قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، إن حجم الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة بلغ 32 مليار جنيه في 2014، ووصل حاليا إلى 222 مليار جنيه، ما يدل على حجم الإنفاق الذى تم خلال الـ9 سنوات الماضية.
وأضاف الوزير، في كلمته خلال المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن 170 مليار جنيه هو حجم الاستثمار في القطاع الصحي من هذه القيمة، منوها في الوقت نفسه بأن المحددات الاجتماعية للمشروعات أثبتت تحسين الحياة الصحية للمواطن.
وتساءل "كيف يرى العالم تطوير القطاع الصحي، مستعرضا في ذلك مقالة نشرت بمجلة فوربس، والتي أشادت بتجربة مصر في التغلب على التهاب الكبد الوبائي وقارنت ما تم في مصر بما يتم في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أشارت المقالة إلى أن مصر تغلبت على فيروس سي، في حين لم تتمكن الولايات المتحدة من التغلب على هذا المرض رغم الإمكانيات الضخمة، مبينا أن ما تكلفته مصر في هذا الملف بلغ نحو 4 مليارات جنيه، في حين تحتاج الولايات المتحدة إلى 11 مليار دولار ومدة نحو 10 سنوات، أكثر من مصر للتغلب على المرض".
وتناول سؤالا طرحه على الروبوت من خلال " ChatGPT" عن الإصلاح الطبي في مصر منذ 2014 حتى الآن، وعرض البحث التطوير الذي تم من خلال تطوير المستشفيات والمرافق الصحية، ومنظومة التأمين الصحي الشامل التي بدأتها مصر في 6 محافظات والرعاية الأولية وتعزيز التكنولوجيا الصحية ودخولها في ميكنة كافة الإجراءات والبحث العلمي والتعليم الطبي ومبادرات تحسين الصحة العامة، والقوافل الطبية.
وأكد عبدالغفار تغلب قطاع الصحة على العديد من التحديات، ولكنها لا تزال كثيرة، مشيرا إلى العوائق والتحديات التي تقف أمام القطاع الصحي، والتي من ضمنها نقص التمويل والتوزيع غير العادل في الخدمات الجغرافية على مستوى المحافظات ونقص الكوادر الطبية مثل أي دولة على مستوى العالم.
وشدد على أن من بين التحديات الكبيرة التي تواجه العديد من القطاعات المختلفة في مصر، ومنها القطاع الصحي، هي الزيادة السكانية التي تتطلب زيادة متطلبات الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن التعداد السكاني وصل في أوائل يونيو الجاري طبقا للجهاز المركزي إلى 105 ملايين نسمة.
وأضاف وزير الصحة أن مصر تواجه تحديا ضخما في الوقت الذي تشهد فيه ولادة 5683 طفل كل 24 ساعة، موضحا أن الدولة المصرية تنفق الكثير من المليارات حتى توفر احتياجات الأطفال الجدد.
وأشار إلى ولادة حوالي 10 آلاف طفل جديد في مصر كل 40 ساعة مما يكلف الدولة مبالغ باهظة حتى توفر لهم احتياجاتهم الخاصة من أطقم طبية ووحدات رعاية صحية وفصول دراسية وجامعية وتطعيمات.
ألقى جون كاسييا مدير عام مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا ، كلمة خلال المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الثاني "صحة إفريقيا Africa Health ExCon"، أكد خلالها إيمانه بإمكانيات بلاده في المجال الطبي وبالدور المصري في إفريقيا .
وأعرب "كاسييا"، عن شكره للرئيس السيسي وللحكومة المصرية على تنظيمها فعاليات المؤتمر الطبي الإفريقي الثاني واهتمامهم بالقطاع الصحي الإفريقي.
وقال كاسييا "لقد عانينا الكثير من جائحة كورونا التي قتلت وحصدت المزيد من الأرواح، ولقد قمنا معا وجنبا إلى جنب بمواجهة فاعلة لهذا الفيروس".
وأضاف "نحن نعتبر المؤتمرات الطبية الإفريقية مهمة للغاية بالنسبة لنا لتنمية القطاع الطبي والتكنولوجي وخاصة في مجال إنتاج اللقاحات".
من جانبه، قال بهاء الدين زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، إن المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني يمثل منبرا يتلاقى فيه جميع الخبراء في مجال الرعاية الصحية من جميع دول العالم لتبادل الخبرات وعقد الصفقات والاطلاع على كل ما هو حديث في مجال الرعاية الصحية.
أضاف رئيس هيئة الشراء الموحد:"لقد كان لرعاية الرئيس السيسي بالمؤتمر الإفريقي الأول الدور الكبير في نجاحه مما كان له من عظيم الأثر على التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في المجال الطبي، كما سيكون لرعاية وتشريف الرئيس السيسي المؤتمر الثاني رسالة على حرص مصر على هذا التعاون مما ينعكس على رؤية إفريقيا 2063 في المجال الطبي" .
وعرض زيدان، تجربة الهيئة المصرية للشراء الموحد وما أنجزته من التكاليف الصادرة من قبل الرئيس السيسي بهذا الشأن، وقال إن "الرئيس السيسي كان قد كلفنا بسبعة تكليفات رئيسية وهي الحوكمة من خلال رقمنة عمليات الشراء والإمداد، وإنشاء منظومة إلكترونية موحدة، وتقييم الاحتياجات من خلال التكنولوجيا الطبية، وإدارة الأصول من الأجهزة والمعدات الطبية، واستدامة سلاسل الإمداد وتعزيز المخزون الاستراتيجي للدولة، وتوطين الصناعة، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي .
وأوضح أن الحوكمة تمت من خلال منصة حكومية قامت بها الهيئة لربط جميع مخازن الوحدات الصحية على مستوى القطاع الحكومي مع عمليات رقمنة للتوريد والشراء مما أدى إلى تكويد جميع المنتجات بالكود العالمي الموجود على المنصة.
بدوره، كشف الدكتور يواكيم مول، رئيس قسم طب وجراحة الأذن والأنف والحنجرة بجامعة ميونخ الألمانية، عن أهمية زراعة القوقعة التي تساعد على استعادة حاسة السمع، مشيرا إلى تصنيع جهاز فريد من نوعه يساعد الإنسان على استعادة حاسة السمع.
وأضاف الدكتور يواكيم مول: "مع زراعة القوقعة يستطيع المرضى المصابون بفقدان السمع أن يسمعوا أصوات الحياة من جديد ويكونوا جزء من المجتمع، ولذلك يعتبر ضرورة كبيرة في وقتنا الحالي".
وأكمل: "ولأننا نعيش في عالم يعتمد على مهارات التواصل تشير الدراسات إلى أنه في عام 2050 سيكون لدى كل واحد من 10 أشخاص فقدان سمع وسيعاني المريض من مضاعفاته، ويقدر ذلك بحوالي 700 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، لا يسمعون ولا يستطيعون التواصل، ووفقا لذلك أعلنت منظمة الصحة أن فقدان السمع من أهم المشكلات التي يواجهها العالم".
وأردف: "شهدنا تطورا كبيرا في مجال علاج فقدان السمع وخاصة زراعة القوقعة، وفي السنين الماضية رأينا أطفالا يأتون من مصر إلى ألمانيا لإجراء زراعة القوقعة، ولكن الآن القوقعة متوافرة في مصر، بفضل مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوصول ذلك التطور الطبي الحديث لمصر، ولذلك نود أن نشكر الرئيس السيسي جزيل الشكر على تلك المبادرة".