد الوكيل بدأت فى عملية صب "أول خرسانة" في البلاطة الخرسانية للمجموعة الثالثة لمحطة الضبعة للطاقة النووية وبالتالي يمكن القول أن إنشاء المجموعة الثالثة لمحطة الطاقة النووية دخلت مرحلة البناء الرئيسية.
وجاءت مراسم صب الخرسانة الأولى بعد إصدار تصريح إنشاء المجموعة الثالثة لمحطة الضبعة النووية من قبل الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية في 29 من شهر مارس 2023.
يذكر أن محطة "الضبعة" النووية هي أول محطة للطاقة النووية في مصر يتم بناؤها في مدينة الضبعة الواقعة على البحر المتوسط بمحافظة مطروح، على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. مع الاشارة إلى أن محطة الطاقة النووية سوف تتكون من 4 مجموعات باستطاعة 1200 ميغاواط لكل منها مع مفاعلات من نوع VVER-1200 (مفاعل القدرة المائي) من الجيل الثالث +. علماً أن هذه هي تقنية من الجيل الحديث لها مرجعيتها وتعمل بالفعل بشكل فعال وناجح. مع التنويه بأنه هناك أربع مجموعات تعمل في روسيا مع مفاعلات من هذا الجيل: مفاعلان في محطتي الطاقة النووية نوفوفورونيج ولينينغراد. أما خارج روسيا ففي شهر نوفمبر 2020، تم تشغيل مجموعة واحدة مع مفاعل VVER-1200 في محطة الطاقة النووية البيلاروسية.
يتم تنفيذ بناء محطة الطاقة النووية وفقًا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017. ووفقًا للالتزامات التعاقدية لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة فحسب، بل سيقوم أيضًا بتزويد الوقود النووي الروسي لكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية، فضلاً عن تقديم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الكادر وتوفير الدعم في تشغيل وصيانة المحطة خلال السنوات العشر الأولى من عمل المحطة. وفي إطار اتفاقية أخرى، سيقوم الجانب الروسي ببناء منشأة تخزين خاصة وحاويات لتخزين الوقود النووي المستهلك.