يتابع الشعب المصرى باهتمام كبير ما يدور فى الحوار الوطنى الذى يجمع كل أطياف المجتمع لبناء مستقبل أفضل، والسير نحو الجمهورية الجديدة، ووضع الحوار الوطنى الملف الثقافى على رأس الملفات التى سيتم مناقشتها، بهدف دعم الصناعة الثقافية وعمل المؤسسات والسياسيات الثقافية نحو فعالية وعدالة، وفى إطار ذلك تحاورنا مع الكاتبة الكبير سماح أبو بكر عزت، خلال مشاركتها في مهرجان الشارقة القرئى للطفل بدورته الـ 14، والمستمر حتى 14 مابو 2023.
في البداية عبرت الكاتبة الكبيرة سماح أبو بكر عزت، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الشارقة القرائى للطفل، الذى يقدم فعاليات متنوعة للأطفال، ومجرد وجود مهرجان كل أنشطته معنية بالطفل فهو أمر في غاية الأهمية، وأمر يجب الاحتفاء به، ووجودي في المهرجان لاعتزازي بلقاء الأطفال وجهًا لوجه من خلال مجموعة من الورش، إلى جانب مشاركتى في الندوات، بمشاركة كوكبة من الكتاب، كما أننى سعيدة بتمثيل مصر في المهرجان.
قالت الكاتبة والإعلامية سماح أبو بكر عزت، المتخصصة في أدب الطفال، إننا بالفعل نعمل على ملف الأطفال في الحوار الوطنى، وفكرة الهوية لدى الطفل تبدأ من جعل الطفل مشارك وليس مستقبل فقط، إلى جانب البحث في إقامة برلمان للأطفال، حتى يكونوا ممثلين في مناحى كثيرة من الحياة، وبهذا نستطيع أن نعرف رأى هؤلاء الأطفال في قوانين الخاصة بالأطفال وتعليم والصحة، وإحساس الطفل بأنه معنى.
وأضافت الكاتبة سماح أبو بكر عزت، في تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن وجودى كسفيرة للأطفال داخل مبادرة حياة كريمة، أتاح رصد الإنجازات بدقة والتفاعل معه، مما جعل الطفل يشعر بأهميته بمجرد ذهاب كاتب أو مسئول لمخاطبته بشكل خاص، مما يترتب عليه شعور الطفل بالثقة بنفسه والمسئولية نحو وطنه، وأن الإنجازات والمبادرات من واجبنا الحفاظ عليها في المستقبل، لأنهم هم من يكملون المشوار بعد ذلك لضمان استمرار كل ما تحققه مصر خلال الوقت الحالي.
وأضافت الكاتبة سماح أبو بكر عزت، إن وجود الملفات الخاصة بالطفل على طاولة الحوار الوطنى، يؤكد اهتمام القيادة السياسية بما يخص الطفل المصرى، وتعمل على إنشاء بنية تحتية لتطوير شخصية الطفل، إلى جانب الأسرة المصرية بكل تأكيد، فإن الطفل بلال شك هو الركيزة الأساسية لأى دولة.
وأوضحت الكاتبة سماح أبو بكر عزت، إن نتائج الاهتمام بالطفل هو انتماء والولاء لوطنه، التي بأفكاره يستطيع أن يقدم أفكار ورؤى تحقق مستقبل أفضل لبلده، لنجد أن مسئولية الطفل ليس الحفاظ على منجزات الدولة فقط بل تطويره عندما يكون شاب ويمتلك رؤية مستقبلية.
وحول تعاون وترابط مؤسسات الدولة في تحقيق ترسيخ للهوية المصرية لدى الأطفال، قال الكاتبة الكبيرة سماح أبو بكر عزت، بكل تأكيد أن تعاون المؤسسات مع بعضها البعض امر في غاية الضرورة والأهمية، ويجب أن يكون الطفل ممثل في كل وزارة ومؤسسة، ويحدث بالفعل تعاون من خلال الأنشطة التي يتم تنظمها في المدارس بالتعاون بين وزارة الثقافة والتربية والتعليم، وأثمن جائزة المبدع الصغير التى ساعدت فى اكتشاف المواهب إلى جانب تقديم كل الدعم لرعايتها وتنميتها.
كما أن ما يساعد أيضًا على ترسيخ الهوية المصرية داخل كل طفل هو تفعيل دور المكتبات وسرد مجموعة من القصص على الأطفال، إلى جانب العمل على تهيئة نفسية الطفل، وأن يتم اختيار القصص بعيدة عن ما هو مقرر في المناهج، وبالطبع تلك القصص منوعة قد تكون وطنية أو ثقافية أو اجتماعية وغير ذلك، إلى جانب استكتاب كتاب والاستعانة بالمبدعين لكتابة تلك الحكايات ومشاركتهم الأطفال في سردها داخل المدارس ومراكز الشباب، بالإضافة إلى الحملات التي توجد بالفعل من قبل وزارة الصحة، على أن تدخل ضمن نسيج الحكايات لتلك القصص، وقد كتبت 17 قصة عن أهداف التنمية المستدامة بعنوان "صلاح وأمنية واهداف التنمية" وهى تصلح أن تكون ضمن المناهج التعليمية.
وأكدت سماح أبو بكر عزت على أهمية تخصيص حصة داخل المدارس للقراءة فقط، وبمناسبة الحديث عن هذا الأمر لدى لقاء في إحدى المدارس بالإمارات بمناسبة مشاركتى بمهرجان الشارقة القرائى للطفل بدورته الـ 14، لمقابلة الطلاب، حيث أن إحدى قصصى تدرس بتلك المدرسة، وهى قصة لم تكتب خصيصًا للمنهج ولكن رأى القائمين أنها تصلح بأن تكون ضمن المناهج الدراسية.
وطالب سماح أبو بكر عزت بتبنى فكرة إصدار كتب بقلم ورسومات وتصميم الأطفال أنفسهم، مما يخلق روح جميلة للفريق بين الأطفال، ليصبح هناك تعاون وبيئة صالحة للمشاركة والمناقشة والمنافسة الإيجابية.
وأكدت الكاتبة الكبيرة سماح أبو بكر عزت، على أهمية نقل الواقع من خلال القصص للأطفال، فبعد نجاح قصتى عن سفينة "إيفر جيفين"، والتى تمت ترجمتها للغة الصربية رغم إنها قصة تتناول الحديث عن شأن محلى، إلا أن الإنجاز الذى حققته الدولة المصرية ذاع صيته في العالم، ثم كتبت قصة "حياة وكريمة" تم تكليفى بعد ذلك من خلال مباردة حياة كريمة أن اكتب قصص عن تلك المبادرة، وأخذت التفاصيل وذهبت لقرية فارس بأسوان وهى أول قرية خضراء فكتبت "حلم فارس مع حياة وكريمة" وفارس هو طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة ، ورأيت أن الأطفال تفاعلوا مع القصة بشكل كبير، حيث يتم توزيع القصة بشكل مجانى خلال حملات حياة كريمة، وهى تعلم الأطفال كيفية التعامل مع ذوى القدرات وإنهم يملكون قدرات كبيرة تفيد المجتمع فمن ينقصه شيء يعوضه الله بشئ آخر، وتتم تداول الأحداث مع عرض ما يتم إنجازه من خلال مباردة حياة كريمة حتى يفهم ويعى الأطفال تلك الإنجازات العملاقة التي تعمل عليها الدولة.