فى إطار خطة الدولة لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، وتنشيط السياحة الدينية، ودعم الاقتصاد المصرى، نظمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بكنائس زويلة الأثرية بحى الجمالية، بالقاهرة، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وسط حضور كبير من الشخصيات العامة ومسئولى وزارة السياحة والآثار وأعضاء مجلس النواب والأحزاب والآباء الكهنة وشعب الكنيسة.
وتضمن برنامج الاحتفالية موكبا لفريق الكشافة وهم يرفعون علم مصر، ويحملون صندوق أسرار زويلة، فيلمًا تسجيليًا عن الآباء البطاركة لزويلة، وترانيم عن رحلة العائلة المقدسة ومكانة زويلة عبر التاريخ ، ثم يزور الحاضرون صهريج العائلة المقدسة ومتحف البطاركة الموجودين بالكنيسة.
وقام فريق الكشافة وخورس الشمامسة بعمل موكب عظيم لصندوق رفات الآباء من مدخل الكنيسة حتى تم وضعه أمام الهيكل المقدس بحضور عدد من الآباء الكهنة.
وتحتفل كنائس زويلة الأثرية بحى الجمالية، بذكرى دخول السيد المسيح أرض مصر وإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، ذلك تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وحضور الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، وكبار المسؤولين فى السياحة والآثار ولفيف من الأباء الأساقفة والكهنة وأعضاء مجلس النواب والشخصيات العامة.
صندوق الأسرار
ومن جانبه، قال المهندس مينا إبراهيم، عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، إن صندوق أسرار زويلة الأثرى يحتوى على رفات البطاركة والآباء والراهبات، مشيرًا إلى أن التاريخ الكنسي يذكر وجود مدفن للبطاركة بكنيسة القديسة العذراء مريم بحارة زويلة.
وأضاف عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، أن الكنيسة كانت مقرًا للكرسى البطريركي لمدة 360 سنة، منذ عام 1300 إلى 1660 ميلاديًا، لعدد 23 بطريرك.
وأوضح أن كتاب السنكسار عن سيرة البابا يؤنس الـ13 البطريرك الـ94، يؤكد دفنه في كنيسة القديسة العذراء مريم بحارة زويلة.
وتحكي الراهبة طماف مريم، رئيسة دير القديسة العذراء مريم السابقة، وأمهات الدير، أنه في خمسينيات القرن الماضي، قام ناظر الكنيسة مترى خرستو، بالبحث عن رفات الآباء وإخراجها من أرضية الكنيسة، ووضعها فى ذلك الصندوق.
وأكد عضو لجنة أصدقاء كنائس زويلة الأثرية، أنه منذ هذا التاريخ والمياه تتفجر من أرضية وحوائط الكنيسة ولا تتوقف، موضحًا أن نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل قام بوضع تلك الرفات فى أنابيب خاصة عام 2009م، ماعدا جمجمة غامضة ظلت منفردة فى الصندوق.
وقام قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عام 2016 بافتتاح مزار الآباء البطاركة مكان المدفن القديم.
وتقوم الكنيسة اليوم بإخراج الجمجمة الغامضة من الصندوق القديم ووضعها فى صندوق زجاجى ليتبارك بها الزوار.
القس متياس عبدالصبور
ومن جانبه، قال القس متياس عبدالصبور كاهن كنيسة زويلة الأثرية، إن لجنة أصدقاء كنيسة زويلة، عبارة عن مجموعة واعية تعرف قيمة كل ما هو موجود في الكنيسة.
وأضاف خلال كلمته في الاحتفالية لإعلان كشف أثرى جديد، أن المجموعة تدربت على قراءة الأيقونة القبطية ولمعرفة من رسمها فور رؤيتها.
وأشار إلى أن اللجنة تشترك في تنظيم الاحتفالية كل عام، مناشدًا كل كنيسة أثرية تدريب أعضائها حتى يكون هناك وعيًّا بما تحتويه الكنائس الأثرية.
الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية
وقال الدكتور لؤى محمود سعد رئيس قسم الدراسات القبطيات بمكتبة الإسكندرية إن هناك حرص كل عام على الاحتفال برحلة مسار العائلة المقدسة من قبل كنائس زويلة، مؤكدا أنها كل عام تقدم جديدا، موضحا أنه شارك فى 2018 فى احتفالية بالفاتيكان وتحدث فيها عن مصر المضيافة فهى أفضل مكان كان يمكن أن تلجأ له العائلة المقدسة.
وتابع خلال احتفالية كنائس زويلة برحلة مسار العائلة المقدسة إن رحلة العائلة المقدسة ليست حدث كنسى فقط ولكنه شأن مصرى خالص والمورخون يذكرون ذلك فى جميع الروايات.
وتابع أن القرآن الكريم أشار إلى دخول العائلة المقدسة لمصر عن طريق العديد من الأيات واهتم المؤرخين بها وهى نموذج هام ولابد أن نركز عليها كشأن للتعايش بين الجميع.
عادل الجندى
وأكد الدكتور عادل الجندى منسق مسار العائلة المقدسة بوزارة الآثار والسياحة، أن تحويل مسار العائلة المقدسة إلى مسار سياحى شهد مجهودات كبيرة لتنفيذ المشروع.
وأضاف الجندى - خلال احتفالية كنيسة العذراء بحارة زويلة، بمناسبة تذكار دخول العائلة المقدسة إلى مصر - أن مسار العائلة المقدسة في مصر يعد محور عمرانى هام، لافتا إلى أن هناك 25 موقعا زارهم السيد المسيح من بينهم 14 موقعا يوجد بها أثار للعائلة المقدسة.
وتابع قائلا، أن مصر احتضنت العائلة المقدسة، وكان لها دور في حمايتهم، ما ساهم فيما بعد في انتشار المسيحية في كل العالم، موضحا أن مصر هى الدولة الوحيدة التى زارها السيد المسيح إلى جانب اراضي فلسطين والأردن.
ونوه الجندى إلى أهمية تنمية المناطق التى زارها السيد المسيح، وأن خطة الدولة تستهدف أيصا تطوير الإطار العمرانى وتنمية الإنسان، وهو ما حدث في سمنود وسخا وجبل الطير إلى جانب مدينة وادى النطرون التى تحولت إلى مدينة سياحية.
وأشار إلى وجود اهتمام من الدولة والكنيسة المصرية لإحياء المسار الخاص بالعائلة المقدسة، موضحا أن الفاتيكان أعلن أن المسار هو مسار للحج وهو ما يتيح المجال لكل الكاثوليك أن يأتوا لزيارة مصر.