"سجادنا خيوطه حرير فى حرير".. إنجاز المرحلة الأولى من مشروع إنتاج الحرير الطبيعى فى أكبر قرية منتجة للسجاد اليدوى بالوادى الجديد.. "البشندى" تسابق الزمن لتنفيذ أول خط إنتاج سجاد حرير داخل منظومة متكام

تسابق جمعية تنمية المجتمع المحلى بقرية البشندى التابعة لمركز بلاط بمحافظة الوادى الجديد، الوقت لإضافة تجربة جديدة لسجل نجاحاتها وذلك من خلال تنفيذ المرحلة الأولى من خط إنتاج الحرير الطبيعى المتكامل وتتضمن تنفيذ أول مزرعة لأشجار التوت الهندى ومعمل تربية دود الحرير الطبيعى لاستخدامه فى صناعة السجاد اليدوى من الحرير الطبيعى حيث نجحت المزرعة المستديمة فى إنتاج أشجار التوت التى تم نقلها من الصوب المخصصة لشتلات الصنف الهندى المنتج لأوراق التوت التى يتغذى عليها دود الحرير، حيث أن قرية البشندى هى صاحبة أشهر تجربة عمرها 45 سنة فى إنتاج السجاد اليدوى من الصوف النقى وتمتلك أكبر مجمع لإنتاج السجاد اليدوى والكليم بغرض التصدير على مستوى المحافظة، وتسعى للتوسع فى تجربة إنتاج سجاد الحرير الطبيعى تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد بدعم المشروعات غير التقليديه والهادفة. ويتضمن المشروع تنفيذ مزرعة لإنتاج أوراق التوت ومعمل متكامل لتربية دود الحرير الذى يتغذى عليها، وهو ما استوجب إنشاء مزرعة لأشجار التوت المنتج للأوراق وفقاً للاشتراطات لإنتاج محصول وفير من الشرانق حيث يمكن زراعة التوت فى جميع أنواع الأراضى ومنها الرملية الخفيفة والمركبة، وتتنوع فصائل التوت إلى حوالى 34 نوع أصلى ولكن الأصناف المنزرعة حاليا على النطاق العلمى فى العالم تندرج ضمن 3 أنواع منشأها الصين واليابان ويتبع هذه الأنواع آلاف الأصناف حيث أن التوت يتأقلم وفقاً للظروف البيئية التى ينمو فيها. وقال عبد السلام سنوسى رئيس مجلس إدارة الجمعية، أن قرية البشندى قادرة على التحدى وإثبات الذات كما عهدها كل من عرفها منذ القدم حيث تسابق جمعية تنمية المجتمع بالقرية الوقت لإنجاز خط إنتاج الحرير الطبيعى الذى بدأ بتجربة زراعة شجر التوت بمزرعة الجمعية، وذلك بتعاون من الوحدة المحلية لقرى البشندى ضمن خطة الجمعية لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمشروعات الخاصة بها، حيث أن الجمعية لديها خط إنتاج متكامل لإنتاج الكليم والسجاد اليدوى، بداية من تربية الاغنام للاستفادة من الصوف ومراحل غزل الصوف وصولا إلى المنتج النهائى، حيث استقبلت الجمعية الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة لتفقد مشروع انتاج الحرير التابع للجمعية والصوب المنزرع بها شتلات التوت وعاين صالة تربية الاعمار الكبيرة وصالة تربية الاعمار الصغيرة لدودة الحرير ومعامل إنتاج الحرير وتربية دودة القز ورافقه فى الجولة الدكتور أسامة محمد محمد غازى رئيس قسم بحوث الحرير والدكتور محمد عبدالمنعم مدير ادارة التشجير والدكتور أيمن محمد أحمد من البحوث الزراعية. أضاف سنوسى أن الجمعية لها تجربة رائدة فى مجال صناعة السجاد اليدوى ولديها حرفيات وحرفيين بدرجة فنانين لديهم موهبة فطرية وخبرة سنوات طويلة ساهمت فى تصدر منتجات البشندى لكل المعارض المحلية والخارجية لكونها بمثابة قطع فنية من السجاد اليدوى التى تعكس شخصية الواحات الأصيلة وتحكى عادات وتقاليد أهالى الوادى الجديد القدامى حيث نجحت الجمعية فى تحقيق الإكتفاء الذاتى لأهالى القرية من هذا المشروع الذى ترتب عليه 20 مشروع إنتاجى آخر قضت على البطالة بين شباب وفتيات القرية وهو ما شجع إدارة الجمعية على خوض تجربة إنتاج الحرير الطبيعى بتشجيع من اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم والذى ساهم بصورة أساسية فى تحقيق أهداف الجمعية وتحقيق نقلة نوعية غير مسبوقة فى حجم إنتاج مشروعاتها وذلك من خلال الدعم المتكامل والمتابعة المستمرة لنسب التنفيذ فى خطوط الإنتاج الجديدة وإتاحة الفرصة لمنتجات الجمعية للمشاركة فى المعارض الدولية والمحلية. وكان اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد إلتقى الثلاثاء الماضى مع السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، لبحث سبل التوسع فى مشروع تربية دودة الحرير، الذى يتم تنفيذه بالمحافظة لانتاج الحرير الطبيعى من دود القز، والتوسع فى زراعات التوت بالمحافظة، للنهوض بهذا المشروع القومى الهام، وزيادة الانتاج من الحرير الطبيعى، حيث أكد الوزير على أن توجه الوزارة لتشجيع مشروعات إنتاج دودة الحرير وزراعة أشجار التوت يأتى من منطلق الحرص على تنفيذ مشروعات تحقق التنمية المستدامة فى المناطق الريفية فى الدلتا ووادى النيل وخارجها، موضحا أن مشروع إنتاج الحرير بالوادى الجديد يعمل بالطاقة الشمسية وبنظام الرى الحديث ويضم زراعة نبات التوت من الصنف العمانى والهندى ذوى القيمة الاقتصادية العالية لاستخدامه فى تغذية دود القز بالاضافة إلى معمل تربية دود القز وانتاج الحرير فى عدد من المزارع فى المحافظة. وأكد وزير الزراعة، على أن المشروع ضمن جهود الدولة لإعادة احياء انتاج وتصنيع الحرير الطبيعى بالمحافظة، حيث تقدم الوزارة كافة اشكال الدعم الفنى، والارشادى، لنشر ثقافة الحرير والصناعة المنزلية، ليكون ذلك نموذجا قابلا للتطبيق والتعميم بكافة قرى الجمهورية فى مراحل لاحقة، موضحا أن مشروع إنتاج الحرير أحد المشروعات الهامة لكبار المزارعين والمربين والمنتجين، وجرى إختيار محافظة الوادى الجديد فى إطلاق مشروع إنتاج الحرير؛ لأنها تمثل ثلث مساحة مصر ومن المناطق الجديدة التى تحتاج لزيادة معدلات التنمية بشكل كبير للتشجيع على فكرة الانتقال من الوادى الضيق إلى مناطق جديد ضمن خطة أعادة تخطيط التركيب السكانى فى الدلتا ووادى النيل ومناطق الإستصلاح الجديدة، وأن مشروع صناعة الحرير فى الوادى الجديد ستؤدى إلى طفرة كبيرة فى مجال الصناعة والتصدير. وكشف تقرير لوزارة الزراعة مؤخراً، أن صناعة الحرير تعد مشروعات صناعية زراعية، وأن مشروع صناعة الحرير بمحافظة الوادى الجديد بالتعاون مع وزارة الزراعة تعد الاكبر من نوعه حيث بدأ المشروع بمساحة 1000 فدان لدى عدد من المزارع فى مناطق الإستثمار الزراعى، مشيرا إلى أن هناك بعض المستثمرين يعملون بصورة فردية فى صناعة الحرير بمحافظات المنيا والإسماعيلية وغيرها من المحافظات الأخرى. وأشار تقرير وزارة الزراعة أن لدى مصر العديد من المشروعات التى تقوم على الحرير مثل السجاد، والنسيج، موضحا أن الدولة تعمل على توفير دود القز أو دودة الحرير لأنه يستخدم فى إنتاج الحرير، لتوفير فرص العمل إلى فئات كثيرة من الشباب، لافتا إلى أن حجم محافظة الوادى الجديد من حيث المساحة يعد وسيلة جذب كبيرة للإستثمار فى صناعة الحرير خاصة أن المحافظة تمثل ثلث مساحة مصر، مشددا على أننا نحتاج إلى مصانع لتجهيز الخيوط من الحرير، مما يوفر فرص عمل للشباب.