مسئولون عُمانيون يشيدون بالسوق المصرية ويؤكدون لـ"انفراد": زيارة السلطان هيثم مبشرة.. رئيس جهاز الاستثمار العمانى: مصر أكبر سوق عربية وبها فرص واعدة في الطاقة النظيفة.. ووزير الصناعة: فرص التعاون كبير

ـ محللون سياسيون بعُمان لـ"انفراد": متفائلون بنتائج مثمرة لزيارة السلطان هيثم إلى مصر..مصر سوق مستقطبة لرؤوس الأموال العُمانية حظيت زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر، باهتمام كبير خاصة أنها الزيارة الأولى له منذ توليه الحكم، كما اتسمت بالطابع الاقتصادى، ما يشير لمساعٍ جادة من قبل البلدين لإحداث طفرة في هذا المجال خلال الفترة المقبلة. وحملت كلمات المسئولين العمانيين الذين زاروا مصر ضمن الوفد المرافق للسلطان هيثم خلال زيارته التى استمرت يومين، كثيرا من التفاؤل بتحقيق طفرة فى الشراكة الاقتصادية مع مصر الفترة القادمة، مؤكدين أن السوق المصرية واعدة ولدى السلطنة العزم الجاد على تطوير الشراكة الاقتصادية مع مصر. فى الإطار نفسه، أعرب عدد من المستثمرين العُمانيين عن تقديرهم لأهمية بالسوق المصرية، لما تتمتع به من مزايا تنافسية متعددة من بينها أنها سوق قوامها 104 مليون نسمة، إضافة للتنوع في مجالات الاستثمار والاتفاقيات التي تربطها بعدد من الدول الإفريقية ما يجعلها من أكبر الأسواق بالمنطقة بل والعالم، خاصة أنها دُعمت بإجراءات إصلاحية كبيرة . وتأكيدا لتلك الرغبة الجادة المتبادلة لتنمية التعاون الاقتصادى بين البلدين، وقعت مصر وسلطنة عمان، اتفاقية بشأن منع الازدواج الضريبى، وأخرى بشأن التعاون في المجالات المتعلقة بالسياسات والتطورات المالية، وبصدد الانتهاء من مراجعة 6 اتفاقيات اقتصادية فى مجالات مختلفة، وإتفاقية جمركية ستجرى دراستها مع الجانب العمانى. وتدلل الأرقام على تطور كبير فى العلاقات الاقتصادية بين مصر وعمان ، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2022 مليارًا و100مليون دولار مقابل 650 مليون دولارعام 2021، وبلغت الصادرات المصرية لعمان 200 مليون دولار فى 2022 بدلا من 163 مليون دولار عام 2021 بزيادة بلغت نسبتها 24 % ، كما بلغت قيمة الوارادات المصرية من عمان (870 مليون) دولار فى 2022. إجراءات إصلاحية وبالنسبة لرؤية الجانب العُمانى للمناخ الاقتصادى المصرى والسوق المصرية، فقد ثمن الخطوات الإصلاحية التى اتخذتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية ؛ حيث أكد وزير المالية العمانى سلطان بن سالم الحبسى ؛ فى تصريح خاص لـ"انفراد"؛ أن البيئة المصرية جاذبة للاستثمار وأن المناخ فى مصر وسلطنة عمان مهيأ تماما للاستثمارات والمستثمر فى النهاية يدرس المشروعات ويقرر . وزير التجارة والصناعة العمانى أضاف أن العلاقات مع مصر إستراتيجية ممتدة ونعتز بما تحقق فى مصر من إنجازات والخطوات التى نجحت فى اتخاذها . وأكد أن زيارة السلطان هيثم بن طارق التاريخية إلى مصر تأنى امتداد للعلاقات القديمة التى تربط البلدين والشعبين وهذه الزيارة تنعكس عن دفع التعاون الاقتصادى بين البلدين . وأشار الى ان إتفاقية منع الازدواج الضريبي ؛ والتعاون فى المجالات المالية ؛ والاتفاقية الإطارية فى مجالات السياسات المالية، التى وقعت اليوم تأتى فى إطار دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين ؛ ونأمل فى توقيع مزيد من الاتفاقيات فى الفترة القادمة . وبالنسبة لسلطنة عمان فقد قامت بتعديلات للبيئة التشريعية والبنية التحتية وتقدم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين. سوق واعدة في هذا السياق أيضا، قال رئيس جهاز الاستثمار العمانى عبد السلام بن محمد المرشدى، إن زيارة السلطان هيثم إلى مصر نجحت في تحقيق المرجو منها، مشيرا أن هذه الزيارة تبشر بطفرة في التعاون الاستثمارى بين البلدين خلال الفترة القادمة، حيث تستهدف بداية مرحلة جديدة من الاستثمار بين مصر والسلطنة. وأكد رئيس جهاز الاستثمار العمانى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن مصر أكبر سوق عربية ولا يمكن لأى مستثمر أن يستغنى عن هذه السوق، أو ألا يتواجد فيها باستثمارات متعددة، وأضاف قائلا، أن هذه الزيارة قد جاءت امتدادا لعقود من العلاقات المتميزة بين البلدين على مستوى الوطن العربى، ورغم تعدد الزيارات بين البلدين إلا أن ما يميز هذه الزيارة الطابع الاقتصادى، لذلك كان اختيار الوفد المرافق للسلطان وفدا اقتصاديا، يهدف إلى التركيز على العلاقات المالية والاستثمارية. وأضاف رئيس جهاز الاستثمار العمانى، فى تصريحاته الخاصة، أن هناك مشروع سينفذ بالشراكة مع مصر يحمل فرصا واعدة للبلدين لا يزال قيد الدراسة وسيتم الإعلان عن تفاصيله فور الانتهاء من دراسته ، مشيرا إلى أن الجهاز يعزز من خلال شراكاته الإستراتيجية مساعي حكومة سلطنة عمان وجهودها الرامية إلى توثيق علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة خاصة مصر بما يحقق المصلحة لجميع الأطراف. وأوضح قائلا أن مصر من أهم الدول التي لدى لدينا استثمارات بها، ضمن أكثر من 40 دولة حول العالم ندير الاستثمارات بها عبر محفظة التنمية الوطنية ومحفظة الأجيال، وتسعى سلطنة عمان لانطلاق نحو العالمية وليس الوطن العربى فقط، مشيرا أن مصر سباقة على مستوى الوطن العربى في مجال "الطاقة النظيفة" والهيدروجين الأخضر، وحققت نجاحا كبيرا فيه ، وتتمتع بفرص واعدة في هذا المجال، وأيضا سلطنة عمان فكلا البلدين لديهما قواسم مشتركة في هذا المجال. القطاعات الغذائية والدوائية ومن جانبه قال وزير التجارة والصناعة العمانى قيس بن محمد اليوسف؛ لـ"انفراد"؛ أن هناك فرص كبيرة للتعاون التجارى والصناعي مع مصر فى الفترة القادمة خاصة فى مجال القطاعات الغذائية والدوائية. وأضاف، أن ما طُرح فى منتدى الأعمال المصرى العمانى يؤكد أن هناك فرصة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين مصر وعمان في شتى المجالات ومن أبرز القطاعات التى يمكن ان نتعاون فيها مع مصر القطاع السياحي والقطاع اللوجيستي، فمصر تمتاز بهذه المجالات. وأكد، أن الفترة القادمة ستشهد زيادة فى تأسيس الشركات فى كلا البلدين ؛ ونحن نعول على التعاون بين الغرف التجارية ومجالس الأعمال فى دعم هذا التوجه ، وهذه الزيارة تدعم كل الجهود المبذولة من قبل البلدين الشقيقين لتنمية العلاقات الاقتصادية؛ فمصر وعمان لديهما الكثير من عناصر التقارب ومصر سوق كبيرة لديها ميزات تنافسية ؛ أيضا سلطنة عمان أطلقت تسهيلات جديدة حيث يمكن الآن للمستثمر المصرى فتح سجل تجارى من خلال سفارتنا هنا فى القاهرة دون الحاجة للسفر لإنهاء إجراءات تأسيس الشركة؛ وذلك فى إطار وأضاف رؤية السلطن ة2040 لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار إضافة إلى التعديلات التشريعية وقوانين الاستثمار؛ وهى الرؤية التى تخفف الكثير من الاجراءات للتسهيل على المستثمرين. نظرة متفائلة وفى سياق تحليل أهمية الزيارة ونتائجها، أكد الدكتور أحمد بن سالم باتميره الكاتب والمحلل المختص في الشؤون العربية بسلطنة عمان، ان زيارة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لمصر، تعد من الزيارات الهامة خاصة أنها تستمد قوتها من العلاقات العُمانية المصرية التاريخية الوثيقة ، كما أن الشعبين تربطهم علاقات أخوة وعادات مشتركة. وأشار باتميره، في تصريح لـ" انفراد"، إلى أن الزيارة مبشرة بمزيد من التعاون خاصة على الصعيد الاقتصادى وهذا يتضح من نشاط الزيارة ، فنتائجها مثمرة على الشعبين الشقيقين والبلدين الشقيقين في مختلف المجالات، مؤكدا :"نحن متفائلون بهذه الزيارة التاريخية ونتائجها وما تمخضت عنه من اتفاقيات ومذكرات تسهم في رفع المستوي الاقتصادي بين البلدين الشقيقين". كما تسهم الزيارة أيضا في توطيد وتوثيق هذه العلاقات الطيبة والتاريخية ، خاصة أن مصر وعمان ترتبطان بعلاقة متميزة واليوم تتجدد هذه العلاقة بزيارة تاريخية. وأوضح الدكتور أحمد بن سالم باتميره ، أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة لكونها تأتي بعد القمة العربية 32 في جدة وهي فرصة لتبادل وجهات النظر على أعلى المستويات بين قيادتي البلدين، فما يجمع ما بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية من علاقات طيبة ووثيقة وتاريخية، يجعلنا نتفاءل بأن المحادثات التى جرت بين السلطان المعظم والرئيس عبدالفتاح السيسي ستضيف لبنة أخرى إلى صرح هذه العلاقات القوية، حيث يحرص البلدان على تمتين عرى هذه الصداقة بما يلبي تطلعاتهما المشتركة في مختلف المجالات. واستطرد قائلا: إن القاهرة ومسقط تسعيان وبعد مرور 50 عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما لتقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بينهما بما يخدم المصالح المشتركة ورفع حجم التبادل التجاري بينهما، لذا يتوقع أن تُركز زيارة جلالة السلطان المعظم لمصر على الشق الاقتصادي والاستثماري وتطويرها في المجالات كافة. ومن جانبه، أضاف الكاتب الصحفى المكرم الطائى، رئيس تحرير صحيفة "الرؤية" بسلطنة عُمان، أن مصر تعد سوقا مستقطبة لرؤوس الأموال العُمانية، وفرصة للمستثمرين العُمانيين لجني أرباح كبيرة من الاستثمار المباشر في مصر، فالسوق المصرية كبيرة جدا حيث إنها أكبر سوق عربية من حيث عدد السكان، وتنوع المستهلكين. أضاف، لـ"انفراد" ، أن ما شهدته مصر من نهضة شاملة خلال السنوات التسع الماضية، غير الصورة النمطية لها وتكشفت حقيقة البيئة الاقتصادية الجاذبة، وبالرغم من التحديات التى تواجهها كجزء من التحديات العالمية والتطورات الجيوسياسية وقرارات رفع الفائدة الأمريكية، إلا أن الحوافز الاستثمارية ومعدلات تحقيق الربحية لا تزال مرتفعة، بالمقارنة بالأسواق الناشئة الأخرى. وفند الطائى مميزات السوق المصرية بالنسبة للمستثمر، مشيرا إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة في قناة السويس؛ المجرى الملاحي الأكثر أهمية في العالم، والذي يربط شرق العالم بغربه، وشماله بجنوبه. كما أن تكلفة العمالة أقل من نظيراتها، و تكلفة الطاقة إضافة إلى توافر المواد الخام المحلية، وسهولة تحويل الأرباح الرأسمالية للخارج، أو التخارج من الاستثمارات، وافتتاح مناطق اقتصادية وحرة وصناعية واعدة في عدد من المدن المصرية؛ سواءً المُطلة على البحرين الأبيض المتوسط أو الأحمر.