واجه رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا والمرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ، الذي يعد أقوى منافس لترامب بداية محبطة الى حد ما مع اتخاذه اول الخطوات في حملته الانتخابية حيث واجه مشكلات تقنية على توتير ما اثار سخرية منافسيه وعلى راسهم الرئيس السابق دونالد ترامب وحملة بايدن.
قالت مجلة بوليتكو ان مشكلة ديسانتيس ليست في الحقيقة بايدن، أو حتى الرئيس السابق دونالد ترامب ، الذي يتفوق على حاكم فلوريدا في استطلاعات الحزب الجمهوري المبكرة، لكنها "لعنة فلوريدا".
على مدى التاريخ الأمريكي لم يستطع أي مرشح من الولاية بالفوز لمنصب رئيس الولايات المتحدة، كما انها أصبحت مقر لتقاعد الرؤساء الأمريكيين مقارنة باي ولاية اخري، علي سبيل المثال، اختار الرئيس السابق دونالد ترامب الإقامة بمنتجع مارالاجو في الولاية بعد خسارته الانتخابات الماضية امام جو بايدن.
لم يتم انتخاب أي سياسي من فلوريدا رئيسًا على الإطلاق، على الرغم من ان اكثر من 6 مرشحين من الولاية انضموا للسباق الرئاسي في الخمسين عام الأخيرة و معظمهم لم يتخطوا الانتخابات التمهيدية الأولى في نيو هامبشاير، وخلال ما يقرب من 180 عاما، لم يكن لفلوريدا أي علاقة باي رئيس امريكي، فلم يولد رئيس داخلها على الرغم من انها اكثر الولايات الامريكية بها كثافة سكانية.
ويرى محللون أن الأمر غريبا وليس له تفسير مع الاخذ في الاعتبار ان الفوز بمناصب داخل الولاية التي يسكنها اكثر من 22 مليون شخص ليس صعبا، إلا أن الأمر يختلف كليا عن القيام بحملات انتخابية مرهقة على المستوى الوطني في 50 ولاية تختلف عن فلوريدا.
ووفقا للتقرير، عندما قام الكاتب جون جونتر بتقييم البلاد وسياساتها في الأربعينيات من القرن الماضي في كتابه البانورامي ، داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، أشار إلى أن "غرابة فلوريدا في كل شيء من الهندسة المعمارية إلى السلوك الاجتماعي لا مثيل لها في أي ولاية أمريكية."
كتب جونتر: "في بعض الأحيان يقارن الناس كاليفورنيا بفلوريدا ، لكن من وجهة نظر فكرية ، لا توجد مقارنة".
أرسلت ولاية أوهايو وهي اصغر من فلوريدا 8 من السياسيين للبيت الأبيض، وارسلت تكساس 3 وحتى ولاية هاواي التب تعد من اصغر ولايات أمريكا أرسلت رئيسا واحدا للبيت الأبيض وهو باراك أوباما.
بحلول السبعينيات ، بدأ هذا يتغير بعد تضاعف عدد سكان فلوريدا في الخمسينيات من القرن الماضي، ومكنت المراجعات الدستورية للدولة في عام 1968 الحكام أخيرًا من خدمة أكثر من فترة ولاية واحدة. بعد فترة وجيزة ، بدأت الولاية في إنتاج أفضل المواهب المحلية ، من كلا الحزبين.
بحلول عام 1984 ، بعد ثماني سنوات كحاكم وممثل تجاري للولايات المتحدة ، أصبح روبين أسكو أول في فلوريدا يخوض انتخابات جادة لمنصب الرئيس الا انه حل في المرتبة الأخيرة بين المرشحين الديمقراطيين الرئيسيين ، حيث حصل على 1 في المائة من الأصوات في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير وانسحب في اليوم التالي.
كان آخر سياسي من الولاية تقدم للمنصب هو جيب بوش الحاكم السابق و السيناتور ماركو روبيو في عام 2016، وبدأ بوش باعتباره المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري. كان روبيو ، في ذلك الوقت ، يُعتبر نجمًا صاعدًا في الحزب مع مستقبل غير محدود.
ووفقا لبوليتكو، لم يكن أي منهما مستعدًا للتعامل مع صعود ترامب المفاجئ وغير المتوقع بسبب ثقله بعلاقات مؤسسته واسم عائلته ، تم القضاء على بوش سياسيا بعد أداء مخيب في ساوث كارولينا و أوقف حملته في اليوم التالي.
لكن روبيو ذهب إلى أبعد من ذلك ، ليصبح أول مرشح في فلوريدا يتخطى المرحلة الأولى لكن حملته انتهت في منتصف مارس ، بعد خسارته جميع المقاطعات الـ 67 التابعة فلوريدا باستثناء مقاطعة واحدة.
وعلى الرغم من نجاحات ولاية فلوريدا على المستوى الاقتصادي والسياحي ، حيث تضخم عدد سكانها وجذبت الكثير من المهاجرين؛ نجح سياسيو الولاية محليا وفشلوا على المستوى الوطني.
ومع ترشح ديسانتيس وترامب معا في انتخابات 2024، وكلاهما من فلوريدا، قد تقترب الولاية من القضاء على لعنتها، أو تأكد لعنتها حال فاز الرئيس جو بايدن بفترة حكم ثانية.