علاقة الإخوان بثورة 23 يوليو 1952 معروفة للجميع، فالتنظيم الذى سعى نحو استغلال الثورة فى الوصول إلى الحكم، وابتزاز الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكن الشعب رفضهم، واستطاع عبد الناصر القبض على أبرز قياداتهم، وتعد ذكرى ثورة 23 يوليو هى ذكرى سيئة بالنسبة للإخوان.
الإخوان والسلفيين تجاهلوا تماما الحديث حول الذكرى، أو تهنئة الشعب المصرى بها، فى الوقت الذى حرصت فيه القوى السياسية والأحزاب على تهنئة الشعب المصرى بهذه الذكرى التى تحتفل بها الدولة كل عام.
ويتذكر الإخوان جيدا هذا التاريخ، وهو يناير 1953 بعد صدور قانون حل الأحزاب فى مصر، حيث حضر لمجلس قيادة الثورة وفد من الإخوان ضم الصاغ صلاح شادى والمحامى منير الدولة ليقولا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إنه الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان، ولهذا فأنهم يجب أن يكونوا فى وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم، ليرفض عبد الناصر المطلب بدعوى أن الثورة ليست فى محنة أو أزمة لكنه سألهما عن المطلوب لاستمرار تأييدهم للثورة، فردا: "نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التى سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد"، ليرفض عبد الناصر الأمر قائلا: "لقد قلت للمرشد فى وقت سابق أن الثورة لا تقبل أى وصاية من الكنيسة أو ما شابهها، وأننى أكررها اليوم مرة أخرى".
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورتى 23 يوليو و30 يونيو استطاعتا أن تسقطا جماعة الإخوان، ولكن الفارق بينهما، أن الجماعة فى 23 يوليو 1952 حاولت السيطرة على الحكم، وأسقطها الشعب والجيش، ولكن فى 30 يونيو أسقطها الشعب من على حكم مصر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"انفراد" أن الشعب المصرى استطاع أن يعطى درسا لجماعة الإخوان خلال هاتين الثورتين، والجماعة استطاعت بعد 23 يوليو أن تعود فى السبعينيات، ولكن الآن بدأت تنجرف للعنف والسقوط الذى قد يؤدى إلى انهيارها بشكل كامل.
وفى السياق ذاته هنأ الربان عمر المختار صميدة، رئيس المجلس القومى للقبائل المصرية والعربية، الشعب المصرى والرئيس عبد الفتاح السيسى والفريق صدقى صبحى، وزير الدفاع، بمرور 64 عاما على ثورة الثالث والعشرين من يوليو، التى قام بها الضباط الأحرار بمساندة الشعب المصرى ضد الديكتاتورية والملكية، وكان لقيام الثورة نقطة هامة فى تاريخ مصر الحديث مثل ثورة 30 يونيو، التى كانت نقطة محورية فى تاريخ الثورات الشعبية التى قام بها الشعب المصرى.
وقال رئيس مجلس القبائل المصرية والعربية، فى بيان منذ قليل: "ثورة يوليو من أعظم الثورات التى قامت ليس فقط على مستوى مصر بل فى العالم كله، حيث قضت على الإقطاع والرأسمالية والاحتكار وإلغاء الطبقية بين فئات الشعب وإعلان الجمهورية، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من 70 عامًا على الاحتلال وتوحيد الجهود العربية، وإن الشعب المصرى معروف منذ الأزل بإصراره على النجاح والاستقلال، ولن يتأثر بأى محاولات لزعزعة استقرار بلاده، بل سيقف بجانب الرئيس والجيش ومؤسسات الدولة لحماية بلاده".
وأكد "صميدة"، أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو هى ثورات مكملة لثورة 23 يوليو، لأن الهدف منهم جميعا إيقاف الفساد وإصلاح الوطن، وهو ما نراه حاليا من قيادة مصر الحالية، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يعمل ليل نهار لتنمية وإصلاح الوطن.
كما هنأ حزب الدستورى الاجتماعى الحر، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصرى بالذكرى 64 لثورة 23 يوليو الخالدة، مؤكدًا أنها كانت بداية التحرر والاستقلال وتحقيق الديمقراطية والحرية والانتصار لإرادة الشعب المصرى، وتحويل مصر من الملكية إلى الجمهورية.
وقال محمد تيسير مطر، أمين لجنة الشباب، عضو الهيئة العليا للحزب فى بيان اليوم، السبت، إن أهداف ثورة يوليو كانت أهداف الشعب المصرى لذلك التف الشعب حول جيشه، مضيفا: "ثورة 25 يناير 2011 كانت استكمالا لثورة 23 يوليو، حيث كانتا لهما نفس الأهداف والشعارات وهى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ووقف الجيش المصرى بجانب شعبه وحقق رغبته كما حدث فى ثورة يوليو".
وأضاف "مطر" أن ثورة 23 يوليو من أعظم الثورات التى قامت ليس فقط على مستوى مصر بل فى العالم كله، حيث قضت على الإقطاع والرأسمالية والاحتكار وإلغاء الطبقية بين فئات الشعب وتطبيق العدالة الاجتماعية، وإعلان الجمهورية وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من 70 عامًا على الاحتلال وتوحيد الجهود العربية.