تعد المخدرات واحدة من المخاطر التى تواجه سوق العملة الصعبة فى مصر، خاصة مع لجوء تجار المخدرات إلى السوق الموازية لتوفير الاحتياجات من الدولار، حيث يتم شراؤها بغزارة كبيرة فى ظل ارتفاع كبير فى أسعار المواد المخدرة، والتى يدخل أغلبها للبلاد من خلال التهريب.
ووفقا لمصادر خاصة، فإن تجار المخدرات يلجأون للسوق السوداء لتوفير احتياجاتهم الكبيرة والتى تقدر بالملايين فى طلبياتهم.
والمخدرات يتم تهريب معظمها من الخارج، خاصة الأصناف النقية وباهظة الأثمان، حيث يلجأ التجار إلى السوق السوداء للحصول على العملة، والتى توفرها لهم بأسعار أعلى من الأسعار الرسمية،
ويبلغ حجم تجارة المخدرات إلى 22 مليار جنيه فى 2014 بحسب تصريحات رسمية المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، بينما تشير الأرقام إلى أن إجمالى الإنفاق على المخدرات ارتفع ليصل إلى نحو 35: 40 مليار جنيه، بما يتجاوز 4.5 مليار دولار سنويا لاستيراد المخدرات وهو ما يعنى أنها تصل لنحو 13 % من حجم السوق السوداء فى مصر التى تقدر حجم تعاملاتها بأكثر من 35 مليار دولار سنويا، بحسب تصريحات سابقة لهشام رامز محافظ البنك المركزى السابق.
ويوفر تجار العملة الصعبة فى مصر، الدولار لمن يرفع السعر مقارنة بما يشهده السوق من أسعار، بمعنى أن تجار العملة يبيعوا الدولار لمن يدفع أكثر سواء مستوردين أو حتى تجار مخدرات، الأمر الذى يدفع سعر الدولار للارتفاع بشكل كبير، نتيجة زيادة الطلب عليه وبسبب استمرار المضاربات، وجمع كميات كبيرة من الدولار، ليس فقط لتخزينها ولكن لشراء المواد المخدرة من خلال التهريب.
ووفق متعاملون فى السوق الموازى، فإنه بخلاف ارتفاع سعر الدولار فى الفترة التى اعقبت عيد الفطر بشكل مباشر، نتيجة توقعات التجار والمستوردين وحائزى العملة لعمل خفض جديد لسعر الجنيه فى مواجهة الدولار، فإن زيادة الطلب على العملة الأمريكية من تجار المواد المخدرة الذين يجمعوا الدولار بشكل لافت للنظر لتلبية احتياجاتهم لاستيراد المواد المخدرة والتى ارتفعت أسعارها بشكل كبير، حيث يتجاوز حجم تجارة المخدرات
ووفق بعض الاحصائيات التى حصل عليها "انفراد" من أحد المصادر، فإن سعر طن الهروين 24 مليون دولار، لأن سعرة تذكرة الهروين " جرام إلا ربع" تقدر بـ 24 دولار، وبإجراء عملية حسابية تصل إلى هذا السعر، وهو سعر ليس ثابت، وهذا الرقم كبير جدا ويرهق السوق السوداء لتوفير هذه الكميات من العملة الصعبة للدولار.
فى الوقت الذى وصل فيه متوسط سعر طن الأفيون حولى 2 مليون دولار، فسعر الجرام يقدر بـ 2 دولار، وبإجراء حساب يكون سعر كيلو الأفيون 2000 دولار، أما الكوكايين وهو أغلى وأخطر أنواع المخدرات فيصل سعره إلى 85 مليون دولار.
وبالنسبة لمخدر الحشيش، وهو منتشر جدا فى مصر فهناك عدة أنواع له، والأكثر رواجا منه فى مصر هو الحشيش المغربى والذى يصل سعر الطن فيه 2 مليون و700 ألف دولار، وهناك أيضا الحشيش اللبنانى وسعره حوالى 2 مليون و300 ألف دولار.
ومن جانبه، قال محمد بدرة الخبير الاقتصادى، أن سوق الدولار الموازى يعانى بشكل كبير من تخزين العملة الصعبة وجمعها من السوق، لافتا إلى أن تجار المواد الممنوعة والمخدرات يستنزفوا العملة الصعبة من خلال التهريب وهو امر متعارف عليه منذ فترة طويلة حتى قبل أزمة الدولار الحالية.
واضاف بدرة فى تصريحات ل انفراد، أن هناك عدد كبير من التجار والمستوردين لجمع العملة الامريكية كملاذ امن خاصة فى ظل ارتفاع سقف المضاربات بشكل كبير وهو ما يؤدى إلى تحرك اسعار الدولار.