قال المخرج خالد يوسف إن 30 يونيو هو أعلى تجليات تجمع إرادات المصريين، وكما قال يوسف إدريس إن تجمع إرادات المصريين يجعل أجسادهم تفرز إكسيرا سحريا قادرا على صنع المعجزات.
وأضاف خالد يوسف، خلال استضافته مع الدكتور محمد الباز في برنامج "الشاهد" على شاشة "إكسترا نيوز"، أن وعيي بخطر الإخوان تكون منذ انتخابات الجامعة في الثمانينات، حيث كان هناك 3 متنافسين، الإخوان والحزب الوطني واليسار، وأنا كنت الاستثناء وفزت عليهم، وهنا بدأ الاشتباك مع الجماعة، فبدأت قراءة أدبيات الإخوان من رسائل البنا لكتب سيد قطب لأبي الأعلي المودودي وابن تيمية، وكل التيار الفكري المتطرف.
وأكد خالد يوسف أن أصل جماعة الإخوان قام على أن من دون الإخوان هو ليس مسلما، وكل ما يقال عن التعايش ودعاة لا قضاة هي ألاعيب سياسية، وعلاقتي بخالد محيي الدين أنارت لي العديد من الطرق، منها رأيه في الإخوان الذي كان قريبا من رأيي، لكنه كان يتعامل معهم في إطار سياسي فقط.
وأشار خالد يوسف إلى إنه كان عضوا في البرلمان الشعبي الذي تكون اعتراضا على تزوير انتخابات 2010، وكان معه القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وحين تشاور البرلمان بشأن النزول يوم 25 يناير، قال البلتاجي إن الإخوان لن تشارك.
وأضاف، أنه حين كتب عبد الحليم قنديل البيان، وذكر فيه اسم حسني مبارك، انتفض البلتاجي ورفض البيان وقال "احنا قولنا نشجع الشباب ومش هانشارك، لكن اسم الرئيس لا".
وتابع أن لديه مشاهدة للتاريخ من يوم 28 يناير، حين بدأ الكر والفر على كوبري الجلاء، بين المتظاهرين والشرطة، وفجأة وجد مجموعة موتسيكلات عليها شباب يحملون "مولتوف" ويلقون على الشرطة، ويحرقون سيارات الشرطة، ثم يختفون، وأجزم بنسبة 1000% أنهم من الإخوان، فلم يكن لدى مجموعات التظاهر السلمية أي نية أو اتفاق على العنف حتى لو تعرضنا للضرب بالرصاص.
وقال خالد يوسف إن صراعه مع الإخوان انتقال من انتخابات الجامعة ومجال السياسة إلى مجال الفن، وبدأوا يثيرون الجدل حوله بسبب فيلم ويجا.
وأضاف، أن الإخوان استغلوا مشهد الفنانة منة شلبي وهي ترتدي النقاب وتذهب لصديقها، ووصل الأمر إلى اتهامهم لي بإهانة رموز الإسلام وخروج عن الشريعة، واستفتوا بذلك مفتي الجمهورية وقتها الشيخ نصر فريد واصل.
وتابع أن قناة النيل الثقافية أقامت مناظرة بيني وبين الشيخ واصل، وقلت له إن اللص أحيانا يرتدي ثوب الضابط ليتخفى فيه، إذن هو يقر بشرف هذا الثوب، قال لي نعم، قلت له وكذلك نفس المشهد هي تقر بشرف هذا الثوب، فقال لي هذا منطق مقبول.
ولفت إلى أن الإخوان كانوا مواظبين على تفجير القضايا المفتعلة في وجهه لاستنزافه وتعطيله عن الإبداع، مضيفا أن بعض أقربائه كانوا من أعضاء الجماعة وكان يصطدم بهم في الانتخابات في كفر شكر، سواء حين كان يدير حملة خالد محيي الدين أو حين ترشح بنفسه.
وأكد المخرج خالد يوسف إن الإخوان كانوا يتصنعون اللطف في الميدان، بخاصة مع الفنانين، لأن السياسيين لم يكونوا مشهورين لكل الناس، بينما الفنان وجهه معروف.
وأضاف، أن عصام العريان طلبني ذات يوم للقاء مع خالد الصاوي، واستسمحونا بمنتهى التذلل أن نسمح ليوسف القرضاوي بالصلاة في الميدان ليختم حياته، فهم كانوا مدركين أننا لو رفضنا لن يتمكن من الدخول، والشعب كان أكثر من الإخوان في الميدان، عكس ما يشاع.
ولفت إلى أن الوحيد الذي رفض دخول القرضاوي للميدان هو الفنان أحمد عيد، وخرج معي للبلكونة، وقال إن هؤلاء الناس يريدون ركوب الثورة، ومشهد القرضاوي في الميدان يشبه مشهد الخميني في الثورة الإيرانية.
وقال إنه رأى بعينه نزول أعداد هائلة عصر يوم 28 يناير 2011، وهذه الأعداد يرى أنها كانت تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، لافتا إلى أن تحليله للأمر أن الإخوان نزلوا عندما رأوا المصريين في الشوارع بأعداد كبيرة، وفي هذه اللحظة فكروا في كيفية ركوب الثورة والسطو عليها.
وأضاف، أن الإخوان ركبوا الثورة بسبب سذاجة الثوار والقيادات السياسية، وتخطيط محكم منهم، مشيرا إلى أن الإخوان عندما نزلوا للميدان يوم 28 يناير كانوا لطفاء جدا بشكل مبالغ فيه مع رموز الحركة السياسية والفنية.
ولفت خالد يوسف، إلى أن عصام العريان تحدث معه يوم 28 يناير وطلب الجلوس معه ومع خالد الصاوي وعدد آخر من الفنانين والسياسيين، وخلال اللقاء طلب منه السماح بدخول يوسف القرضاوي للميدان، وأن يؤم المصلين يوم الجمعة، ووقتها قال لهم إن القرضاوي منفي طوال حياته، وأنه يريد أن يختم حياته، وأن يؤم المصلين.
وتابع: "من كلام الإخوان اللطيف معنا وافقنا جميعا على طلب عصام العريان، عدا الفنان أحمد عيد، الذي قال وقتها الإخوان جايين يركبوا الثورة، ووقتها قلت له ده راجل كبير".
وأوضح، أنه من أشد أعداء جماعة الإخوان على مدار تاريخها، ورغم ذلك بسبب أسلوبهم اللطيف استجاب لطلبهم، وهكذا استطاع الإخوان ركوب الثورة.