بعد مرور أكثر من 3 أشهر على زلزال فبراير الكبير الذى ضرب جنوب تركيا وشمال سوريابقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، مخلّفاً أسوأ كارثة طبيعية حديثة أودت بحياة حوالى 50 ألف شخص بحسب وزارة الداخلية التركية وشرد ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بحسب البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، وفى محاولة لتقدير حجم الخسائر وتكلفة اعمارها، قالت الأمم المتحدة أن إجمالي الأضرار والخسائر في سوريا نتيجة الزلازل، وصلت إلى قرابة 9 مليارات دولار.
وكشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أن هناك حاجة لنحو 15 مليار دولار للتعافي في المناطق المتضررة، جاء ذلك في تقرير تقييم احتياجات تعافي سوريا من الزلزال الذي أطلقه المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، المصطفى بن المليح، والذي تم بالتعاون بين 11 وكالة وصندوقا وبرنامجا للأمم المتحدة في سوريا.
بن المليح، شدد على أنه بينما تم تقديم الدعم السخي للنداء العاجل في أعقاب الزلزال، "ستكون هذه الجهود غير مجدية إذا لم يتبعها جهود للتعافي". وقال إن حجم الأضرار والخسائر واحتياجات التعافي في التقييم ضخم، إلا أنه ليس مستغربا بالنظر إلى الحالة الهشة التي كانت عليها البنية التحتية والخدمات في المناطق المتضررة بالفعل قبل الزلازل.
وأضاف: "في مواجهة كارثة بهذا الحجم، كان من الواضح أن هذه الأنظمة الهشة والمتضررة من الحرب ستتأثر بشدة، وبعبارة أخرى، فإن عدم التعافي قبل الزلزال جعلها أكثر تدميراً، كما جعلها أكثر فتكاً، حيث فقد عدد لا يحصى من الأرواح بلا داع لأن أنظمة الاستجابة لم تكن قادرة على العمل، وبالطبع، تأثر الأفقر والأكثر ضعفا بشكل غير متناسب".
وتابع منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، أن تأخير التعافي من شأنه أن يزيد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في البلاد بشكل كبير ويؤدي إلى خسائر في الأرواح، داعيا إلى أن تكون الزلازل سبباً لتقوية العزم على توسيع نطاق تدخلات الإنعاش المبكر الاستراتيجية والهادفة في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط في المناطق المتضررة من الزلزال.
وأشار إلى أنه سيكون من غير المسؤول ترك المجتمعات في مناطق أخرى من البلاد كشمال غرب وشمال شرق سوريا، وفي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، في هذه الحالة من الضعف الشديد، بانتظار الجفاف التالي، والحرائق البرية المقبلة، والفيضانات القادمة، والجائحة التالية، لتدمير ما تبقى لديهم من مرونة قليلة.
أما فى تركيا قدرت غرفة المهندسين المعماريين التكلفة الأولية للاعمار بـ 100 مليار دولار، وكشف رئيس غرفة المهندسين المعماريين فى اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك إن نصف المبانى البالغ عددها 3.4 مليون مبنى فى المنطقة المتضررة بجنوب تركيا قد تحتاج إلى الهدم.
وفى فبراير الماضى أعلن البنك الدولى اليوم عن تقديم 1.78 مليار دولار من المساعدات لدعم جهود الإغاثة والتعافى، كما شرع البنك الدولى فى إجراء تقييم سريع للأضرار لتقدير حجم الكارثة وتحديد المجالات ذات الأولوية لمساندة جهود التعافى وإعادة الإعمار، وذلك استناداً إلى خبرته الواسعة فى إدارة مخاطر الكوارث من مختلف أنحاء العالم.
وقدّر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان خسائر تركيا جراء الزلزال " بحوالى 104 مليارات دولار" (97 مليار يورو).
وفى 20 مارس الماضى، تعهدت المفوضية الأوروبية تقديم مليار يورو لمساعدة تركيا فى إعادة الإعمار، بينما قالت مسؤولة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن الأضرار الناجمة عن الزلزال المدمر فى تركيا ستتجاوز 100 مليار دولار.