تتزامن الأحداث السياسية التى تعصف بالنظام التركى، وقمع الرئيس التركى لحركة الجيش التى نهضت من أجل الحرية والديمقراطية، هجوما من قبل الأبواق الإعلامية التى فتحها أردوغان للجماعات الإرهابية ضد مصر، سعيا من جانبه لتصدير الأزمة الداخلية التى يعيشها نظامه إلى الخارج، والفرار للتغطية على حملات القمع والتنكيل التى يشنها ضد مؤسسات الدولة والمواطنين الأتراك لاسيما المؤسسة العسكرية.
وکشفت المعارضة التركية أن القنوات الإخوانية الممولة من قبل النظام التركى تحت إمرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وقال تورجوت أوغلو المحلل السياسى التركى المعارض إن أردوغان هو من يعطى الإذن لقنوات الإخوان التى دشنها لهم داخل تركيا بالهجوم على مصر، مشيرا إلى أن الرئيس التركى يلعب بالجماعة الإرهابية.
وأضاف أوغلو "لـ "انفراد"" فى تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن القنوات التى يدشنها أردوغان للإخوان سواء إخوان سوريا أو مصر هى قنوات رسمية تتبع الحكومة، يتم استغلالها لمهاجمة المعارضة التركية وحركة المعارض التركى فتح الله جولن.
وصرح المحلل السياسى التركى، بأن أردوغان يلعب بالشرق الأوسط ويمنح إشارة للإخوان لمهاجمة خصومه، ويتكلم بلسان داعش.
وقال إن الهدف من تلك القنوات والحملة الإعلامية التى تشنها على مصر هو تحريض الشعب المصرى ليسير على خطى أنصاره مع الجيش التركى.
وأشار تورجوت إلى أن المعارضة فى تركيا لا يمكن لها أن تنزل الشارع طالما أن الشارع ممتلئ بدواعش يحموا أردوغان، حتى أنهم قاموا بمظاهرة أمام منزله ورفعوا لافتات مكتوب عليها أن "أردوغان أهم من الرسول" وهو شئ خطير.
ولفت إلى أن المعارضة التركية منزعجة من إنفاق أردوغان أموال الشعب على القنوات التى دشنها للإخوان.
وصرح بأن الجيش التركى يريد أن ينتقم من أردوغان لكنه منتظر الفرصة مضيفا أن "ربما بعد 6 أشهر أو سنة على أقصى تقدير تكون هناك حركة جديدة لإزاحة أردوغان".
وأشار تورجت إلى الفساد المتفشى فى حكومة أردوغان وعلاقات الرئيس التركى بتنظيم داعش الإرهابى، مضيفا أن الشعب غاضب جدا من هذا ومن الممكن أن يخرج فى ثورة شعبية، لكن المعارضة تتخذ احتياطها ولا تنزل الشوارع الآن كى لا تقوم حرب أهلية.
من جانبه قال فائق بولنت المحلل السياسى التركى المعارض، أن قنوات الإخوان تستغل الفرصة للدعايا ضد مصر ونشر الشائعات، وتريد أن تقيس ما حدث فى تركيا بمصر.
وأضاف أن القنوات الممولة من قبل الحكومة التركية تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد، مشيرا إلى أن موقف الحكومة التركية من مصر معروف.
ولفت المحلل التركى إلى أن الأيدلوجية التى توحد مواقف الحزب الحاكم فى تركيا العدالة والتنمية والإخوان هى التى تجعل هذه القنوات والعاملين فيها تشن الهجوم على مصر.
وحول مطالبة الرئيس التركى بتسليم المعارض التركى فتح الله جولن واستضافة تركيا للجماعة الإرهابية قال بولنت، أن هناك ازدواجية كبيرة ليست فى تركيا فحسب بل فى كل الدول لاستغلال المواقف، ولا تلتزم بالقواعد والأعراف الدولية.
وأشار إلى أن التسليم شئ صعب جدا ولن يكون سريعا، مضيفا أن الدوائر الأمريكية غير مقتنعة بالأدلة التركية لأنها سياسية وليست قضائية.
وحول الإخوان الذين تستضيفهم تركيا على أراضيها، قال إنه على مصر إعطاء أردوغان نموذج جولن، وأن تقوم بالمطالبة بتسليم الإخوان الهاربين لديها.
وحول الاحتقان التى يشهدها المجتمع التركى على خلفية تصاعد الاعتقالات فى صفوف الجيش والمؤسسات الحكومية، قال إن ذلك من الممكن أن يدفع الجيش لإزاحة نظامه لكنه ليس الآن، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية تحاول أن تسيطر على كل مجالات الحياة وهيكلة الجيش وإنشاء مرة أخرى، وقد تكون هناك حركة جديدة فى المستقبل البعيد.