هدم دار سينما تاريخية وراء أخرى وتحويلهم إلى عمارات وأبراج سكنية تكرر كثيرا خلال السنوات الماضية، حتى وصل الأمر إلى هدم 18 دار سينما من بينها سينما ومسرح الفنان الكوميدى ابن السويس إسماعيل يس، كما تعرضت أجزاء من 5 دور سينما أخرى إلى الانهيار ويستعد مالكيها لبيعها، لينتهى أى وجود لدور السينما التاريخية فى محافظة السويس.
ومن بين دور السينما التى تحولت إلى أبراج وعمارات سكنية وأرضى تم تقسيمها، سيناء ورجب وشنتكلير ونون ، كما تم هدم مسرح وسينما إسماعيل يس التى قامت إحدى الشركات بشرائها وتحولت إلى دار سيناء فى السويس بعد إزالة اسم الفنان الراحل، وتؤكد الوثائق أن دور السينما التى هدمت بالسويس كان تم بناءها فى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضى.
ودور السينما التى اختفت فى محافظة السويس لم تكن تتمركز فى منطقة سكنية واحدة بل فى أكثر من حى من بينها حى السويس وحى الأربعين أكبر أحياء المحافظة، ولم يبقى منهم سوى الذكريات للسوايسة يروونها لأبنائهم أنه كانت توجد هنا سينما.
وقال الكابتن غزالى، شاعر المقاومة الشعبية، إن دور السينما التى تم هدمها بالسويس كان يستمتع بها السوايسة فى الماضى، فكان المواطن فى الستينات والسبعينات والثمانينات يخرج مساءًا للذهاب إلى السينما أو الجلوس فى قاعات ملحقة بدور السينما والتى كانت تتميز بعقد اللقاءات الثقافية وغيرها.
وأشار الكابتن غزالى، إلى أنه للأسف سينما الجماهير انحصرت تماما وأصبح ليس لها وجودا، ونحن نحزن جدا عندما نشاهد دور سينما عملاقة تهدم ويهدم التاريخ الجميل بها، ويصعد مكانها كتل خرسانية.
وقال علاء الدين عبد المنعم مهندس زراعى: "إننى اتكلم مثلا عن ذكرياتنا مع سينما مصر بالسويس، التى كان يقف على أبوابها عم بلال ينادى كل الأفلام بـ"3 صاغ" وكأنه يبيع طماطم تشجيعا للجميع لدخول السينما".
وأضاف علاء "أننا نتكلم أيضاء عن ذكرياتنا عن سينما رجب التى تحولت إلى برجا سكنيا ، وكانت مصممة بشباببيك شبكية تفتح وتغلق عند تشغيل الأفلام، ودور أخرى كانت شاهدة على تاريخ السويس وجمالها، أما سينما شنتكلير فقد كانت مخصصة للأفلام الأجنبى، وكانت تحتوى على صالة سينما صيفى وأخرى شتوى ، وكانت تحتوى على ماكينات عرض سينما الأحدث من نوعها وقتها."
ويتذكر فريد السيد، أنه عندما كان شابا ويذهب إلى دار السينما كان يوم الخميس العروض بدور السينما كثيرة ، وكان الجميع فى السويس سعيد ومهتم بالحضور إلى السينما ومتابعة كل جديد، هذا بجانب أن العاملين فى قناة السويس من الجنسيات الأجنبية كانوا يترددون على دور السينما، ولكن كل شئ للأسف أصبح ذكرى بعد أن قام الأحفاد ببيع أراضى دور السينما من أجل المال، والتى تحولت إلى عمارات سكنية وأبراج.
فيما قال صابر كمال، موظف على المعاش بالسويس: "مازلت أتذكر كيف كان فى الثمانينات عروض المسرحيات تعرض على مسرح إسماعيل يس، ومن وقتها ومنذ هدم السينما والمسرح انتهت أى علاقة للسويس بعروض المسرح، فللأسف انتصر المال على تاريخ وهدم المال التاريخ الفنى للمحافظة بهدم دور السينما بعد أن قام ورثة كل دار سينما ببيعها، وحتى المحافظة نفسها باعت مسرح وسينما إسماعيل يس بالسويس".
وتؤكد أمل محمود، رئيس جمعية السويس بلدى "أننا هنا فى السويس جميعا كنا نفخر بدور السينما التاريخية بالمحافظة، ولكن للأسف الشديد هدمت وتحولت إلى عمارات وأبراج سكنية، بالرغم من أن دور السينما فى السويس كانت الأشهر فى المحافظات نظرا لما كانت تتمتع به من اهتمام ورقى خلال سنوات طويلة
وأشارت أمل محمود، إلى أنه من بين دور السينما التى اختفت "سينما الجمهورية" بشارع راشد بالأربعين ، وتم هدمها وإقامة برج بدلا منها و"رويال" وقد أقيم مكانها بنك الإسكندرية الحالى بشارع الجيش، و"دار سينما ناصر" وكانت ببور توفيق و"سينما شنتكلير" وأقيم مكانها برج شنتكلير بشارع سعد زغلول، و"سينما نون" ومعرضه للانهيار بشارع الشهداء.
وقال الدكتور على السويسى، أستاذ الفنون بجامعة السويس، كان للسينما فى السويس حضورا واضحا فى المشهد الثقافى منذ الثلاثينات من القرن الماضى وكان بالسويس حوالى 23 داراً للعرض السينمائى، ومنها سينما نون ورجب الصيفى والشتوى وحنفى الصيفى والشتوى ومصر وبلال وشنتكلير ورويال وأوبليسك وناصر وغيره
وأضاف على السويسى: "أسهم السوايسة فى إنتاج عدد من الأفلام السينمائية ومنهم حنفى محمود وأحمد ربيع، وكانت السويس موقعاً لتصوير العشرات من الأفلام التى من أشهرها "ابن حميدو" و"ذئاب المينا" و"مشوار عمر" وغيرها، وقدمت السويس للسينما المصرية نجوما كثر أهمهم إسماعيل ياسين وسعيد أبو بكر ومحمد رضا وآخرين.
وتابع السويسى: كان لوجود الجاليات الأجنبية فى السويس تأثيرا هاما على عدد دور العرض ومستواها ومناطق تواجدها، وكان المشهد مبهجاً ورواد السينما ذاهبون إليها، حيث يتأنق الناس رجالاً وسيدات فى أبهى زينتهم وملابسهم، وقد كان بكل سينما من هذه السينمات السويسية خشبة مسرح تقدم عليها العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والغنائية من الفرق المحلية أو القادمة من القاهرة.