حلت أمس الاثنين، الذكرى الخامسة لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) أو ما يعرف بـ "الاتفاق النووى" ففى، 8 من مايو عام 2018، قرر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق المبرم بين إيران ومجموعة (5+1) (لولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة ألمانيا)، وأعاد فرض عقوبات على طهران، فيما ردت الأخيرة بالتخلى تدريجياً عن التزاماتها الواردة فى بنود الاتفاق.
ورغم حديث طهران عن التوصل لاتفاقيات مع الأطراف الأوروبية إلا أن المحادثات تظل متجمدة بحسب تصريحات اوروبية وأمريكية، لكن طهران يحدوها بعض الأمل، وتعليقا على ذكرى الانسحاب الأمريكى، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية فى مؤتمره الصحفى الأسبوعى، بشأن فرص إحياء الاتفاق: من الناحية الفنية ما تزال فرصة احياء الاتفاق النووى موجودة فالتوافقات التى جرت مع الاطراف تقول ذلك لكن تعلل الأطراف الأخرى وغياب الإرادة السياسية إلى الآن يؤخر احياء الاتفاق"
وأضاف أن سياسة بلاده قائمة على حل المشاكل مع الوكالة ولن نسمح لأحد بإدخال علاقتنا مع الوكالة فى قضايا سياسية، ولفت زيارة مدير عام الوكالة الاخيرة لإيران كانت إشارة على تحسن العلاقة مع الوكالة بشكل واضح ومستمرون بالتعاون وفق القوانين".
وقال ردا على سؤال حول تقارير تحدثت عن تركيب كاميرات جديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى المنشآت النووية الايرانية: أن سياستنا الجادة تتمثل فى حل المشاكل وازالة سوء التفاهم مع الوكالة الذرية.
وتابع: سياستنا هى ألا تتحول القضايا المتعلقة بأنشطة إيران النووية السلمية إلی عقبة امام التعاون الثنائى، قائلا: أن إجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتم فى إطار الخطة التى تم تحدیدها خلال زیارة الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائیل جروسى إلی طهران وستقوم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بشرحها فى الوقت المناسب.
وحول آخر أخبار مفاوضات فيينا، قال كنعاني: أجريت مفاوضات بين إيران وأطراف الاتفاق النووى، وتم التوصل إلى اتفاقيات جيدة.
ونصّ الاتفاق النووى 2015، على رفع جزء من العقوبات الغربية والأممية على إيران فى مقابل التزامها عدم تطوير أسلحة نووية وتخفيض كبير فى برنامجها النووى ووضعه تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
وعقب الانسحاب الأمريكى وتخلى طهران عن بنود الاتفاق، بدأت محادثات فى أبريل 2021 فى فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 فى سياق توترات متزايدة.
وتهدف المحادثات التى قاد 6 جولات منها الفريق النووى السابق برئاسة وزير الخارجية السابق جواد ظريف، إعادة واشنطن وطهران إلى الامتثال للاتفاق الذى يهدف إلى كبح جماح برنامج طهران النووى، وقد تأجلت هذه المحادثات فى يونيو بعد انتخاب إبراهيم رئيسى رئيسا لإيران 2021.
وخلال الأشهر الماضية، أصبحت إيران تنتج يورانيوم مخصب بنسبة 60% فى موقعين (نطنز وفوردو)، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3,67% التى حددها الاتفاق، وفى مارس 2032 أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها رصدت فى إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7%، أى أقل بقليل من نسبة 90%الضرورية لإنتاج قنبلة نووية وذلك فى منشأة فورد، فيما أكد وكيل وزارة الدفاع الأمريكى كولن كال، الرجل الثالث فى البنتاجون أن "إيران كانت تحتاج لـ12 شهراً لإنتاج قنبلة نووية فى 2018.. والآن تحتاج 12 يوماً".
وتعثرت المحادثات غير المباشرة بسبب عدة قضايا، منها إصرار طهران على إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقًا فى وجود آثار يورانيوم فى ثلاثة مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق، ومطالبة طهران بضمانات أميركية بأن واشنطن لن تنسحب من أى اتفاق نووى مرة أخرى.
وقال دبلوماسيون غربيون، لا توجد مفاوضات نشطة فى الوقت الحالى، وإنه من غير المرجح أن تحدث انفراجة قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى فى نوفمبر المقبل، واتهموا إيران بالتراجع فى المحادثات.
وفى ديسمبر 2022، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، على هامش تجمع انتخابى سابق، أن الاتفاق النووى لعام 2015 مع إيران "قد مات"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "لن تعلن رسميًا عن وفاة الصفقة"
كما دخلت المحادثات النووية نفقا مظلما على إثر إرسال إيران شحنات تصنيع طائرات بدون طيار إلى روسيا تم استخدامها فى الحرب مع اوكرانيا.
ومع مطلع 2032 يبدو انه تبددت الآمال فى احياء الاتفاق. فلا الولايات المتحدة الأمريكية ولا الحكومة فى طهران راغبتان فى الوقت الحالى فى مواصلة التفاوض بشأن برنامج إيران النووى، مما يعنى تعليق المحادثات.
وقال المبعوث الأمريكى الخاص المعنى بالمحادثات النووية مع إيران، روبرت مالى مؤخراً، فى الوقت الحالى، لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى محاولة إحياء الاتفاق النووى مع إيران. وقال مالى إنه مع ترك الباب مفتوحا للمفاوضات، فإن الإدارة الأمريكية ستركز الآن على سياسة العقوبات والضغط.