شهد الصراع بين روسيا وأكرانيا تطورات خطيرة خلال الأيام الماضية، فبعد تكثيف فى هجمات المسيرات من جانب كييف ووصولها إلى قلب روسيا، تم تفجير أحد السدود الهامة داخل أوكرانيا، الأمر الذى رأى البعض أنه ينذر بمرحلة جديدة من الحرب، خاصة فى ظل حديث عن هجوم مضاد طال انتظاره من قبل كييف.
وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن تفجير سد نوفا كاخوفكا فى أوكرانيا، الذى ألقت كييف مسئوليته على روسيا، ينقل الحرب بين البلدين إلى مرحلة جديدة.
وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ، قال إن تدمير سد نوفا كاخوفكا يؤكد أن القوات الروسية "يجب طردها من كل ركن من أركان الأراضى الأوكرانية".
وأكد زيلينسكى أنه "لا ينبغى ترك متر واحد لهم (الروس)، لأنهم يستخدمون كل متر للإرهاب، وتابع الرئيس الأوكرانى قائلا: لن يتمكن الإرهابيون من إيقاف أوكرانيا بالماء أو الصواريخ أو أى شىء آخر.
ونفى الكرملين مسئوليته، وقال إن أوكرانيا كانت وراء الانفجار الذى وقع فى محطة كاخوفسكا للطاقة الكهرومائية فى وقت مبكر اليوم الثلاثاء، حيث هدد سيل المياه بتشريد عشرات الآلاف من الناس وتجدد المخاوف على سلامة أكبر محطة للطاقة النووية فى أوروبا. وارتفعت أسعار القمح، فى حين أسفر انفجار أخر منفصل فى خط أنبيا للأمونيا إلى إغلاقه فى ظل الحرب التى أكدت ضعف البنية التحتية الرئيسية مع دخول القتال لمرحلة جديدة.
وأشارت الوكالة إلى أنه منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية والتى انطلقت فى فبراير 2022، كان ينظر إلى السد كهدف محتمل نظرا لأهميته الإستراتيجية. فهو يزود خزان التبريد لمحطة زابوريزيجيا النووية، ويغذى احتياطات المياه فى شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا فى عام 2014. وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى قد حذر فى أكتوبر الماضى من أن روسيا قامت بتلغيم السد وستفجره استباقا لأى هجوم يستهدف استعادة أوكرانيا للمناطق التى سيطرت عليها موسكو فى الشرق والجنوب.
وحملت أوكرانيا روسيا مسئولية تفجير السد العملاق وإطلاق ملايين الجالونات من المياه المتدفقة عبر الجنوب، مما يعقد القتال العنيف حيث تكثف قوات كييف هجومها المضاد لطرد قوات روسيا من الأراضى التى تسيطر عليها.
وفي السابق، حذرت كييف، من أن انهيار السد يمكن أن يطلق العنان لـ 18 مليون متر مكعب من المياه ويغرق خيرسون وعشرات المناطق الأخرى التي يعيش فيها مئات الآلاف من السكان، فضلا عن التهديد بإغراق منطقة قريبة من محطة الطاقة النووية، التي تحتلها روسيا.
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية أنرجوآتوم في بيان عبر تطبيق تليجرام إن تفجير السد "يمكن أن تكون له عواقب سلبية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية "، لكن الوضع في الوقت الحالي تحت السيطرة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز أن المسئولين الأمريكيين يرون مؤشرات على بدء الهجوم المضاد من قبل أوكرانيا على روسيا، مع زيادة هجمات كييف فى الآونة الأخيرة، وإن كانت لم تعترف رسميا بهذه الهجمات.
وكثفت القوات الأوكرانية ضربات المدفعية والهجمات البرية فى نشاط عسكرى يشير المسئولون الأمريكيون إلى أنه يمكن أن يشير إلى أن الهجوم المضاد الذى طال التخطيط له من قبل كييف ضد روسيا قد بدأ.
فالقتال الذى بدأ يوم الأحد، يندلع على عدة نقاط على الجبهات الأمامية، لكن أيضا اتجه نحو الشرق حيث توقع العديد من المحللين أن ينطلق الهجوم المضاد. وحتى لو كان قد بدأ فى هذه المنطقة الشرقية، فيقول الخبراء إن المعركة قد تسمح لقوات كييف بمحاولة إنجاز نفس الهدف، وهو الاتجاه إلى الجنوب نحو بحر آزوف وقطع الجسر البرى الذى يربط بين شبه جزية القرم وبر روسيا الرئيسى.