شن قيادى بارز بجماعة الإخوان، هجوما عنيفا على الحركات الصوفية فى مصر ، والأزهر الشريف، بينما امتدح الحركات الصوفية والمؤسسات الدينية فى تركيا، بزعم أنهم أيدوا رجب طيب أردوغان، بينما المؤسسات الدينية فى مصر لم تدعم مرسى، فى الوقت الذى قال فيه خبير بالحركات الإسلامية، إن الإخوان تسعى لاستغلال الدين من أجل جعل الإسلاميين يؤيدونها.
وقال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، إن الحركات الصوفية فى تركيا فاجأت كل متابع لها فى موقفها من الانقلاب العسكرى فى تركيا، زاعما أن الصورة الذهنية لدى الجميع عن الصوفية فى العالم العربى أنها حركات تابعة للحاكم.
وزعم تليمة فى مقال له عبر أحد المواقع التابعة للإخوان، أن التصوف فى تركيا كان الرافد الدينى الوحيد الذى ترك ليعمل فى ظل الدولة التركية العلمانية، فنشأ معظم السياسيين المتدينين فى ظله، وبخاصة الطريقة النقشبندية، التى خرج منها معظم زعماء العدالة والتنمية، ومن قبلهم: كان نجم الدين أربكان، وأردوغان، وغيرهم، وكثير ممن يعملون بالسياسة التركية من المتدينين معظمهم له جذوره الصوفية التى كان لها الأثر الكبير فى التزامه، ولذا نجد كثيرا من السياسيين يحرص على التودد لهؤلاء المشايخ الصوفية، وكسب ودهم، والشعب التركى بصفة عامة لرجال التصوف والدين مهابة وحب فى قلوبهم، فكلمة (خوجة) و(إمام) و(مفتى)، لها مكانتها وقدسيتها عند الأتراك، حتى العلمانيين منهم!
وتابع تليمة: "الحالة الإسلامية فى تركيا تمثلت فى أردوغان وحزبه، فشعرت هذه الكيانات أن تهديد التجربة هو تهديد لوجودها هى كذلك، فكان خروجها دفاعا عن وجودها الذى نما وازداد بفضل المساحات الكبيرة من العمل التى أتاحها لهم العدالة والتنمية، فلم يعد هناك مساحة للتفكير إلا فى إنقاذ مكتسبات تحققت لهم والحركات الصوفية، وهى مكتسبات للتواجد الدينى فى المجتمع".
وحرض تليمة الإخوان، على ضرورة استخدام الدين فى معركتهم كما استغله أردوغان، وجعل المؤسسات الدينية تنحاز له.
فى السياق ذاته، أكد أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، أن المؤسسات الدينية فى تركيا وقت بجانب رجب طيب أردوغان وهوما مثل علامة تحول له خلال محاولات إسقاطه فى تركيا.
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك" أن على جماعة الإخوان أن تتعلم هذا الدرس خلال الفترة المقبلة، خاصة أن المؤسسات الدينية وقفت ضدها.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجماعة تهزى، فاذا يقصدون الأزهر والأوقاف ومؤسسة الفتوى المصرية فهذه مؤسسات غير حزبية ولا يمكن أن تخضع لجماعة أو تنظيم كما يحدث فى تركيا.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن الإخوان دائما ما ترى سلاح الدين هو سلاحها الرئيسى فى معركته ضد الدولة، وترى أن ما فعله أردوغان من جعل المؤسسات الدينية التركية تصدر فتاوى ضد معارضيه هو الطريق الذى ينبغى أن تتبعه الإخوان.