يصادف اليوم الخميس، الذكرى الأولى لاغتيال المراسلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة (1971-2022)، التي اغتيلت برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين، عند تغطيتها الهجوم الذي شنّه الاحتلال على المدينة.
ولدت شيرين أبو عاقلة في يناير عام 1971 في القدس، وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا بالقدس؛ وتملك الجنسية الأمريكية من والديها، لكنها لم تعش في أمريكا.
درست الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ثم انتقلت بعد ذلك الى الدراسة الصحفية حيث تخرجت من جامعة اليرموك الأردنية بتخصص الصحافة والإعلام، وعادت أبو عاقلة الى الأراضي الفلسطينية بعد تخرجها، وعملت في عدة هيئات إعلامية مثل إذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية، وفي عام 1997 انتقلت الى العمل بقناة الجزيرة الفضائية.
وقالت أبو عاقلة في تصريحات سابقة إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتهمها بتصوير مناطق أمنية، وأضافت أنها كانت تشعر بملاحقة من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمسلحين، ويقول الصحفيون الذين يتعاملوا معها أنها تتميز بخلقها الحسن واحترامها للجميع.
كانت شيرين أبو عاقلة تنقل معاناة الفلسطينيين بالصوت والصورة، وتروي حكايات الأسرى؛ وهي أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان عام 2005، ويوميات المعاناة الفلسطينية مع الاحتلال الاسرائيلي الإرهابي، كما قامت بتغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية عام 2002، وغارات الاحتلال التي تعرض لها قطاع غزة.
وتعرضت "أبو عاقلة" وزملاؤها للاعتداء من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لآخر ما غطت من مواجهات في الأقصى والقدس وحي شيخ جراح، حيث أصيبت على إثرها أكثر من مرة برصاص الاحتلال.
وانبعثت لتغطية الانتخابات الأمريكية لعام 2020، وبعدها اختارها مكتب الجزيرة في القاهرة بمصر لتفتتح بثها هناك في يوليو 2021.
وينظم الفلسطينيون في ذكرى مقتل أبو عاقلة فعاليات إعلامية وثقافية لتخليد ذكراها، وأقام مركز الفن الشعبي الفلسطيني الذي كانت أبو عاقلة عضوا في هيئته العامة مع عائلتها وأصدقائها، حفلة ثقافية إحياء لذكراها في قصر رام الله الثقافي.
وأكد أنطوان أبو عاقلة، شقيق الصحفية الراحلة، أن العائلة تنتظر تحقيق "العدالة لشيرين".، وأضاف: "خلال هذه السنة، مررنا بالعديد من المراحل والتجارب والتحديات لنحاول تحصيل حق شيرين، وتحقيق العدالة لشيرين، العدالة التي ينتظرها الجميع بعد اغتيال شيرين".
في ذات السياق، نظمت سفارة دولة فلسطين في مملكة بلجيكا، الأربعاء، وقفة لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشارك في الوقفة عدد من أعضاء البرلمان البلجيكي، ورفعت صور الزميلة أبو عاقلة، وطالب المشاركون في الوقفة بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن اغتيالها.
وقال السفير المناوب في سفارة فلسطين في بروكسل عادل عطية إن الفعالية جاءت في نطاق جهود الدبلوماسية الفلسطينية للضغط من أجل تحقيق مستقل في اغتيال الزميلة أبو عاقلة، ومحاكمة من قام بإطلاق النار عليها.
فيما أكدت لجنة حماية الصحافيين الأمريكية توثيقها خلال العقدين الماضيين ما لا يقل عن "20 حالة قتل فيها صحافيون (18 فلسطينيا وبريطاني وإيطالي) على أيدي" الجيش الإسرائيلي، وخلصت اللجنة إلى أنه "لم يتمّ توجيه اتهامات إلى أحد ولم يخضع أحد للمسائلة بشأن هذه الوفيات".
وقال أحد مسؤولي اللجنة روبرت ماهوني إن "مقتل أبو عاقلة وفشل آلية تحقيق الجيش وعدم تحميل أحد المسؤولية ليس قضية معزولة"، منددا بعملية "تبدو مصمّمة للإفلات من المساءلة".
وأشارت اللجنة الى أن غالبية الصحفيين المقتولين كان يمكن التعرّف عليهم بسهولة، وأن قتلهم "يضعف حرية الصحافة ويزيد من القلق على سلامة الصحافيين الفلسطينيين والأجانب".
وردّا على التقرير، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يأسف لأي ضرر يلحق بالمدنيين أثناء العمليات ويعتبر حماية حرية الصحافة والعمل المهني للصحافيين ذا أهمية كبيرة".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يعمل في "واقع أمني معقد... ويتعامل مع أشكال مختلفة من الحوادث الإرهابية".، مؤكدا أنه "يفحص ويحقّق بشكل منتظم في أفعاله من خلال وسائل مستقلة ومتعمقة" وأنه يشرع في "إجراء تحقيق" في حال وجود "ادعاء مدني".