مع انطلاق جلسات الحوار الوطنى، بدأت ملامح التفاعل تظهر بشكل كبير، خلال أسبوع فقط، بدا أن هناك رغبة فى المشاركة الجادة، مع إتاحة الفرصة لكل التيارات والأفكار للطرح والمناقشة، كل المحاور مهمة ومتقاطعة ومتداخلة مع بعضها، المحور الاجتماعى يحتل مكانة، بجانب محور سياسى وآخر اقتصادى، الحوار يتسع للكثير من الأفكار القابلة للتطبيق، وأمس الأول ضمن المحور الاقتصادى كان الحديث عن «صياغة الخريطة السياحية لمصر ووسائل الجذب لها»، وهناك اتفاق عام للتيارات المختلفة فيما يتعلق بالسياحة، وفكرة نشر ثقافة العمل فى هذا القطاع، باعتباره نشاطا يدر عوائد مباشرة، ويقدم فرصا مهمة لعوائد سياحية مباشرة فى حال التسويق والتوسع، والتفاعل مع العاملين بالخارج أو تقديم عروض وفرص للسياحة من كل دول العالم وأوروبا.
السياحة فى مصر متعددة وتتضمن كل عناصر الجذب، ثروات هائلة ثقافية، تتمثل فى التراث المصرى القديم والذى يكاد يكون أحد نماذج باقية على مر العصور، وثروة شاطئية تتمثل فى شواطئ شمالا وشرقا وغربا، وبجانب السياحة الثقافية والشاطئية، فإن السياحة العلاجية تمثل أحد القطاعات المهمة، فى سيوة وسفاجا وسيناء حيث عيون المياه والرمال تمثل ثروة طبيعية وعلاجية وأكثر من منطقة شرقا وغربا، ومع الآثار هناك من يهتم بالمحميات الطبيعية، أو الغوص والشعاب المرجانية.
الدولة قدمت ونفذت شبكات طرق وقطارات تجعل الانتقال بين المعالم السياحية ميسورة بأسعار مناسبة للأفراد والمجموعات وتوفر سياحة سريعة بين معالم القاهرة الكبرى، ومطارات فى كل مكان، فى طابا ورأس سدر بجانب شرم الشيخ والغردقة والأقصر والفنادق فى هذه المناطق تلبى احتياجات السائح الذى لديه القدرة على الدفع. والمصريون فى الخارج والذين يساهمون فى الاقتصاد يمكن أن يقدم المتحاورون أفكارا وبرامج لدعم تواجدهم واستثماراتهم، وكثيرون منهم لديهم الرغبة والاستعداد لهذا.
السياحة نشاط يدر عوائد مباشرة وسريعة، وهو أمر يدركه المشاركون فى المحور الاقتصادى وهم يقدمون تصوراتهم لتعظيم عوائد السياحة، وكيفية استغلال شبكات الطرق العملاقة، والبنية الأساسية فى الطرق والفنادق والشواطئ والآثار، فى ترويج أوسع للسياحة وتقديم برامج مختلفة يمكن أن تضاعف فرص مصر خاصة شتاء وصيفا وفى كل الفصول، حيث يتوفر جو معتدل بجانب الأسعار المناسبة للأجانب والعرب بفضل فرق العملات.
السياحة نشاط متشعب تتداخل فيه عناصر التنظيم والتسويق والأمن والعرض، وتسهيل الوصول إلى المعالم السياحية، وتوفير أماكن إقامة وراحة وترفيه للسياح، وكلها تمثل مراكز للعائدات المباشرة وغير المباشرة، والسياحة نشاط متعدد الاتجاهات فهو يوفر فرص عمل ودخلا لفئات متعددة تجارية ونقل ومنتجات غذاء ومشروبات وغيرها.
تطورت السياحة بتطور أدوات الاتصال والتواصل، وأصبحت الحجوزات والبرامج تتم بشكل كامل من خلال المواقع والتطبيقات الإلكترونية، وهو أمر يفرض تطوير أدوات التسويق والحجز والمتابعة والمراقبة لهذه الأنشطة بما يسهل حصول السائح على الخدمة بسهولة، ومن دون تعقيدات، وفى نفس الوقت يوفر هذا النشاط عوائد للأفراد من خلال دمج أماكن إقامة فى هذه التطبيقات، كل هذه التفاصيل بحاجة إلى أن توضع أمام من يقومون بهذه الأنشطة.
الشاهد أن مصر تمتلك إمكانيات ضخمة، وتستحق مضاعفة العوائد، وأن التسويق والتوعية مسؤولية مشتركة مع كل الأطراف العاملة فى السياحة، وهو ما طرحه المستشار محمود فوزى خلال كلمته بالجلسة النقاشية الأولى للجنة السياحة، حيث لفت النظر إلى أن أكثر من حدث تم تنظيمه كان عاملا مهما فى ترويج واسع، ولعب موكب المومياوات، وإحياء طريق الكباش، دورا مهما فى تسويق السياحة، وننتظر افتتاح المتحف الكبير، تأكيدا لكون الدولة نفسها تدعم التسويق الحقيقى، وعلى الأطراف المعنية بالسياحة أن يدركوا دور الإعلام السياحى والتسويق لمنتجاتهم، خاصة أن الدولة لا تتأخر فى هذا، طرح المستشار محمود فوزى يعنى أن التسويق السياحى مسؤولية كل الأطراف العاملة بالمجال، والإعلام له دور ترويجى، لكن صناعة الأحداث نفسها مسؤولية الأطراف السياحية.