بعد معارك ضارية استمرت نحو 7 أشهر، بين الجيش الروسى والقوات الأوكرانية، سقطت مدينة باخموت، فى قبضة الروس، وهى مدينة تقع على ضفتي نهر "باخموتوكفا" شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
يعود تأسيس مدينة باخموت إلى عام 1571، وتعد أقدم مركز تاريخي وثقافي في المقاطعة، وقبل الحرب كان يقطنها 70 ألف لم يتبق منهم سوى 3 آلاف تقريبا. وتتنوع التركيبة السكانية، فبالإضافة للأوكرانيين وذوي الأصول الروسية، توجد أقليات أخرى مثل البيلاروسيين والأرمن.
وتحظى باخموت أهمية إستراتيجية محدودة، وبالنسبة للأوكرانيين تعد حصنا للدفاع عن باقي مدن منطقة المقاطعة، وبالنسبة للروس أصبحت بوابة تقدم القوات الروسية في دونيتسك، كما أن السيطرة عليها سيفتح الطريق أمام القوات الروسية نحو مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما من المدن الرئيسية في مقاطعة دونيتسك.
تعد باخموت واحدة من أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا،وتعتمد باخموت بشكل أساسي على استخراج الملح الصخري، وهي تساهم بنسبة 30% من الإنتاج الوطني، كما تضم المدينة مصانع لمعالجة المواد غير الحديدية ومؤسسات صناعية أخرى، وتوجد فيها واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنبيذ بالطرق التقليدية في شرق أوروبا.
وتضاربت التصريحات بشأن سقوطها المفاجئ الذى حدث أثناء مشاركة الرئيس الأوكرانى زيلينسكي فى قمة مجموعة السبع فى اليابان، فقد أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عدم سقوط باخموت بيد الجيش الروسي.
لكنه تراجع عن تصريحاته مؤكدا أن روسيا سيطرت على باخموت ..وقال زيلينسكي إنه يعتقد أن "أوكرانيا خسرت المدينة، لكنه أضاف عليكم أن تفهموا أنه لا يوجد شيء هناك...لقد دمروا (الروس) كل شيء".وتابع: "اليوم باخموت في قلوبنا فقط. لا يوجد شيء في هذا المكان".
بينما أكد قائد عسكري أوكراني كبير أن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل من باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافيا لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع"، وفق تعبيره. وقال الجنرال أولكسندر سيرسكي في منشور على تليجرام إن قوات كييف تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على فرض "تطويق تكتيكي" للمدينة.
بدورها، شددت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع أن القوات الأوكرانية طوقت باخموت بشكل جزئي.
وعقب ساعات من اعلان الجيش الروسي السيطرة عليها، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقاتلين الروس الذين أبلوا بلاء حسناً في باخموت، واعداً بتكريمهم وتقليدهم أوسمة الشرف.كما جزم بأن المعركة الأطول والأكثر ضراوة منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية انتهت.
كما أكد قائد فاجنر يفجيني بريجوزين، أن جندياً واحدا لم يبق في باخموت، في نفي قاطع لما أدلت به وزارة الدفاع الأوكرانية بسيطرتها على جزء ضئيل من المدينة، وتطويقها تكتيكياً. وقال بريجوزين: لم يبق في باخموت أي جندي أوكراني لأننا لا نجد من يمكننا أخذه في الأسر.. وهناك عدد كبير من جثث الجيش الأوكراني.