لأول مرة منذ عام 2016، ظهر الرئيس اللأمريكى السابق دونالد ترامب فى حوار مفتوح مع شبكة سى إن إن، برغم العداء المتبادل بين الطرفين، والذى وصل إلى حد رفع ترامب قضية تشهير ضد الشبكة العام الماضى يطالبها فيها بتعويض قدره نصف مليار دولار.
واستغل ترامب الحوار المفتوح، الذى جاء أمام جمهور من الناخبين الجمهوريين فى ولاية نيوهامبشير، والتي سينطلق منها السباق التمهيدى الجمهورى نحو البيت الأبيض مطلع العام المقبل، ليكرر حديثه السابق عن تزوير انتخابات 2020 فى الوقت الذى بدت فيه المذيعة كاتيلان كولينز عاجزة فى بعض الأحيان عن هجماته.
وتطرق الحوار الذى استمر لأكثر من ساعة إلى عدة قضايا من بينها الهجرة والإجهاض وسقف الديون.
وقال ترامب، فيما يتعلق بالهجرة، إن اليوم الخميس، الذي يتوقع أن يتدفق خلاله مهاجرون بسبب انتهاء قيود وباء كورونا "يوما مخزيا". ولم يحدد دونالد موقفه بشلأن فرض حظر وطنى على الإجهاض فى أمريكا، كما حث الجمهوريين على عدم رفع سقف الديون ما لم يوافق البيت الأبيض على مطالبهم بخفض الإنفاق.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، رفض ترامب الإفصاح عن الطرف الذى يعتقد أنه ينبغي أن ينتصر فى الحرب الروسية فى أوكرانيا، وقال إنه يريد أن يتوقف الموت. وأضاف إنه يريد أن يتوقف موت الجميع، إنهم يموتون، الروس والأوكرانيون، ويريد أن يتوقف الموت.
وقال ترامب إنه يمكن أن يوقف الموت خلال 24 ساعة. وتابع قائلا إنه لا يفكر فى حسابات المكسب والخسارة، وإنما فى تسوية الأمر حتى يتوقف قتل كل هؤلاء الناس.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يدعم تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا من قبل الناخب الجمهورى الذى سيدلى بصوته لأول مرة فى 2024، لم يبد ترامب التزاما بإرسال المساعدات لأوكرانيا حال فوزه بالترشيح الجمهورى ثم البيت الأبيض، وقال إننا نقدم الكثير من العتاد، ولا نملك الذخائر لأنفسنا فى الوقت الراهن، لقد قدمنا الكثير.
وفى حين قال ترامب إنه سيلتقى برئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحل الحرب فى أوكرانيا فى يوم واحد، وخلال 24 ساعة، لم يوضح ما إذا كان يعتقد أن بوتين مجرم حرب، وقال إن هذا أمر ينبغي أن يتم مناقشته فى وقت لاحق.
وقال: لو قلت إن بوتين مجرم حرب، فإنه سيكون من الأصعب التوصل إلى التوافق لجعل هذا الأمر يتوقف، ولو كان مجرم حرب فإنهم سيقبضون عليه ويعدمونه، فسيحارب بوتين بشكل أكبر مما يحارب به تحت أي ظروف أخرى.
ووصف ترامب بوتين بالرجل الذكى، لكنه قال إنه ارتكب خطأ فادحا، مشيرا إلى قيامه بغزو أوكرانيا.
وتعرضت شبكة "سى إن إن" لانتقادات حادة بعد استضافتها الحوار مع دونالد ترامب أمام الناخبين الجمهوريين فى ولاية نيوهامبشير، وذلك فى أعقاب ترديده نفس المزاعم المتعلقة بسرقة انتخابات الرئاسة فى عام 2020.
وقالت الشبكة فى تقرير لها عن هذه الانتقادات إن مذيعة سى إن إن التي أدارت الحوار، كايتلان كولينز قوية ومطلعة، وعارضت ترامب طوال اللقاء الذى استمر 70 دقيقة، وأخبرته مرارا وتكرارا أن الانتخابات لم يتم سرقتها أو التلاعب بها، وأنه لا دليل على الأكاذيب التي يرددها على المنصة. وقالت كولينز لترامب " الانتخابات لم يتم التلاعب بها سيدى الرئيس، لا يمكن مواصلة قول هذا الأمر طوال الليلة".
لكن ترامب فعل، وتجاهل كولينز أو قاطعها خلال الحوار وأطلق سلسلة من المعلومات الكاذبة التي يؤمن بها قطعا كبير من الجمهوريين.
ووصفت "سى إن إن" ترامب بآلة الكذب المحترفة، واستطاع أن يسرق قيادة الحوار فى بعض المراحل، وكذب ترامب بشأن انتخابات 2020، ولم يتحمل مسئولية أحداث اقتحام الكونجرس التي تسببت فيها تلك الأكاذيب، كما سخر من الكاتبة جين كارول ومزاعمها بتعرضها لاعتداء جنسى من قبل الرئيس السابق قبل عقود.
وبدا الأمر كما لو كان فى عام 2016، وفقا للتقرير، حيث عاد نشاط ترامب على السوشيال ميديا إلى المنصة، ومع وضع كولينز فى وضع غير مريح، نظرا لأن الجمهور الحاضر كان من الجمهوريين الذين صفقوا لترامب.
صحيح أن الحوار قد تصدر العناوين، وسلط الضوء على إصرار ترامب على الترويج لأكاذيب تزوير انتخابات 2020، إلى جانب قوله ضرورة تخلف أمريكا عن سداد الدين ما لم يوافق البيت الأبيض على مطالب الجمهوريين بخفض الإنفاق، لكن طوال أغلب الليلة، كان التركيز على انتهاكات ترامب، وإهانته للمحاورة كولينز بعد أن وصفها بالشخص الشرير، وهو الأمر الذى صفق له الحاضرون.
وقد ابتهج فريق ترامب بنتيجة الحوار، وقالت نيويورك تايمز، إن مستشارى الرئيس السابق مسرورين للغاية بما حدث، فهم لا يصدقوا أنه حصل على ساعة على سى إن إن مع وجود جمهور يصفق له.
