انقلب السحر على الساحر، ففى الوقت الذى حاول فيه أقباط المهجر التظاهر أمام البيت الأبيض للتنديد بما يحدث ضد الأقباط فى مصر من أحداث عنف متتابعة، رفضت الكنيسة فكرة الاستقواء بالخارج وتصعيد القضية دوليًا، فضلاً عن رفض عدد من أقباط المهجر بينهم مقيمون بالولايات المتحدة الانضمام لحملة مجدى خليل عضو منظمة التحالف القبطى التى تستهدف حشد الأقباط للتظاهر أمام البيت الأبيض فى الثالث من أغسطس المقبل.
الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، والمكلف من البابا تواضروس الثانى لمتابعة ملفات العنف الدينى بالمنيا، رفض فى تصريحات لـ"انفراد"، التصعيد دوليًا.
وقال إن الكنيسة لا تفضل ذلك وتثق تمامًا فى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وما سيتخذه من إجراءات تعيد للأقباط حقوقهم.
وعن تشكيل لجنة تقصى حقائق برلمانية حول الأحداث، تمنى الأسقف العام للمنيا أن تعمل اللجنة على رفع تقارير صادقة وحقيقية تكشف حجم ما يتعرض له المسيحيين فعليًا على الأرض.
وأضاف: "سئمنا من التقارير المضللة التى ترفع من السلطات المحلية بالمنيا إلى القاهرة، وتوحى بأن الأمور ليست بالسوء الذى يتصوره الأقباط".
من جانبه، أدان كريم كمال، مؤسس اتحاد أقباط من أجل الوطن، دعوات التظاهر فى أمريكا، مؤكدًا إنها تهدف إلى تأجيج الفتن الطائفية فى الداخل، ودفع الدول الأجنبية للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى بحجة حماية الأقباط وهو أمر نرفضه تمامًا.
وأضاف كمال فى تصريحات له: "سيظل الأقباط وطنيين ومخلصين للوطن مهما حدث، ولن نسمح أن يستثمر أحد تلك الأحداث للإساءة إلى مصر أو زرع الفتن بين أبناءها".
فيما رفض محب شفيق، الأمين العام لاتحاد أقباط من أجل الوطن، استغلال الأحداث فى فرض تدخل خارجى فى الشأن المصرى يتعامل مع الأقباط كأقلية دينى تبحث عمن يحميها.
وذكر شفيق أن سجل الأقباط على مر التاريخ، يؤكد أنهم وطنيين لا يقبلون أن يتدخل أحد لحمايتهم، مطالبًا بسرعة معاقبة الجناة فى تلك الحوادث لقطع الطريق على من يريد استغلالها سواء فى الداخل أو الخارج.
أما فادى يوسف، منسق ائتلاف "أقباط مصر"، المتواجد حاليًا بالولايات المتحدة، قال فى تصريح لـ"انفراد"، إنه يرفض التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية المصرية، واصفًا تلك المظاهرة بمحاولة للاستقواء بالخارج.
وعن زيارته للخارجية الأمريكية، أكد "يوسف" أن الزيارة لم تتطرق بأى حال من الأحوال إلى قضايا الأقباط والأقليات الدينية فى مصر، وإنما انحصر الحديث معه حول نشاطه الحقوقى.
فيما رأى جورج قلادة، رئيس جمعية المصريين فى إيطاليا، أحد المؤسسات القبطية فى الخارج، أن التحركات الدولية حاليًا تضر بالقضية مطالبًا الدولة فى الوقت نفسه باتخاذ إجراءات حقيقية بدلا من دفن الرؤوس فى الرمال.
وقال قلادة فى تصريحات لـ"انفراد" من روما، أن تدارك الموقف يتم من خلال محاسبة القيادات المحلية المتقاعسة بالمنيا، والتى تسبب تساهلها فى تكرار أحداث العنف الدينى ضد الأقباط فى الفترة الأخيرة.
كان مجدى خليل، عضو منظمة التحالف القبطى قد دعا لتنظيم مظاهرة أمام البيت الأبيض، خلال شهر أغسطس المقبل، للاحتجاج على أوضاع الأقباط فى مصر، وهو ما رفضته الكنيسة رسمياً.