قضية لاعب منتخب المصارعة أحمد فؤاد بغدودة، تصلح نموذجا يمكن تطبيقه والاستفادة منه، لأطراف كثيرة، فقد كان هروب اللاعب إلى أوروبا جرس إنذار نبه كثيرين إلى موضوع متكرر بسبب تجاهل شكاوى وظروف اللاعبين فى أكثر من مجال، مما يدفعهم للإحباط أو السفر بحثا عن فرصة أفضل.
ومن دراسة ردود أفعال الجهات المختلفة يمكن التعرف على نقاط الخلل، ونقاط الإضاءة، عندما تم اكتشاف غياب اللاعب من تونس، قال الاتحاد المصرى للمصارعة، فى بيانه، إنه يدرس كل الإجراءات القانونية التى تحفظ جميع حقوقه فى هذا التصرف، وكان كل هم الاتحاد هو تبرير موقفه وتستيف أوراقه، ولم يفكر أى من أعضاء الاتحاد فى بحث حالة الشاب ومحاولة تفهمه، واللاعب حقق بطولة بالفعل وحصل على المركز الثانى فى وزن 63 كيلوجراما، فى إطار الاستعدادات لخوض دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024».
طبعًا الاتحاد كان يبحث فقط عن طريقة يبرر بها التجاهل والتعامل بلا مبالاة مع اللاعب بغدودة وغيره، لكن الدولة كان لها رأى آخر، فقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأكاديمية الوطنية للتدريب، إلى دعوة لاعب المصارعة أحمد فؤاد، لتلقى منحة للتدريب والتأهيل مع رعاية تامة له كموهبة رياضية مصرية واعدة.
إدارة الأكاديمية الوطنية للتدريب، تواصلت مع اللاعب أحمد فؤاد بغدودة، لتنفيذ توجيه الرئيس السيسى، وبالفعل خرج اللاعب ووجه الشكر للدولة والرئيس.
الواقع أن موضوع بغدودة كاشف عن نماذج مختلفة من الأبطال الرياضيين أو الموهوبين، الذين لا يجدون اهتماما من الاتحادات أو يجدون تجاهلا لمطالبهم، ومثل بغدودة هناك آخرون انتبهت لهم الدولة، وعلى مدى سنوات كانت تسعى لدعم الألعاب الفردية والفرق.
المطلوب أن تتحرك الاتحادات والجهات الإدارية للتعامل مع هذه الحالات، خاصة أن لديها المعلومات والتفاصيل، ودورها أن تتعامل بمسؤولية، وليست محاولة تبرير، وأن تترجم توجيهات ومبادرات الرئيس إلى واقع عملى، ونظام للتعامل مع هذه الحالات.
الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب، قالت إنه ستكون هناك برامج معينة لاختيار المواهب وفقا لمعايير دولية، وأن الأكاديمية تعمل على إعداد القيادات فى كل المجالات، لخلق شخصية مختلفة ومتفردة، وأنها سوف تطلق فى شهر سبتمبر أكاديمية تأهيل الموهوبين للوصول بهم للعالمية.
الرئيس السيسى أطلق أكثر من مبادرة لاكتشاف وتنمية المواهب، يفترض أن تلتقطها الجهات المختلفة، وهناك مبادرات مثل كابيتانو مصر، وهو أكبر برنامج لاكتشاف مواهب الكرة المصرية، من جميع محافظات الجمهورية، وتنتجه المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، ويعتبر أكبر برنامج لتحقيق حلم الشباب للعب فى أكبر الأندية واستغلال المواهب المهمشة.
الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أكد أنه تم تشكيل لجنة وزارية لبحث أزمة هروب اللاعب أحمد بغدودة من معسكر بعثة منتخب المصارعة فى تونس، خلال المشاركة فى فعاليات البطولة الأفريقية، وأنه تمت إحالة اتحاد المصارعة إلى النيابة العامة بشأن مسؤولية الاتحاد والظروف التى أدت إلى هروب اللاعب بهذا الشكل.وقال إن هذه الظاهرة كانت موجودة بنسب أكبر سابقًا، ولكنها قلت كثيرًا، وكشف الوزير عن وجود دعم للبرامج التخطيطية وموازنات الاتحادات واعتماد موازنة قدرها مليار ومائة مليون جنيه للإعداد لأولمبياد باريس من 2021 حتى 2024.
الوزير أشاد بالرياضيين الأبطال الذين رفضوا إغراءات خارجية، وقال إن هناك برامج توعية للأبطال بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية.
وبجانب التوعية، يجب أن تكون هناك قيادات متفهمة، وأن تكون هناك فى وزارة الشباب والرياضة لجان رصد تكون لديها القدرة على تفهم الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للاعبين، وبالفعل هناك أبطال خرجوا فى الألعاب الفردية والأولمبية والبارالمبية، وهناك دعم من الرئيس والذى لا يتأخر عن توفير الإمكانات وطرح المبادرات، ولو تصرف المسؤولون والتقطوا الخيط سوف تنتهى مشكلات بغدودة وغيره، وهناك حالات لأبطال يضطرون للعمل للإنفاق على تدريباتهم ولديهم احتياجات، يمكن توفيرها لضمان تفوق اللاعبين ودعمهم.
لقد كانت حالة بغدودة كاشفة لأن يتعلم المسؤولون فى الاتحادات من الرئيس، ليتحملوا مسؤوليتهم التى هى فى الأساس خدمة اللاعبين ورعاية المواهب والأبطال.