كشف أطباء بيطريون، عن كارثة استخدام مصانع الحلويات والشيكولاتة غير المرخصة "بير السلم"، للبيض الفاسد فى تصنيع منتجاتهم، استغلالا منهم لغياب الرقابة على الأغذية، مؤكدين على ضرورة اهتمام الدولة بسرعة إصدار قانون سلامة الأغذية، حرصا على صحة المواطنين، لإحكام الرقابة على الأغذية بكافة أنواعها.
قال الدكتور محمد الإمام، أخصائى أمراض الدواجن، إن البيض عند دخوله للمفرخات أو "الحضانات" ليكمل عملية نموه ويصبح كتكوت، يتم تحضينه لمدة لا تقل عن 5 أيام، بعدها يتم فرزه إلى نوعين الأول بيض لا يحتوى على بذرة أو كتكوت أى غير ملقح، ويطلق عليه "بيض لايح"، والثانى ملقح ويكمل مراحل النمو وصولا للكتكوت، إلا أن جزء منه يموت، وعند إجراء فرز مرة ثانية يتم فرزه إلى بيض "كابس"، وأخر "فاطس".
وأوضح الإمام، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الأصل فى صناعة الحلويات، هو دخول البيض السليم غير محضن، إنما الشائع فى المصانع خاصة ممن يفقدون الضمير، توريد البيض اللايح فقط، وبعض الأوقات يلجأون إلى نسبة من البيض الذى لم يكمل الجنين نموه، وتوفى قبل تكوين العظم، واصفا الأمر بالكارثة.
وتابع: "تتعارك على تلك الأنواع من البيض الفاسد، شركات تصنيع الحلويات ومصانع الشوكولاتة، والبسكويت بدلا من شرائهم البيض السليم، والكارثة فى ذلك أن أهم أسباب البيض اللايح هو بعض الأمراض التى قد تصيب الإنسان بالتسمم الغذائى مثل السالمونيلا والأى كولاى، أو الميكروب القولونى، بجانب أن البيضة فى الأساس تعد وسط غذائى ملائم لنمو البكتيريا الملوثة، وبتوفير الحرارة والرطوبة المناسبة لها تنمو ملايين المستعمرات من البكتيريا الملوثة".
من ناحيته، قال الدكتور أحمد حمودة أستاذ أمراض الدواجن بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، وأمين الصندوق المساعد بنقابة الأطباء البيطريين: "إن البيض بعد وضعه بالحضانات يتم إجراء كشف عليه بعد أسبوع، البيضة الملقحة يبدأ تكوين جنين صغير على هيئة بقعة دم "علقة صغيرة"، يتم إعادتها للجهاز لإكمال النمو، وأحيانا عند الفحص نجد بقعة دم فقط، وبعد الأوقات يتم عمل الفحص على السابع والـ14 أو الـ18 قبل الفأس، ويتم الفحص، لفرز الكمية".
وأوضح حمودة، أن سبب عدم اكتمال نمو الجنين على الرغم من توريده من قطعان بها ذكور وملقح، هو وجود ميكروبات قضت على الأجنة من بدايتها، واصفا الأمر بالكارثة، وتسبب التسمم الغذائى والسيلمونيلا، لمن يتناوله، لافتا إلى أن الأفران والمحلات فى المناطق الشعبية، والباعة الجائلين هم الأكثر شيوعا فى استخدام تلك الأنواع من البيض الفاسد.
واستطرد: "الميكروب بعد وضع البيضة فى الجهاز، ويستمر لمدة دون وجود جنين، يعنى توفير درجة حرارة مناسبة للميكروب ورطوبة وتغذية عن طريق مكونات البيضة، وهو ما يسمى بالمنازل بالبيض الممشش، وتكون البيضة لها رائحة كريهة، إلا أن المحلات مع إضافة الفانيليا والسكر ومكونات الحلويات يغطى على فساد البيضة".
وطالب أمين الصندوق المساعد بنقابة الأطباء البيطريين، إجراء رقابة على السيارات التى تنقل البيض، للتأكد من حصولها على التصريحات اللازمة وبيان مصدره، ليتم إعدامه ومحاسبة الشخص المسئول عن نقله.