استطاعت النجمة يسرا أن تغير جلدها فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات» وتصدم الجمهور بشخصية شيطانية شريرة، حيث لم يتوقع الجمهور أن يرى يسرا فى هذا الدور، ليمنح العمل يسرا فرصة كبيرة لإبراز مناطق وقدرات تمثيلية لم تخرج من قبل، ويضعها أيضا أمام حيرة كبيرة تجاه خطواتها المقبلة التى دوما ما تكون صعبة بعد أى عمل ناجح.
«انفراد» احتفلت بنجاح مسلسل فوق مستوى الشبهات بندوة تحدثت فيها يسرا عن سر نجاح المسلسل وطموحاتها فى الفترة المقبلة.
فى البداية كيف جاءت فكرة مسلسل «فوق مستوى الشبهات»؟
- كنت أريد أن أقدم شيئا غير متوقع وخارج الصندوق، ولكننى كنت فى حيرة كبيرة جدا، لأننى أردت تقديم الشر، ولكن لم أكن أعرف كيف أقدمه هل فى إطار اجتماعى أو غير ذلك؟ إلى أن استقررت على شخصية رحمة حليم وهى الشخصية التى اخترتها ومرت فى حياتى، ولكن أضفت إليها عدة شخصيات أخرى لتكن بهذا الكم من الشر، وأيضا فرصة للتمرد على أعمالى السابقة، خاصة أنها دكتورة تنمية بشرية وتملك أدواتها، وتعرف جيدا مفاتيح كل شخصية تصادفها.
ولماذا تأخرت خطوة التمرد كل ذلك الوقت؟
- تأخرت لأننى لم أضع يدى على الشخصية «الصح» التى أريد تقديمها، حيث عرض على أكثر من شخصية تحمل الكثير من الشر، ولكن الشر المكتوب كان شرا غير مبرر، شرا لمجرد الشر، أما شخصية رحمة حليم فلها مبرراتها لتكون شريرة إلى هذا القدر الذى شاهده الجمهور على الشاشة، والحمد لله نجاح المسلسل فاق توقعاتى.
كيف التقيت بكتاب العمل خاصة أنها التجربة الأولى لهم؟
- تقابلت مع عبدالله حسن، وأمين جمال، بالصدفة أثناء خروجى من مكتب العدل، وكتبنا أغلب مشاهد العمل على الهواء بمفهوم الورشة بالتعاون مع محمد رجاء، المشرف الذى أشرف على الكتابة، مع مدحت العدل «الدرامتورجى» الذى كان يتناقش معهم فى كل الخطوط الدرامية، ورغم ذلك كنا أحيانا «بنعطل» ونرجع نتناقش ونفكر بصوت عال ونأخذ الأفضل، وكنا حريصين ألا يزيد الحدث على حلقة واحدة بحيث تكون أحداث المسلسل مشدودة بشكل جيد، وأن يتم تضفير الشخصيات من حولى مع شخصية رحمة حليم، وعلى سبيل المثال عطلنا فى الحلقات الـ7 و8 و9 وفى الحلقات 16 و17 و18 أيضا.
هل شكل المخرج هانى خليفة مفاجأة بالنسبة لك؟
- المخرج هانى خليفة كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لى، لأنه يحب التمثيل والممثل، ومتمكن من أدواته جيدا، ويعشق التفاصيل، وهناك أحد المشاهد قمت بتصويره فى 8 ساعات، وهو مشهد وفاة ليلى عز العرب، التى جسدت دور والدتى، وكنت قلقة جدا من مونتاج المشهد، لأنه مشهد صعب وفوجئت بالمخرج هانى خليفة الذى قام بمونتاج المشهد بشكل مبدئى ولكن بحرفية وعبقرية شديدة، وذلك رغم أن المشهد تم تصويره من أكثر من زاوية، وأشكر الله أيضا على وجود المخرج حسين المنباوى لأنه «شاطر شاطر شاطر» وعندما كان يقوم بإخراج مشهد فى عدم وجود هانى خليفة كنت أرى سعادة كبيرة على وجه خليفة لأنه كان «بيتمزج» من إخراج المنباوى، وكون هناك اثنين من المخرجين من مخرجى الصف الأول فى عمل واحد، فهذا نعمة من الله، والحمد لله المسلسل كان حالة حب «حلوة»، وشعرت أننى فى يد أمينة خاصة فى ظل وجود منتج بحجم جمال العدل.
بعد عرض المسلسل مَن مِن الممثلين بهرك أداؤه التمثيلى؟
- كل العاملين بالمسلسل قدموا أجمل ما لديهم، وحقيقة مبهورة بالفنانة شيرين رضا، أى نعم سبق أن تعاونا سويا من قبل، ولكن فى هذه التجربة شيرين مختلفة تماما، وأيضا لطيفة فهمى، وليلى عزالعرب، وسيد رجب عبقرى، وزكى فطين فى أفضل حالته، والمذيعة ناردين، وباسل الزارو، وولاء الشريف، وكريم كامل، وأحمد حاتم، ونجلاء بدر، وسامية أسعد، حتى البنات ممن قمن بتجسيد دورى أنا وسامية فى الصغر كلهن كن متميزات.
من المعروف أنك شخصية حالمة.. ألم يضايقك كم الشر فى شخصية «رحمة حليم»؟
- «مفيش مشهد مكنتش بشتمنى وأقول إيه الوحاشة دى؟» ولكن كنت حريصة على أن أتحكم جيدا فى أدواتى كممثلة، أى نعم تأثرت بموت «إنجى» شيرين رضا وموت «ماما عايدة» لكننى كنت أحرص ألا يخرجنى ذلك من «مود الشخصية»، وحقيقة مشهد وفاة ليلى عزالعرب كان من أكثر المشاهد التى تأثرت بها، خاصة أن وفاة خالتى التى أعدها أمى كان منذ فترة قريبة ولم يفارق ذهنى أبدا واستلهمت تفاصيل وفاة الأم فى المسلسل من وفاة خالتى وخالى الذى كنت أتحدث معه لمدة نصف ساعة وهو متوفى ولا أعرف إلى أن قال لى طبيب الإسعاف، وهو ما استعنت به فى المشهد أيضا، وهو الموقف المؤلم الذى تجد نفسك فيه متوقعا الموت، ولكن فى نفس الوقت ترفضه، ويشعرك أن الإنسان ضعيف جدا فى مواجهة الموت، والحمد لله المشهد خرج بشكل جيد ووصل إلى الناس، وأحمد الله على أنه خلق فينا «جراب» نحتفظ فيه بكل ما مر علينا فى الحياة لحين احتياجنا لتك اللحظات فنستدعيه ونستخدمه ليضفى على المشاهد شيئا حقيقيا يجعلها تصل إلى الجمهور.
هل اخترت أحدا من فريق العمل؟
- لم أختر أحدا، المخرج هانى خليفة هو الوحيد الذى اختار فريق العمل ولم أتدخل فى ذلك لأنى أثق بشكل كبير فيه، لأنه يجيد اختيار فريق العمل، وهو ما نجح فيه بالفعل، فتجد أن كل ممثل فى مكانه بالعمل، والحمد لله أشعر بأن «ربنا طبب عليا وعلى هانى وعلى المنتج وفريق العمل بالكامل» فكواليس العمل كانت جيدة جدا الكل يحب الآخر والجميع أمين على زملائه بالعمل، فلا يوجد بيننا «أسافين» بدءا من أصغر عامل حتى أكبر ممثل.
ولماذا فضلت أن تدور أحداث المسلسل داخل كمباوند للأغنياء؟
- داخل الكمباوند تجد المجتمع بالكامل بداية من طبقة الأغنياء والشغالين والأمن والويتر، وبالتالى هو نموذج مصغر من المجتمع الكبير الذى حرصنا على أن نعريه ونعرض مشاكله التى لا تأتى عادة من الفقراء وإنما من الأغنياء أيضا، فكل طبقة اجتماعية لديها مشاكلها وأخطاؤها وعيوبها.
ألم يقلقك أن هناك عدة أعمال تناقش المرض النفسى؟
- فكرة مسلسل فوق مستوى الشبهات فكرة مختلفة عما تم تقديمه فى دراما رمضان، لأن شخصية رحمة حليم ليست شخصية مريضة نفسية أو تعانى من مرض نفسى، وإنما هى شخصية معقدة نتيجة تربية خاطئة من الأم، وفى نفس الوقت تعلق أخطاءها على شماعة المجتمع، وتجد نفسها أفضل ممن حولها وأنها بالنسبة لهم امرأة جيدة وهى أولى أن تعيش فيما يموت غيرها.
هل ترين أن شكل الأم تغير فى الدراما؟
- المناخ العام الذى نعيش فيه تغير بالكامل، وبالتالى شكل الأم والأب فى الدراما لابد أن يتغير، منذ وقت قريب كان هناك احترام لدخول الأب للمنزل، أما الآن فالاحترام قل بشكل كبير، ولا أعرف هل هذا له علاقة بالفقر أو بالسماوات المفتوحة أم بالظروف الاقتصادية، ولكن ما لا أفهمه هو أن هناك دولا فقيرة ولكنها لم تفقد الاحترام وهيبة الأم والأب، فمصر طوال عمرها مقسمة إلى طبقات فقيرة ومتوسطة وغنية وكان هناك احترام متبادل وكان الفقير «لو عنده جلابية واحدة كان يغسلها ويكويها ويلبسها» وكان يأكل على «الطبلية» باحترام.
ألم تفكرى ولو للحظة فى تطهير شخصية رحمة من كل الشر الذى كانت فيه؟
- أرى أن شخصية رحمة حليم فى المسلسل تطهرت أكثر من مرة فى حياتها منذ طفولتها ولكنها تحافظ على ألا ينهار كل الكيان الذى قامت ببنائه، فأى لحظة ضعف سيضيع كل ما عاشت سنين من أجله.
ما هو المشهد الذى تعتبرينه «ماستر سين» فى المسلسل؟
- ليس لى مشهد واحد فقط، وإنما أكثر من مشهد، وإذا كان لدى 500 مشهد فى المسلسل، فهناك أكثر من 100 مشهد أعتبرها ماستر سين سواء فى المشاهد التى جمعتنى بسيد رجب «عز» أو مع «ماما عايدة» ليلى عز العرب أو مع «إنجى» شيرين رضا، وحتى مع أختى «مها حليم» سامية أسعد، ومشاهد الكلب أيضا.
كثير من الجمهور تعاطف مع شخصية رحمة فهل تعاطفت معها؟
- أنا على يقين أن رحمة يجب أن تموت حتى لا تكون نموذجا يحتذى به، ولكننى أيضا أرى أنها ماتت أكثر من مرة، وتعاطفت معها فى كثير من الأحيان، وكنت أتمنى ألا تموت فى النهاية لأقدم جزءا ثانيا من المسلسل.
ألم تندمى على تأخرك خطوة عن مسلسل «فوق مستوى الشبهات»؟
- أن تجد شخصية مثل «رحمة حليم» هذا أمر ليس بسهل، فأنا جمعت أكثر من شخصية فى شخصية رحمة حليم، وكلها مرت على فى حياتى، ولكن من ينظر إلى أعمالى السابقة يجد أننى قدمت عددا مهما وقضايا مهمة مثل مسلسل قضية رأى عام فكان موضوعا مهما وغير قوانين وغير وجهات نظر كثيرة، وفى أول أسبوع شن على هجوم شديد، وأقسم بالله أنه يوم عرض الحلقة الأخيرة كنت وقتها فى الجونة وشاهدت بنفسى كيف تأثر الجمهور بالحلقة، وجاء لى رجل صعيدى عجوز يسير بعكاز وقال لى: «يابنتى أنا عايز أسلم عليكى لأنك رفعتى راسنا» وبكيت وقتها، وكنت أتمنى أن يحصل مسلسل بالشمع الأحمر وفى أيد أمينة على نجاح أكثر، خاصة أن العملين تم بناؤهما على حقائق ومستندات ووقائع مهمة ولكن أن تقدمى عملا ناجحا لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه، والأمر ليس فى يدك على الإطلاق، فلذلك لا أندم على أى عمل قدمته.
بعد كل هذا النجاح هل تخشين خطواتك المقبلة؟
- للأمانة منذ أول أسبوع فى شهر رمضان، وبعدما تابعت رد الفعل وأنا أشعر أنى فى ورطة كبيرة، يا ترى «هعمل إيه؟» والصراحة أنى «مؤمنة أن ربنا رب قلوب بيدى على قد نية الإنسان وأنا بشتغل وبحب الشغلانة وبحترمها، والفن بالنسبة لى حياة مش لقمة عيش، وهو أكتر حاجة بتسعدنى فى الدنيا»، وحقيقة الفن «كبرنى وخلى فيه قيمة لحياتى، وعمرى ما دخلت الفن علشان شهرة وفلوس بس، وإنما لأنه بالنسبة لى حياة، والمتعة الحقيقة اللى فى حياتى، وأكتر حاجة حلوة كسبتها هو حب الجمهور».
متى تعودين للسينما من جديد؟
- أتعاون مع السيناريت تامر حبيب فى فيلم «أهل العيب» مع منة شلبى، وهو عمل يتناول قضايا الأم والابنة والغيرة بينهما والعلاقات المتشابكة التى تجمع الأمهات ببناتهن، ومتشوقة للعمل مع تامر حبيب.
مَن مِن النجوم الراحلين تمنيت العمل معهم؟
- كنت أتمنى العمل مع سيدة الشاشة فاتن حمامة، فهى الوحيدة التى لم أقف معها، فسبق أن تعاونت مع عدد كبير من النجوم الذين سعدت بالعمل معهم وسعيدة أيضا بالعمل مع الشباب ممن عملوا معى وكان لى بصمة فى حياتهم الفنية مثل أحمد عز ومنة شلبى ومى عزالدين وغيرهم.
قدمت العديد من الأغنيات فهل ستقدمين تجارب أخرى فى مجال الغناء؟
- أحب الغناء جدا، وإحساس رائع جدا أن تقف خلف الميكروفون وأن تعبر عن مشاعرك وعما يدور بداخلك بصوتك فقط، فهو شىء ممتع جدا بالنسبة لى.
كيف استقبلت خبر حصولك على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية؟
- حصولى على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية كان من أروع لحظات حياتى، لأن الجامعة الأمريكية فى مصر موجودة منذ 97 سنة وتخرج فيها أهم الشخصيات، وتكريمى منها بعد تكريم الفنانة القديرة فاتن حمامة هو شىء مهم جدا فى حياتى وله قيمة كبيرة، قدمت للطلبة خطبة التخرج وكنت قلقة جدا لكنهم كسروا حاجز الصمت وقابلونى بأغنية «حب خلى الناس تحب» وكنت «طايرة فى السحاب».