قبل عدة سنوات كانت شركات قطاع الأعمال العام خاصة شركة النصر للسيارات والهندسية للسيارات قاب قوسين أو أدنى ؛ لتصنيع سيارة كهربائية وأتوبيس كهربائي، وذلك بالتعاون مع العديد من الشركات العالمية بعضها كان من أوروبا والبعض الآخر كان من شرق آسيا.
وبالفعل بعد المفاوضات والمباحثات والاستعانة بمكاتب استشارية، تم الاستقرار على اختيار شركة دوج فنج الصينية ؛لتصنيع سيارة ملاكي ركوب بسعر في متناول المصريين اطلق عليها السيارة نصر اي 70 وبالفعل حضر وفد الشركة الصينية، وتم البدء في تطوير شركة النصر للسيارات، واستيراد عدد من هذه السيارات وتجربتها في الأجواء المصرية وسط توقعات بقرب تصنيع السيارة الجديدة لكن المفاوضات توقفت لخلافات حول نسب المكون المحلى وتوطين الصناعة بشكل كامل .
وفى محاولة لاستعادة الحلم تفاوضت وزارة قطاع الأعمال العام من خلال الشركة القابضة للصناعات المعدنية المالكة لشركة النصر للسيارات مع عدة شركات للتوصل إلى اتفاق ؛لتصنيع سيارات ومركبات كهربائية ، منها شركات صينية وهندية وأوروبية ، وتم الاستقرار علي إحداها ، حيث التقى الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، أمانديب سسنج رئيس شركة "أشوك ليلاند" إحدى شركات مجموعة "هندوجا" الهندية التى تعمل فى مجال صناعة المركبات الكهربائية بأنواعها المختلفة خاصة سيارات نقل الركاب بكافة أحجامها والوفد المرافق له، لبحث أوجه التعاون وسبل الشراكة لتصنيع الأتوبيسات الكهربائية والسيارات ذات الأحجام الصغيرة لنقل الركاب والتي تعمل بالطاقة الكهربائية، في إطار توجه الدولة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية ونقل التكنولوجيا الخاصة بها وتعميم استخدامها فى شركات النقل الجماعى العامة والخاصة.
وعقد الدكتور محمود عصمت اجتماعا مع وفد الشركة الهندية، بحضور المهندس محمد السعداوى رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، والمهندس خالد شديد رئيس شركة النصر لصناعة السيارات، والمهندس وفا توفيلس العضو المنتدب لشؤون صناعة مركبات النقل الجماعي، ومسؤولي ملف صناعة السيارات بالوزارة والشركات التابعة، وتم استعراض خطة تطوير وإعادة تأهيل شركة النصر وورشة النماذج والعينات الأولية، وماكينات التصنيع والتجهيزات الخاصة بخطوط الإنتاج وأقسام شد الشاسيهات والهياكل الخارجية للمركبات وعنابر الاختبارات النهائية، ومنتجات الشركة من الاتوبيسات والميكروباصات التي تعمل بالغاز الطبيعي، وكذلك الأصول المملوكة والتي تساعد على الشراكة المستهدفة لصناعة المركبات الكهربائية وخاصة الميكروباص / سيتي باص والميني / ميدي باص.
وأكد الدكتور محمود عصمت أن الوزارة حريصة على التعاون مع مجموعة "هندوجا" الهندية وشركة "أشوك ليلاند" التابعة لها من أجل الوصول إلى شراكة تستهدف نقل وتوطين تكنولوجيا صناعة المركبات الكهربائية، مشيرًا أن مصر تمتلك سوقا محلية قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من المنتج، بالإضافة إلى ماتتمتع به من علاقات متميزة واتفاقيات تجارية مع محيطها الإقليمي تساعد على تصدير المركبات بأسعار تنافسية وهو ما يتوافق وسياسة الشركاء الهنود والتوجه المشترك لإقامة مركز صناعي متكامل لإنتاج المركبات الكهربائية في مصر كبوابة للتصدير لأفريقيا، موضحًا أن شركة النصر لصناعة السيارات بما تمتلكه من مقومات مادية وبشرية ودعم على كافة المستويات ستكون الشريك الأنسب لبدء المشروع.
من جانبه، قال أمانديب سسنج رئيس الشركة الهندية إن مجموعة هندوجا تعد ثالث أكبر مصنع للمركبات الكهربائية فى العالم، وتتواجد فى 50 دولة من خلال 10 مصانع، ويبلغ حجم استثماراتها 50 مليار دولار، وأن الشركة مهتمة بالتعاون والعمل مع شركة النصر فى مجال تصنيع المركبات التجارية الكهربائية، وأن هناك إمكانية لتوفير التمويل اللازم من البنوك الهندية فى مجال الاستثمار خارج الهند.
جدير بالذكر أن وفد الشركة الهندية قام بجولة تفقدية داخل شركة النصر لصناعة السيارات شملت كافة العنابر وأقسام الإنتاج والمبانى التابعة.
يشار أن اوروبا استقرت علي وقف استخدام السيارات التقليدية نهائيا بحلول 2035 ، وسط مساعي للتوسع في تصنيع السيارات الصديقة للبيئة.