حصل "انفراد" على كواليس ومفاجآت جديدة فى قضية أخطر مافيا للاتجار بالأعضاء البشرية فى القاهرة، حيث أدلى الجناة باعترافات تفصيلية فى فيديوهات حصل "انفراد" على نسخة منها، حيث أكد الجناة أنهم استغلوا فقر المجنى عليهم وأغروهم بالمال لإقناعهم ببيع أعضائهم.
ننشر فيديو اعترافات أفراد شبكة مافيا تجارة... من طرف youm7
وتبين أن الصدفة وحدها هى التى اسقطت مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية، ففى قاع المدينة كمن سماسرة الأعضاء البشرية للبحث عن ضحايا جدد لهم، فالفقر والجهل كانا السببين الرئيسيين فى سقوط الضحايا فى طريق هؤلاء المجرمين من سماسرة وتجار الأعضاء البشرية بمنطقة "كفر الشرفا" بالمرج، عقب إلقاء القبض على سماسرة الأعضاء البشرية، بعد أن قامت الأهالى بإبلاغ رجال المباحث عن هذه الشبكة المشبوهة بسبب ارتيابهم فيهم لكثرة شجارهم مع بعضهم بسبب الخلاف على تقسيم المبالغ المالية حصيلة عمليات بيع الأعضاء المأخوذة من ضحاياهم الأبرياء.
"انفراد" التقى مع أهالى المنطقة الذين قاموا بضبط وتسليم المتهمين فى القضية إلى رجال الشرطة بقسم المرج، حيث تم الحصول على مقطع فيديو لاعترافات تفصيلية من قبل الضحايا، بالإضافة إلى اعترافات السماسرة المتورطين فى عملية جلب الأشخاص الذين يتم أخذ أعضائهم وبيعها والاتفاق معهم على مبلغ البيع.
البداية كانت مع محمود محمد الشهير بـ"كراشة" من أهالى المنطقة التى سقط بها أفراد التشكيل العصابى، والذى كشف له القدر ستر هذا التشكيل العصابى بمحض الصدفة، حيث أكد أن أفراد هذا التشكيل استأجروا شقة سكنية بأحد البيوت المجاورة لمنزله بالقرية منذ شهرين على الأقرب، مضيفا أنه خلال هذه الفترة ظهرت من هؤلاء الأشخاص عدة أمور جعلته يرتاب فى أمرهم، إلا إنه لم يستطع تحديد الأمر بشكل واضح.
وأضاف "كراشة" أنه يوم الواقعة سمع صوت مشادة كلامية فى الشارع فخرج كى يتضح الأمر، ففوجئ بأحد الأشخاص من الذين يترددون على هذه الشقة يستنجد به على اعتبار أنه من أقدم أهالى المنطقة، وكون عائلته من أكبر عائلات القرية، مضيفا أن الشخص الذى استنجد به أخبره أن هؤلاء الأشخاص قاموا بالنصب عليه فى مبلغ مالى كبير خلال أعمال تجارية بينهم، موضحا أنه فور تدخله قام أحد الأشخاص من السماسرة بالقفز من نافذة الشقة وفر هاربا، إلا أن شباب المنطقة قاموا بملاحقته والإمساك به، مشيرا إلى أن هذا الشخص اتضح أنه شقيق السمسار الذى يستقطب الضحايا، ومن ثم وضعهم فى هذه الشقة وتجهيزهم للعملية.
وأوضح "كراشة" أن جميع الأشخاص الذين عثروا عليهم فى الشقة هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ20 والــ30 عاما، مضيفا أن هؤلاء الشباب اعترفوا على السمسار وشقيقه بأنهما استقطباهم بغرض التبرع بالكلى مقابل مبلغ 15 ألف جنيه للفرد، مضيفا أن جميع هؤلاء الشباب اتضح أنه تم تجهيزهم للعملية بعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة لهم قبل إجراء العملية، لافتا إلى أن بعض هؤلاء الشباب تم إجراء العملية لهم دون أن يأخذوا المبلغ المتفق عليه وهو الأمر الذى فضح ستر هذا التشكيل العصابى.
واستكمل: أن الأهالى بعد أن حصلوا على اعترافات أفراد التشكيل العصابى والمجنى عليهم وتسجيل اعترافاتهم بالصوت والصورة حتى لا يقوموا بتغيرها أمام رجال الشرطة مرة أخرى، مضيفا أن الأهالى قاموا على الفور بإبلاغ رجال المباحث بقسم شرطة المرج حتى يتم ضبط باقى المتهمين، ومنع سقوط ضحايا آخرين فى أيدى هؤلاء المجرمين.
ويكشف مقطع الفيديو الذى حصل عليه "انفراد" لاعترافات أفراد التشكيل العصابى والمجنى عليهم، كواليس خطيرة عن هذه الشبكة التى تعمل على استقطاب الشباب الصغير والمتعثرين ماديا وإغرائهم بالمال مقابل التنازل عن أعضائهم البشرية سواء كانت "كلى أو فص كبد أو غيرها من الأعضاء"، بالإضافة إلى قيام هذا التشكيل العصابى باصطياد أطفال الشوارع بمنطقة رمسيس وإغرائهم بالمال مقابل التنازل عن أعضائهم، حيث كشف بعض المجنى عليهم أن أحد المجنى عليهم توفى خلال العملية بعد أن تم أخذ كليته، فما كان من الطبيب ومعاونيه من السماسرة إلا أن أخذوا جثته وتخلصوا منها فى مقابر السيدة زينب بإحدى المقابر المهجورة حتى لا يفتضح أمرهم.
وكشف أحد الشباب المجنى عليهم أن شخصا شهرته "مزيكا" هو من يستدرجهم ويقنعهم بفكرة بيع أعضائهم البشرية بمقابل مادى، موضحا أن هذا الشخص يستقطب ضحاياه من ميدان رمسيس، حيث يستهدف الشباب من عمر 16 عاما مستغلا حاجتهم المادية وإغرائهم بالمال، وأنه يصطحب ضحاياه إلى مستشفى بعين شمس، حيث يتصل بآخر يعمل بالمستشفى ويسهل الإجراءات والتحاليل تمهيدا لإجراء العملية فى مستشفى بالمعادى، مضيفا أنه بعد أن تتم العملية وأخذ "الكلى" يتم النصب على الضحية بعدم إعطائه المبلغ المتفق عليه.
بينما كشف ضحية أخرى عن مأساته بعد إجرائه العملية، حيث إنه بمجرد أن أفاق من "البينج" فوجئ بنفسه داخل شقة ولا يوجد معه أحد، مضيفا أن هذه الشقة كان أفراد التشكيل العصابى يستأجرونها منذ فترة، واستغلوها لإخفاء ضحاياهم، مشيرا إلى أن المتهمين استأجروا الشقة ببطاقة رقم قومى مزورة حتى لا تتضح هويتهم، لافتا إلى أنهم تركوه فى الشقة بمفرده واختفوا بعدها دون أن يحصل على باقى المبلغ المتفق عليه، موضحا أنه بمجرد تعافيه نسبيا ذهب إلى السمسار الذى استقطبه فى البداية وهدده بإبلاغ الشرطة حال عدم إعطاءه باقى المبلغ، مؤكدا أنه فور وصوله الشقة فوجئ بالأهالى تمسك به اعتقادا منهم أنه من ضمن أفراد العصابة، لافتا إلى أنه كشف بطنه للأهالى حتى تأكدوا أنه أحد الضحايا وليس من سماسرة الأعضاء البشرية.
فيما كشف آخر أنه منذ سلم للسمسار الذى اتفق معه على بيع كليته قام بإغماء عينه منذ البداية وحتى انتهاء العملية، مضيفا أنه عندما أفاق وجد نفسه ملقى فى أحد الشوارع بمنطقة السيدة زينب دون أن يأخذ شيئا من المبلغ المتفق عليه، موضحا أن هناك شخصا آخر يعمل فى أحد السجلات المدنية يزور بطاقات رقم قومى لسماسرة الأعضاء البشرية لاستخدامها فى تسهيل كافة الإجراءات القانونية اللازمة، لإنهاء إجراءات العملية بهدف عدم التعرف على شخصيتهم الحقيقية، بالإضافة إلى التهرب من المسائلة القانونية حال وفاة الضحية أثناء إجراء العملية.
بينما قال أحمد إسماعيل صاحب الشقة، إنه أجر شقته منذ عام للمتهم عبد الرحمن وشقيقه، وفى أحد الأيام سمع صوت ضجيج ومشادة كلامية بين المتهم وأحد الأشخاص يطالبه فيه بـ15 ألف جنيه ويتهمه بالنصب عليه.
وتابع: "علمت أن شقتى تستخدم فى تجارة الأعضاء وتجميع المواطنين من الفقراء لإقناعهم ببيع كليتهم فأبلغت الشرطة بالواقعة".
كواليس الواقعة، بدأت بورود بلاغ إلى قسم شرطة المرج من الأهالى بارتيابهم فى شقة سكنية وقهوجى يستقطب الشباب ويطالبهم ببيع أعضائهم البشرية، ودلت تحريات أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة إلى صحة البلاغ.
ووجهت مديرية أمن القاهرة حملة أمنية مكبرة، شارك فيها كافة قيادات المديرية بالتنسيق مع مباحث المرج بإشراف اللواء هشام العراقى، مدير مباحث العاصمة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط "سمسار" يبلغ من العمر 38 عاما، وبرفقته شخص آخر يساعد السمسار فى اختيار الشباب وإقناعهم بإتمام عملية بيع الأعضاء البشرية فى موعدها، وإتمام التحاليل اللازمة للعملية، كما تم ضبط 4 أشخاص داخل الشقة، ثبت بيعهم لأعضائهم البشرية إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على مستحقاتهم المادية المتفق عليها.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن عن مفاجآت من العيار الثقيل فى القضية، حيث جاء بالمحضر رقم 6532، أن "السمسار" الذى تم ضبطه يقنع الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 25 عاما، والذين يعملون أغلبهم باعة جائلين فى بيع المناديل وغيرها فى الطرق العامة، وتحديدا بمنطقة رمسيس والعتبة، ويتم إغراء الشباب ببيع أعضائهم البشرية مقابل منحهم 15 ألف جنيه مقابل "الكلى الواحدة".