الجفاف والتضخم يهزان "بستان أوروبا".. نقص الحبوب والعلف يسبب أزمة في اللحوم.. خسائر بمحصول الفاكهة والزيتون وارتفاع سعر الأرز بأسبانيا.. وأزمة مكرونة تواجه إيطاليا لنقص القمح.. وتقلص مساحة زراعة الذرة

هكتارات من المحاصيل تدمرت والأنهار معرضة لخطر الانقراض، فى سيناريو قاسى يعانى منه اوروبا بسبب الجفاف التاريخى الذى سيتفاقم فى الأشهر المقبلة، فقد تحولت الأراضى الزراعية فى عدد من الدول الأوروبية الى أرض عطشى وجافة بسبب نقص الأمطار فى الشتاء. ربع مساحة أوروبا يعانى من الجفاف ويعانى أكثر من ربع القارة العجوز يعاني من الجفاف، وهو ما جعل العديد من دول أوروبا إعلان حالة الطوارئ المائية، وبدأت تستعد لتكرار ما حدث الصيف الماضي من جفاف، وبدأت تستعد إلى ما هو أسوأ، حيث أكدت دراسة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية في وقت سابق من هذا العام أن أوروبا تعاني من جفاف شديد منذ عام 2018، وأن ارتفاع درجات الحرارة يجعل من الصعب التعافي من هذا العجز المائي، مما يجعل القارة عالقة في دائرة خطيرة حيث تصبح أزمة المياه أكثر خطورة من أي وقت مضى. ففى إسبانيا ، حذر تقرير لجنة الزراعة من أن قلة الأمطار قد أدت بالفعل إلى خسائر لا رجعة فيها في أكثر من 5 ملايين هكتار من حبوب الأراضي الجافة ، حيث يحرث مزارع الأرض ، حيث يتسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في حدوث غبار كبير. يُظهر تقرير الجفاف الذي نشرته لجنة الزراعة صورة قاتمة للريف الإسباني ، المتضرر من الجفاف المنتشر والذي أدى بالفعل إلى خسائر لا رجعة فيها في أكثر من خمسة ملايين هكتار من الحبوب في الأراضي الجافة. حذرت لجنة الزراعة في تقريرها من أن محاصيل القمح والشعير في الأندلس ، وإكستريمادورا ، وكاستيلا لامانشا ، ومورسيا ، وأراجون ، ومجتمع مدريد ، وكاتالونيا ، وكاستيلا إي ليون ، تعرضت لخسائر فادحة. يسلط تقرير لجنة الزراعة أيضًا الضوء على أن زراعة الأرز في الأندلس لا يمكن القيام بها. في النصف الجنوبي ، لن تتجاوز أشجار الزيتون والجوز في الأراضي الجافة 20٪ من المحصول العادي في المناطق الأكثر تضررًا. ونتيجة لارتفاع أسعار الحبوب ، تعتبر الزيادة في تكلفة الأسمدة ، والحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة من العوامل الأخرى التي ستؤدي إلى انخفاض حاد في الحصاد ، وهو سيؤثر التضخم على المشتقات مثل الخبز من خلال زيادة أسعار الدقيق. كما سترتفع المنتجات الأخرى بشكل غير مباشر بسبب الارتفاع فى علف الماشية وعوامل التضخم الأخرى، تلك التي تأتي من صناعة الثروة الحيوانية ستكون أكثر تكلفة في الأشهر المقبلة. أما إيطاليا فتواجه ازمة ارتفاع اسعار المعكرونة فى الوقت الذى يعد الطبق الرئيسى والشعبى فى البلاد، وذلك بسبب الجفاف الذى ادى الى نقص انتاج القمح بالاضافة الى حرب اوكرانيا التى خلقت ازمة طاقة . وترأس أدولفو أورسو وزير المشاريع في البلاد، لجنة من المشرعين ومنتجي المعكرونة وجماعات حقوق المستهلك في روما لمناقشة ما يمكن فعله لخفض أسعار المعكرونة، حيث أن أسعار المكرونة ارتفعت بنسبة 17.5% في مارس مقارنة بالشهر نفسه في عام 2022، وتراجعت الأسعار قليلًا في أبريل لكنها لا تزال مرتفعة بنسبة 16.5% خلال 12 شهرا، وفق صحيفة "ليجو" الإيطالية. قال كولديريتي، أكبر اتحاد للمزارعين في إيطاليا، إن أسعار التجزئة المرتفعة هذه لم تُترجم إلى عائدات أعلى لمزارعي القمح الصلب، الذين كانوا يكافحون لتغطية تكاليفهم الخاصة. وأوضحت صحيفة "الجورنال" الإيطالية، أن الجفاف يتسبب فى مشاكل خطيرة للزراعة فى شمال البلاد، حيث عانت إيطاليا من انخفاض بنسبة 40% هطول الأمطار مما أثر على 300 ألف شركة لصناعة المواد الغذائية . اما فى فرنسا، فتعتبر الذرة أبرز ضحايا الجفاف فى البلاد ، حيث توقعت وزارة الزراعة الفرنسية، تراجع المساحة المزروعة بالذرة في البلاد بشكل حاد خلال العام الجاري 2023، وسط مخاوف أن تثبط الخسائر التي أحدثها الجفاف العام الماضي من عزيمة المزارعين بالإضافة إلى انخفاض هوامش أرباح محصول الذرة مقارنة بالمحاصيل الأخرى. وحددت الوزارة في أول توقع لزراعة الذرة خلال العام الحالي، زراعة مساحة نحو 1.33 مليون هكتار من الذرة، وهو أدنى مستوى لها فيما يزيد عن 30 عامًا، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية. وقال تقرير نشرته صحيفة البيريوديكو الاسبانية إن إن فرنسا تؤيد نداء إسبانيا للحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي لمواجهة الأزمات مع تضرر المزارعين من الجفاف.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;