يكون هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية على موعد خلال شهر يونيو الجارى، مع عدد من الظواهر الفلكية الهامة التى تزين سماء مصر ويرى بعضها بالعين المجردة.
الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، كشف أن الكرة الأرضية تشهد اليوم الأحد 4 يونيو، اكتمال قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة يشرق بعد غروب الشمس مباشرة فى هذا اليوم وتبلغ نسبة لمعانه 100 % ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس فى صباح اليوم التالى.
و يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا فى الفترة من 3 إلى 5 يونيو، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط فى استدارة قرص القمر بسهولة، ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم قمر الفراولة حيث يتزامن مع موسم حصاد الفراولة فى هذا الوقت من كل عام، كما يُعرف أيضا بقمر الزهور وقمر العسل.
علما بأن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
4 يونيو/ استطالة الزهرة
وفى هذا اليوم أيضا يصل كوكب الزهرة إلى أقصى استطالة شرقية له من الشمس تبلغ 45.4 درجة، وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة الزهرة وتصويره لأنه سيكون فى أعلى نقطة له فوق الأفق فى السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يبدأ الكوكب فى الغروب بحلول الساعة 11:00 مساءا تقريبا
10 يونيو/ القمر وزحل
أما فى يوم 10 يونيو، يقترن القمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) فى ذلك اليوم، حيث يشرقا فى الـ 1:10 صباحا، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة إلى أن يختفى من شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
11 يونيو/ عطارد والثريا
وفى 11 يونيو، يقترن كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية) مع الحشد النجمى Pleiades(الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية، والتى يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.
ويظهر هذا الحشد كعنقود بجوار نجم الدبران فى برج الثور، ويمكن رؤية هذا الاقتران فى الـ 4:50 صباحا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، ولكنه يختفى سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
13 - 16 يونيو/ الزهرة وخلية النحل
وخلال الفترة من 13- 16 يونيو، يقترن كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) مع الحشد النجمى خلية النحلBeehiveفى برج السرطان، وهو حشد نجمى مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ عمره 600 مليون سنة.
يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل فى تلك الفترة باستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير (لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة).. يبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 10:45 مساءا تقريبا..
14 يونيو/ القمر والمشتري
أما فى يوم 14 يونيو، يقترن القمر مع كوكب المشترى (أكبر كواكب المجموعة الشمسية) قبل شروق الشمس فى ذلك اليوم، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة فى السماء باتجاه الشرق فى الـ 3:20 صباحا تقريبا، ويترائى هذا المشهد إلى أن يختفى من شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
16 يونيو/ القمر والثريا
وفى 16 يونيو، يقترن القمر مع الحشد النجمى Pleiades(الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة فى السماء الشمالية، والتى يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض.
ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.
و يظهر هذا الحشد كعنقود بجوار نجم الدبران فى برج الثور، ويمكن رؤية هذا الاقتران فى الـ 4:30 صباحا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، ولكنه يختفى سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس..
16 - 17 يونيو/ القمر وعطارد وعين الثور
وخلال يومى 16 و17 يونيو، يقترن القمر مع كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية) ونجم الدبران (عين الثور) ألمع نجوم برج الثور فى هذه الفترة، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة فى الـ 5:00 صباحا تقريبا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، إلى أن يختفى هذا المشهد سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحى من جراء شروق الشمس.
18 يونيو/ محاق (ذو الحجة)
أما يوم 18 يونيو، لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجه المظلم أو ظله مواجها للأرض.
وتعتبر هذه الليلة هى أفضل الليالى الليلاء خلال الشهر عموما والتى يفضلها الفلكيون كثيرا حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
20 يونيو/ القمر وبولوكس
وفى يوم 20 يونيو، يقترن القمر مع النجم العملاق بولوكسPolluxفى برج الجوزاء/ التوأمان حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاوران فى السماء بعد غروب الشمس وعند دخول الليل إلى أن يبدأ غروب هذا المشهد فى الـ 9:50 مساءا تقريبا، وبولوكس هو نجم عملاق برتقالى اللون أكبر من الشمس بنحو ثلاثة أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
21 يونيو/ الانقلاب الصيفي
أما فى 21 يونيو، يحدث الانقلاب الصيفى فى هذا الوقت من العام، حيث يميل النصف الشمالى للكرة الأرضية نحو الشمس بأقصى درجة (23.5 درجة)، إذ تكون الأرض قد وصلت إلى ذروة مسافتها بُعدا عن الشمس فى نصف المدار، فتكون أشعتها عمودية على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالا.
وعند هذه النقطة ينقلب مسار حركة الأرض إلى النصف الثانى من المدار (وهو سبب تسميتها بنقطة الانقلاب)، ويعتبر هذا اليوم هو ذروة فصل الصيف فلكيا فى نصف الكرة الشمالى حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار فى السنة (14 ساعة تقريبا).
كما يبلغ ارتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض فى هذا الوقت أقصر ما يمكن، وعندما نقول ذروة فصل الصيف فهذا لا يعنى أبدا أنه أحر يوم فى السنة لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوى وكلها أمور تدخل فى نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض فى مدارها حول الشمس.
21 - 22 يونيو/ القمر والزهرة والمريخ وخلية النحل
وفى يومى 21 و22 يونيو، يقترن القمر مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر) والحشد النجمى خلية النحلBeehiveالواقع فى برج السرطان على بُعد 580 سنة ضوئية من الأرض، والذى يبلغ عمره 600 مليون سنة.
وهذا الاقتران الرباعى البديع يمكن مشاهدته باتجاه الغرب عند دخول الليل فى ذلك اليوم، علما بأن كوكبى الزهرة والمريخ يمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة، اما حشد خلية النحل فنظرا لصعوبة رؤيته بالعين المجردة، لذا يتطلب الأمر استخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 10:35 مساءا تقريبا.
وأكد الدكتور أشرف تادرس، أنه ليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك بل من التنجيم.. والتنجيم من العلوم الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه.. فلو كان التنجيم علما لكنا نحن الفلكيين أولى الناس بدراسته.
وأشار إلى أنه ليس هناك علاقة بين اصطفاف الكواكب وحدوث الزلازل، ولو كان ذلك صحيحا لتم ملاحظته من قبل الفلكيين منذ مئات السنين، مؤكدا أن الظواهر الفلكية مشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأوضح أن الظواهر الليلية ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا.