مما لاشك فيه، أن مسابقة الدورى السعودى باتت فى نظر الكثيرين من عشاق الساحرة المستديرة هى أقوى مسابقات الدورى فى الدول العربية، بعدما نجح فى سحب البساط من تحت أقدام الدورى المصرى الذى انحصرت فيه المنافسة بين القطبين الأهلى والزمالك، لأسباب عديدة من بينها بالطبع قوة المنافسة بين الأندية الطامحة لحصد اللقب، بالإضافة إلى احتراف نجوم الكرة المصرية ضمن صفوف أندية المملكة.
التقرير التالى يستعرض أهم الأسباب التى دفعت الدورى السعودى للتربع على عرش المسابقة الأقوى بين الدوريات العربية فى الأعوام الأخيرة.
أولاً: كهربا ومحمد عبد الشافى
ستكون مباريات قطبى مدينة "جدة" محط أنظار الجماهير المصرية فى النسخة الجديدة من مسابقة الدورى السعودى، بعد انضمام محمود عبد المنعم "كهربا" مهاجم نادى الزمالك لصفوف اتحاد جدة، على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وتواجد محمد عبد الشافى الظهير الأيسر للمنتخب الوطنى فى صفوف الأهلى السعودى.
وتنتظر الجماهير المصرية تألق الثنائى المصرى مع الاتحاد والاهلى، لاسيما وأن الفريقين يعدان من الأندية أصحاب البطولات والشعبية الواسعة فى المملكة.
ثانياً: قوة المنافسة
وتشهد مسابقة الدورى السعودية منافسة قوية وشرسة على حصد لقب الدورى كل موسم، ويصعب التكهن بهوية الفائز بالمسابقة إلا فى الجولات الأخيرة من عمر البطولة، وتشهد بطولة الدورى دخول خمسة أندية فى صراع المنافسة مبكراً وهم الهلال والنصر والأهلى والاتحاد والشباب، بالإضافة إلى الأندية الأخرى التى تسعى جاهدة لكسر احتكار الخماسى للمنافسة على اللقب، مثل نادى الفتح الذى فجر مفاجأة من العيار الثقيل بحصوله على لقب الدورى عام 2013.
ثالثاً: شعبية الأندية
تتمتع معظم الأندية السعودية بشعبية واسعة بين عُشاق الساحرة المستديرة هناك، لذلك نجد معظم مدرجات الملاعب المستضيفة لمباريات الدورى ممتئلة بالجماهير، ففى الرياض نجد الهلال والنصر والشباب، وفى جدة نجد الأهلى والاتحاد، وفى الدمام نجد الاتفاق، وفى الأحساء هناك الفتح.. وغيرهم، فمعظم الأندية هناك شعبية فى ظل غياب تام لأندية الشركات.
ولعل تواجد الجماهير فى الملاعب بكثافة، يضفى نوعاً من الأثارة والمتعة على مباريات الدورى السعودى، ما يؤثر بالإيجاب على قوة وإثارة المباريات.
رابعاً: تطبيق القوانين واللوائح على الجميع
يعد تطبيق العدالة على الجميع فى المملكة من أبرز مقومات نجاح الدورى السعودى، فالأندية هناك سواسية، كذلك نجوم كرة القدم، فلا فرق بين لاعب بنادى الهلال وآخر بنادى العروبة، بين رئيس أو مسئول بنادى النصر وآخر بنادى الاتفاق، فالجميع يخضع للقوانين واللوائح التى تطبق على الجميع بشكل رادع، لتعميم الانضباط وسيادة الروح الرياضية بين الجميع.
وكم من اللاعبين تعرضوا لعقوبات قاسية فى عز تألقهم مثل سعيد العويران، نجم الكرة السعودية المعتزل، صاحب الهدف الشهير فى مرمى بلجيكا، ببطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، والذى أصدر الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، قراراً فى التاسع من سبتمبر لعام 2000 يقضى بشطب اللاعب نهائياً من سجلات الكرة وهو فى السابعة والعشرين من العمر، بسبب تصرفات غير رياضية ارتكبها.
خامساً: توافر البنية التحتية المثالية
تتمتع المملكة العربية السعودية ببنية تحتية رياضية على أعلى مستوى، حيث الملاعب الرئيسية وملاعب التدريب، والاهتمام بصيانة المنشآت الرياضية، وتوفير أحدث وسائل التكنولوجيا بها، ولا تخلو مدينة على أرض الحرمين الشريفين من ملاعب كرة القدم.
ففى الرياض نجد ملعب "الملك فهد" الدولى، وفى الدمام حيث المنطقة الشرقية نجد ملعب "الأمير محمد بن فهد"، وفى جدة التى تحتضن أحد أجمل الملاعب فى المنطقة العربية، وهو ملعب "الملك عبد الله"، أو "الجوهرة المشعة"، والذى يضم بجواره العديد من المنشآت الرياضية.