أزمات تحولت إلى إنجازات، وعشوائيات استطاعت ثورة 30 يونيو أن تحيلها إلى مشاريع حية تجسد "حياة كريمة" على كامل امتداد القطر المصري.. فما بين مشهد الميدان، ومشهد العمران، رحلة ممتدة عمرها 10 سنوات، رصدت الصحافة الغربية بدايتها بعبارات القلق، وكللت نهايتها بتقارير الاشادة وشهادات الاجادة.
رحلة استعادة الزمام داخليا وخارجيا، كللتها سلسلة نجاحات كانت محل اهتمام الصحافة العالمية بشكل واسع فى مجالات عدة حيث عملت دولة 30 يونيو على مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن كبداية لطريق من الإنجازات فى جميع الملفات الداخلية اهمهم حياة كريمة و100 مليون صحة، وفى الخارج كان للدبلوماسية المصرية دور مؤثر ظهر فى عدة مواقف كان ابرزهم استضافة قمة المناخ بشرم الشيخ COP 27 بحضور رؤساء وزعماء العالم.
زيارة إلى الماضى.. كيف رصدت صحافة العالم أجواء الثورة
فى 2013، كانت الصحف العالمية تراقب وترصد الوضع فى مصر وكيف سيتعامل الشعب المصرى مع الجماعة الإرهابية التى تسببت فى اضرار للبلاد على جميع المستويات، تنبئت "وول ستريت جورنال" الأمريكية بما سيحدث حيث اتخذت عنوان "الثورة مجددا" خلال رصدها لما يحدث فى ميادين القاهرة والمحافظات فى ذلك الوقت وقالت أن المواطنين المصريين عادوا للميادين مجددًا، وأصبحت مصر بأكملها فى حالة ثورة ضد قيادة الإخوان الفاشلة"، وأشارت إلى تهديدات لوح بها الرئيس المعزول ضد المصريين، معتبرة أن ذلك يعكس ضعف جماعته.
مجلة "فورين بوليسى" أشادت بالمتظاهرين الذين خرجوا إلى الميادين ، قائلة إن حجم المظاهرات المعارضة للإخوان تؤكد أن السياسة المصرية تقف على أعتاب تغيير حقيقى، وقالت إن البلاد لم تشهد من قبل يوما مثل 30 يونيو.
وأضافت أن الجماهير خرجت فى الذكرى الأولى لجلوس محمد مرسى على كرسى الحكم، ليبعثوا له برسالة واضحة، وهى أنه آن الأوان للرحيل عن السلطة، ووصفت المتظاهرين، أنهم خرجوا كالسيل والأمطار الغزيرة للشوارع والميادين، للاعتراض على الإخوان، وطالبوا منهم المغادرة والرحيل.
وتناولت موقف الإدارة الأمريكية، المتمثلة آنذاك فى الرئيس السابق باراك أوباما، وكيف كانت تلك الإدارة ضد للمتظاهرين، وأضافت أنه بالرغم من وجود خلافات فكرية بين المعارضين للإخوان، إلا أنهم توحدوا معًا فى كراهيتهم المشتركة للنظام الإخوانى، وقالت إن المصريين أبهروا العالم مجددا كما فعلوا فى ثورة 25 يناير 2011.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الاحتجاجات تخطت ثورة يناير، والجميع تاكد من فشل الإخوان، وما يحدث فى البلاد من مظاهرات هو توبيخ حاد للجماعة، وحديثها عن انتصاراتها فى الانتخابات، وقالت ويترز إن "مرسى" فشل فى كسب أى شخص خارج دائرته الانتخابية.
وقالت الإندبندنت البريطانية، إن الإخوان ومرسى الجالس على كرسى الحكم يواجهون ثورة جماهيرية حاشدة، وعلقت "لو فيجارو" الفرنسية على الاحداث قائلة إن الإخوان لا يعرفون الديمقراطية ومن السخف الدفاع عنهم.
مصر جديدة فى عيون صحافة العالم
وفى الذكرى العاشرة لـ30 يونيو، وقبلها بأسابيع، كانت مصر حاضرة على صفحات كبريات الصحف العالمية، ليس بعبارات قلق، وليس بتقارير تبث سموم الخوف، وإنما بقوائم لا تنتهى من رصد الإنجازات.
ففى تقرير لها قبل أسابيع، أشادت مجلة فوربس الأمريكية بـ تجربة مصر في القضاء علي فيروس سي - مرض التهاب الكبد الوبائى، مشيرة فى تقرير مطول إلى أن الدولة المصرية استطاعت على التفوق على الولايات المتحدة فى هذا المجال.
وفى تقريرها، قالت فوربس إنه وقبل 3 سنوات كان لدى مصر والولايات المتحدة نفس العدد تقريبًا من الأشخاص المصابين التهاب الكبد الوبائى سى وكان المرض فى مصر أعلى بثلاث إلى أربع مرات للفرد منه فى الولايات المتحدة، واليوم الوضع مختلف جدا. حيث تم اعتماد مصر من قبل منظمة الصحة العالمية لتكون خالية فعليًا من المرض، ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تتحمل نفس العبء على الرغم من امتلاكها الموارد اللازمة للقضاء على التهاب الكبد الوبائى سي.
وأشاد التقرير ببرنامج 100 مليون صحة الذى اطلقته الدولة المصرية للقضاء على المرض فى جميع انحاء البلاد، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة "ربما" تفتقد تلك المبادئ، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية الحالية إلى وضع خطة بقيمة 11 مليار دولار للقضاء على فيروس سى فى غضون 5 سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن 100 مليون صحة لم تفحص فقط جميع السكان الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا بحثًا عن التهاب الكبد C، ولكن أيضًا لمرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
كما قدمت الخدمة الوطنية للصحة العامة فى مصر علاجًا مجانيًا لمرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والاستشارات المجانية للسمنة، لا يسعنا إلا أن نأمل أن تحقق الولايات المتحدة كفاءة مماثلة فى فحص الأمراض مثل فحص النساء لسرطان الثدى وعنق الرحم.
وقارنت فوربس الوضع فى الولايات المتحدة متسائلة، لماذا يحتاج البرنامج خمس سنوات و11 مليار دولار؟ يجب أن يصل عدد سكان برنامج الولايات المتحدة إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد سكان مصر ليحتاج تلك المدة، وقالت على عكس مصر، لا يوجد فى الولايات المتحدة خدمة صحية وطنية ونتيجة لذلك، لا يوجد بروتوكول موحد لمراقبة وتحديد وعلاج التهاب الكبد سي. والسكان غير مدركين لحالة العدوى لديهم حتى يحدث تلف كبدى حاد لا رجعة فيه فى كثير من الأحيان.
واقتصاديا، أشاد تقرير لمجموعة أوكسفورد بيزنس العالمية بـالاقتصاد المصري، مؤكدة أن المشروعات الضخمة والتشريعات الجريئة ورفع كفاءة البنية التحتية فى مصر، ساعدت كثيرا على ضمان معدل نمو إيجابى خلال فترة الظهور الأول لوباء كورونا عالميا، برغم حالة عدم اليقين التى كانت سائدة على صعيد الاقتصاد العالمي.
وذكر التقرير أن التوسع الديموغرافى أدى للحاجة إلى البنية التحتية مما خلق طلبًا كبيرًا على الطرق والسكك الحديدية والمرافق، فضلًا عن الإسكان الجديد والمرافق الحكومية، وهو ما نفذته الدولة المصرية.
وأشار التقرير إلى أنه منذ أوائل عام 2022، أدت عواقب الحرب الروسية فى أوكرانيا إلى زيادة التركيز على الأمن الغذائى وأمن الطاقة، وكلاهما سيتم تعزيزه من خلال مشاريع الزراعة والطاقة الرئيسية الجارية بالفعل، حيث يكمن فى جوهرها الابتكار والتطوير المصممان لتعزيز المرونة على المدى القصير ودعم النمو طويل الأجل فى الاقتصاد الأوسع.