من تبقى من رجال ثورة 23 يوليو 1952..؟ قائمة الضباط الأحرار ضمت شبابا وطنيا غيورا حملوا ارواحهم على أكفهم فى سبيل تحرير الوطن من الظلم والاستعباد والفساد .. ومع ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء 23 يليو 52 وعقب اول بيان لمجلس قيادة الثورة هب الشعب ليناصر ويؤيد ثورته وثورة ابناء الضباط الأحرار من ابناء الطبقة الوسطى التى ىالتحقت بالجيش قى ثلاثسنيات القرن الماضى.
الآن وبعد 64 عاما من عمر الثورة الشابة التى غيرت وجه التاريخ فى مصر والمنطقة والعالم ..نتذكر رجالها . ومنهم من قضى نحبه ورحل عن دنيانا ومنهم من ينتظر سواء من الصفوف الأولى للضباط الأحرار أو من ضباط الصف الثانى.
قاد ثورة يوليو ضباط جيش مصريون "الضباط الأحرار"، بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.
وضم اعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو العديد من الأبطال وهما اللواء محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعى، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيى الدين، وزكريا محيى الدين، وكمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادى، عبد المنعم أمين، محمد أنور السادات، جمال حماد، ولكن لم يتبقى على قيد الحياة من هؤلاء الابطال العظام سوى، خالد محيي الدين، وجمال حماد، بالاضافة الى بعض ابطال الصف الثانى اللذين لم ينتموا لمجلس قيادة الثورة.
خالد محيي الدين وصفه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر
خالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار، وكان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، حصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 ، ومن مواليد كفر شكر في محافظة القليوبية عام 1922 ، وكان عضو سابق في مجلس الشعب المصري، وهو مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي حتى اعتزاله العمل، وصفه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهات محيى الدين اليسارية.
تولى خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح ، وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970.
ونشر خالد محيي الدين مؤخرا مذكراته في كتاب بعنوان "الآن أتكلم"، وهو عبارة عن مذكرات حول حدث تاريخى هو ثورة يوليو، وينقسم الكتاب إلى 25 فصلا منها البدايات، عبد الناصر والإخوان، والخلاف على الزعامة، وغيرها من الفصول والأحداث، بالاضافة الى الكثير والجديربالمعرفة من أحداث متعلقة بتنظيم الضباط الأحرار، وليلة 23 يوليو، وجلسات مجلس قيادة الثورة، وكل ما هو ضرورى لتنشيط الذاكرة عندما يحين وقت تدوين المذكرات، ومن مؤلفاته ايضا الدين والاشتراكية.
وجاءت مذكرات خالد محيى الدين بعد ٤٠ عامًا من قيام الثورة، بصياغة الأستاذ الدكتور رفعت السعيد وتضمنت قدرًا كبيرًا من الأسرار، مثل: لماذا عارض عبدالناصر التقيد ببرنامج التنظيم، حقيقة العلاقة مع أمريكا، علاقة عبدالناصر وخالد محيى الدين بالإخوان وبالشيوعيين، وصلة السادات بالسفارة البريطانية.
فى السبعينات أسس خالد محيي الدين منبر اليسار بعد أن أعلن الرئيس السادات عن تأسيس المنابر السياسية، الوسط واليمين واليسار، قبل ان تتحول الى أحزاب سياسية ليؤسس محيي الدين حزب التجمع الوحدوى الديمقراطى 76 ويستمر به رئيس للحزب عام كان عضوا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الاخوان. واعتزل الحياه السياسية بعد اصابته بالمرض ويبلغ من العمر الأن 94 عاما
جمال حماد الذى لقب بمؤرخ الثورة
جمال حماد أحد المشاركين فى حركة الضباط الاحرار، وكتب البيان الأول لها، واسمه بالكامل محمود جمال الدين إبراهيم محمد حماد، ولد فى مدينة القاهرة فى 10 مايو سنة 1921 ، و والده هو الشيخ إبراهيم محمد حماد من قرية "شبرا ريس" بمركز شبراخيت محافظة البحيرة، وهو من خريجى الأزهر الشريف وكان يعمل مدرسا للغة العربية، فتعلم منه ابنه جمال علوم اللغة العربية والشعر والتاريخ.
التحق جمال حماد بعد حصوله على شهادة البكالوريا، بالكلية الحربي، وتخرج منها فى منتصف إبريل عام 1939 وكان من زملائه الذين تخرجوا معه فى نفس الدفعة كل من المشير عبدالحكيم عامر، وصلاح سالم، وصلاح نصر النجومى مدير المخابرات العامة الأسبق.
بدأ خدمته العسكرية في السودان ثم انتقل لمنطقة القناة ثم إلى الإسكندرية، تولى جمال حماد أركان حرب سلاح المشاة (قبل قيام ثورة يوليو) وكان برتبة صاغ (رائد)، وكان اللواء محمد نجيب مديراً لإدارة المشاة، وتعرف عليه عن قرب وازداد به وثوقا، فانضم فى هذه الفترة لتنظيم الضباط الأحرار عام 1950 عن طريق صديقه الصاغ أ.ح عبدالحكيم عامر، واشترك فى الفاعليات الأولى لثورة 23 يوليو 1952، وكتب بنفسه البيان الأول للثورة الذى ألقاه البكباشى أنور السادات صباح يوم 23 يوليو من مقر هيئة الإذاعة.
عارض اعتقال محمد نجيب ووضعه محددا إقامته في فيلا المرج ١٨ عاما وأوضح في كتبه ان لنجيب فضل في نجاح الحركه كضابط برتبه لواء معروف للشارع المصري وانه بدونه كانت نسبه الفشل ستكون أعلي لان الباقين شخصيات غير معروفه داخل مصر او خارجه، وبعد الإطاحة بمحمد نجيب أنتدب للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952 و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق، وعين محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965و 1968 ، ووضع اسمه على رأس قائمة الضباط الأحرار حينما صدر قرار جمهوري عام 1972.
أصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة، ومن مؤلفاته: معارك الإسلام الكبرى، غزوة بدر الكبرى، أعلام الصحابة، 22 يوليو أطول يوم من تاريخ مصر، الحكومة الخفية، من سيناء إلى الجولان، المعارك الحربية على الجبهة المصرية، غروب وشروق وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي، وثالثهم الشيطان وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.
شمس بدران من رجال الصف الثانى للثورة
شمس بدران يعتبر من رجال الصف الثانى للثورة، وكان وزير الحربية في عهد جمال عبد الناصر، وتمت محاكمته بتهمة تعذيب أفراد في جماعة الإخوان، وهو الآن يعيش في لندن بعد خروجه من مصر، ارتبط شمس بدران بالمشير عبد الحكيم عامر النائب الأول لرئيس الجمهورية، ونائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، بل إن العقيد شمس بدران انفرد أيضاً من بين رجال المشير بقربه من الرئيس جمال عبد الناصر حتي إن البعض قد بلغ به الشطط فاعتبر أن شمس بدران كان عيناً لعبدالناصر علي عامر، لذلك تم تعيينه وزيراً للحربية متجاوزاً مئات الأقدميات باعتبار ذلك تعييناً سياسياً لا يخضع لقواعد روتينية، وكان شمس بدران ذا شخصية مهابة يتمتع بنفوذ واسع داخل القوات المسلحة والمكاتب الرئاسية في الدولة حتي بدأت تنسج حوله القصص ويتحدث العامة عن دوره باعتباره واحداً من أكبر مراكز القوي مع منتصف ستينيات القرن الماضي عندما كان العصر الناصري يتجه بسرعة نحو حالة الارتباك التي مهدت لهزيمة يونيو 1967.
كما أن خزانته تضم من الأحاديث الكثير ، وكانت مكانة شمس بدران لدي المشير عبد الحكيم عامر قد بلغت درجة رشح فيها المشير مدير مكتبه السابق شمس بدران لكي يكون رئيساً للجمهورية إذا انسحب عبدالناصر وعامر معاً من المسرح السياسي بحكم مسؤوليتهما عن النكسة.