يظل ارتفاع أسعار الغذاء بمعدلات أعلى بكثير عن باقى السلع صداعا فى رأس حكومة بريطانيا، تسعى لمعالجته خلال قمة مرتقبة يوم الثلاثاء المقبل يعقدها دواننج ستريت لبحث كيفية تخفيف الأعباء على الأسر.
دعا خبراء بريطانيون إلى ضرورة أن يكون خفض تكلفة الخضروات والفاكهة فى المملكة المتحدة من أجل تخفيف أزمة تكلفة المعيشة مطروحا على الطاولة فى قمة الغذاء التي يعقدها داوننج ستريت الأيام المقبلة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت، فإن رئيس الوزراء البريطاني ريشى سوناك يواجه دعوات لحث المتاجر على تقليص نصف ما تتقاضاه فى ظل معدلات التضخم التي لا تزال مرتفعة.
وأخبر تجار التجزئة الحكومة البريطانية الأسبوع الماضى أن أسعار الغذاء قد وصلت لذروتها، وستبدأ فى التراجع بشكل كبير فى الأشهر المقبلة. لكن هذا لن يؤثر بشكل كبير فى المساعدة على مواجهة الفواتير المرتفعة، فى ظل تحذير من معاناة أسر الطبقة المتوسطة.
وتمت دعوة المزارعين وتجار التجزئة وغيرهم من جميع سلاسل الغذاء البريطانية لقمة فى داوننج ستريت يوم الثلاثاء المقبل. وأشارت تقارير إلى تحضير الاجتماع جاء بعد أن وصل تضخم الغذاء إلى مستوى مرتفع جديد الشهر الماضى.
وقال البوفيسور تيم لانج، المستشار الحكومى السابق إن الرسالة التي يمكن أن يبعثها سوناك فى هذا الاجتماع هي الدعوة إلى تقليص الأسعار إلى النصف بالنسبة للفواكه والخضروات الأساسية والكربوهيدرات مثل البطاطس.
فيما قال مسئول الحكومة السابق هنرى دمبرلى إن السياسيين بحاجة لجعل أسعار الخضروات والفواكه أرخص لمن لا يستطيعون تحمل ثمنها.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن التضخم فى أسعار المأكولات والمشروبات بلغ فى مارس الماضى أكثر من 19.2% مقارنة بالعام السابق، وهو ضعف معدل التضخم الأساسى.
وكان هذا الارتفاع مدفوعا بزيادة تكاليف الطاقة والاضطراب فى سلاسل الإمداد الذى سببته الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضى.
وفى الوقت نفسه، فإن ارتفاع الأجور وظروف الطقس الصعبة التي أثرت على الحصاد، وعوائق التجارة التي سببها بريكست، مسئولة جميعا عن ارتفاع التكاليف. وقال البروفيسور لانج إنه كان جزءا من لجنة تكاليف المعيشة فى لندن التي استمعت لأدلة عن أن بعض الناس يظلوا بلا وجبات على مدار أيام.
وفى الأسبوع الماضى، بدأ مشرعون بريطانيون تحقيقا، حول نزاهة سلال إمداد الغذاء فى البلاد، سعيا لفهم أسباب مواجهة الأسر لأعلى مستويات من ارتفاع أسعار الغذاء منذ السبعينيات.
وبحسب ما قالت وكالة رويترز، فإن لجنة البيئة والغذاء والشئون القروية فى مجلس العموم، قالت إنها ستبحث كيف تم مشاركة الأرباح والمخاطر من "المزرعة إلى الشوكة"، ومستوى التنظيم. كما أنها ستفحص أيضا تأثير العوامل الخارجية على سلاسل الإمداد، مثل الغذاء المستورد وأسعار السلع العالمية.
وقال روبرت جودويل، النائب عن حزب المحافظين الحاكم ورئيس اللجنة، إنه فى حين أن كثير من الناس يعانون لمنح عائلاتهم طعاما جيدا بسعر معقول، فإن مهمتهم كلجنة اكتشاف حقيقة ما يحدث.
وتنفى المتاجر الكبرى فى بريطانيا أنها تتربح من وراء ارتفاع الأسعار، وقالت أن مكاسبها تأثرت، وأن هامش التشغيل لديها بلغ 4% أو اقل فى حين أن كبرى شركات السلع الاستهلاكية مثل يونليفر ونستلة لديها هامش 16-17%.
وأخبرت سلاسل المتاجر الحكومة البريطانية أن أسعار الغذاء قد وصلت للذروة، وستبدأ فى التراجع بشكل كبير فى الأشهر القادمة.
وأجرت وزارة الخزانة البريطانية اتصالا بكبرى المتاجر بعد أن ألقى أندرو بايلى، حاكم بنك إنجلترا باللوم فى التضخم المرتفع على ما أسماه الصدمة الأساسية الكبرى.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن قمة (من المزرعة إلى الشوكة) الخاصة بالغذاء، سيشارك فيها مسئولي الحكومة وممثلين من سلاسل الإمداد الخاصة بالغذاء من أجل تشديد التعاون وتعزيز كافة العناصر فى الزراعة وصناعة الأغذية.
وأوضح المتحدث أن الحدث سيلقى نظرة على الإمكانية التي تدعم بها بريطانيا المأكولات والمشروبات فى الداخل والخارج بتعزيز الثقة ومساعدة مزيد من الشركات على الاستثمار فى الإنتاج المحلى ودعم المرونة على المدة الطويلة واستدامة قطاع الغذاء البريطاني.