قالت صحيفة واشنطن بوست إن وكالات الشرطة فى الولايات المتحدة تعانى لتوظيف ضباط وجدد فى ظل ضعف الإقبال على شغل الأماكن الشاغرة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن شرطة سان فرانسيسكو بحاجة إلى أكثر من 600 ضابط يمثلون حوالى 30% من قوتها. وتحتاج فونيكس إلى نحو 500 ضابط لتشغيلهم بدوام كامل. كما أن شرطة العاصمة أصغر مما كانت عليه فى 50 عاما، على الرغم من حوادث عنف الأسلحة وخطف السيارات، حيث يغادر الضباط بمعدل أسرع مما يتم به إحلالهم بآخرين.
وقالت واشنطن بوست، إن أقسام الشرطة عبر البلاد تعانى لملء صفوفا، مما أدى إلى ما وصفه العديد من المسئولين السابقين والحاليين بأزمة طوارئ فى العاملين والتى تهدد السلامة العامة.
ويعزو المسئولون السبب إلى مغادرة الضباط المخضرمين فى ظل إجراءات جديدة لمحاسبة الشرطة، والتى أعقبت مقتل جورج فلويد عام 2020، وزيادة العداء من المجتمعات التى يعملون بها وقوانين العدالة الجنائية التى تسعى للحد من عدد المحبوسين.
ويرى دعاة إصلاح الشرطة أن هذه اللحظة تمثل فرصة لتشغيل جيل جديد من الضباط وإعادة تصور العمل الشرطى. لكن مع سعى وكالات الشرطة لتعيين ضباط جدد، فإهم لا يحصلون إلا على عدد قليل من المتقدمين المؤهلين مقارنة بما كان فى السنوات السابقة، مما دفع البعض للقيام بخطوة محفوفة بالمخاطر بخفض متطلبات التوظيف من أجل ملء صفوفهم.
وقال تيم دارت المسئول الشرطة بمقاطعة كوك، التى تفتقر وكالته لأكثر من 300 ضابط، إن عليهم أن يعملوا بجد أكبر من أجل ملء الأماكن الشاغرة التى لديهم، ولا يزالوا حتى الآن يعانون لملئها بالمعدل الذى يريدونه.
وعندما طلبت رابطة رؤساء الشرطة فى إلينوى من أقسام الشرطة فى جميع أنحاء الولاية لتحديد نقص العاملين بهم العام الماضى، أجاب 60% من 239 وكالة استجابت أن لديهم نقص موظفين. وقال 19% إنها اقل من 10% مما كان مدرجا فى الميزانية.
وأدت أزمة التوظيف هذه إلى قيام رئيس بلدية ممفيس جيم ستريكلاند بالإعلان عن حملة تجنيد لقسم الشرطة وسط ارتفاع الجريمة فى عام 2017. وخفضت المدينة معايير لتدريب بشكل كبير استجابة للضغط لتخريج المزيد من البا، حسبما ذكرت صحيفة واشنن بوست فى مارس. ومن بين من تم توظيفهم، خمسة ضباط تم طردهم الآن، ويواجهون الآن اتهامات بالقتل وضرب تاير نيكولز فى وقت سابق هذا العام.
وبالنسبة للعديد من الأقسام، فإن التداعيات الكاملة لخفض معايير التوظيف لن يتردد صداها قبل عدة سنوات. ويدعو البعض إلى خفض عدد الضباط المطلوبين باستخدام متخصصين فى الصحة العقلية غير مسلحين للتعامل مع بعض المكالمات وإنهاء النزاع، مع تشديد المعايير لمن يتعاملون مع مواقف تتطلب استجابة شرطية.
يأتى هذا فى الوقت الذى ازدادت فيه فى الآونة الأخيرة الاحتجاجات ضد الشرطة بسبب عنف الضباط فى بعض الحوادث.
ولملء أكاديميات الشرطة الخاصة بها، وسعت المدن المنطقة الجغرافية التى تجذب منها المجندين، وقدمت مكافآت توظيف وعقود لعدة سنوات، وعززت جهود التجنيد وقللت من عقبات الالتحاق.
ويقول خبراء إنهم لا يعتقدون أن عددا أقل من الناس يرغبون فى أن يصبحوا ضباط شرطة، ولكن السبب هو أن عددا أقل من الأشخاص يرغبون فى المشاركة فى نوع قديمن من العمل الشرطى كان ضارا بشكل خاص بمجتمعات السود والملونين وغير فعال إلى حد كبير فى الحد من العنف.