بشهادة عالمية، حققت مصر انجازا كبيرا فى القضاء على فيروس سى، بفضل مبادرة 100 مليون صحة التى تبنتها القيادة السياسية، والرئيس السيسى.. فقد استطاعت مصر أن تقضى على فيروس سى فى فترة زمنية قصيرة واستطاعت أن تقوم بمسح شامل لـ 60 مليون مصرى، خلال مبادرة وصفوها بأنها كانت مبادرة قوية ومنظمة بل وتاريخية سيسجلها التاريخ، وباعتراف منظمة الصحة العالمية استطاعت مصر فى فترة وجيزة أن تقضى على فيروس سى.
وأعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، إن منظمة الصحة العالمية ستعلن خلو مصر من فيروس سى الشهر المقبل، وستقام احتفالية كبيرة فى سبتمبر المقبل لإعلان مصر خلوها من فيروس سى بعد أن كانت من أعلى معدلات الإصابة بالفيروس.
وأضاف، "حاليا أصبحت مصر صفر إصابات، حيث تم التغلب على 93% من عدد الحالات، وأصبحت مصر أول دولة على مستوى العالم ستعلن خلوها من فيروس سي، وحاليا نعالج حالات التليف وسرطان الكبد بأعلى التقنيات والأدوية الحديثة، وهذا يدل على اهتمام الدول المصرية بالمريض المصرى".
وقال لـ"انفراد" إن مصر أصبحت لها خبرة كبيرة للتعامل مع فيروس سى، وتجربتها تدرس فى الدول الأفريقية، وعلى مستوى شرق أوروبا بل والعالم أجمع، مضيفا :" وهذا يعنى أن الدعم السياسي من الرئيس وبالإرادة السياسية استطعنا أن نحقق حلم كنا نحلم به من 15 سنة، وتم توفير الأدوية ليس للمريض المصري فقط، ولكن يتم إعطاء أدوية فيروس لأفريقيا، حيث أن الدواء تم توفيره بأسعار أقل بكثير من الأسعار العالمية، مما جعل العلاج متاح لجميع المرضى، وأصبح هناك بعد أفريقي لمساعدة الدول الأفريقية وقمنا بتدريب كوادر هناك وأرسلنا الكثير من الأدوية لعلاج المرضى، ولازلنا نرسل أدوية لشرق آسيا ولعدد آخر من الدول الأوروبية.
وقال وزير الصحة، إننا نتعاون فى مجال العلاج والتشخيص، مؤكدا أننا تعلمنا من جائحة كورونا أننا لابد أن نشارك التقنيات والأدوية بعد أن شاهدنا مدى عدم العدالة فى توزيع لقاحات كورونا وكانت كل دولة تبحث عن توفير لقاحات كورونا لنفسها فقط، وهذا ما تعلمناه هو أن القدرات الطبية لابد أن نتعاون ونشاركها مع دول العالم وخاصة أفريقيا.
من جانبها علقت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن مصر ستكون من أوائل الدول على مستوى العالم التي سيتم إعلان خلوها من فيروس "سي" خلال أيام.
وأضافت القصير فى تصريحات لـ"انفراد" ، إن مصر تقدمت بأوراقها للإعلان عن خلوها من فيروس "سي" لمنظمة الصحة العالمية، ونعمل يدًا بيد مع وزارة الصحة لاستيفاء كل الشروط والمتطلبات وسد كل الفجوات بأسرع وقت حتى نعلنها خالية من فيروس سي في أقرب وقت.
وأوضحت، إن الحكومة المصرية بشكل عام، ووزارة الصحة بشكل خاص، عملت بشكل كبير ومكثف خلال الفترة الماضية حتى تصبح مصر خالية من فيروس سي من خلال المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" التي أشاد بها العالم.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن خلال افتتاح المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الثاني، عن أنه خلال الأسابيع المقبلة سيتم إعلان خلو مصر من فيروس "سي" وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
من جانبها قالت الدكتورة رنا الحجة مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، نائب مدير المكتب الإقليمى لشرق المتوسط، إن مصر أحرزت نجاحا كبيرا مصر خلال حملة 100 مليون صحة، موضحة أن هذا الإنجاز كان له مردود على أفريقيا والعالم.
وقالت، إن الدروس التى تعلمناها مهمة جدا لأن مصر فى الوقت الحالى فى طريقها لاستئصال فيروس سى نهائيا بعد حملة 100 مليون صحة، موضحة، إن العلاج الذى تم تقديمه للمرضى كان له مردود على العالم لأن مصر كانت من أعلى معدلات العالم فى مجال الإصابة بفيروس سي حاليا أصبحت أول دولة بالعالم تقضى على الفيروس.
وأضافت، نحن فى طريقنا حاليا وبالتعاون مع وزارة الصحة لإصدار شهادة من المنظمة لمصر، باستئصال فيروس سى، وهو يتطلب تأكيد البيانات، ونحن نقدم الدعم التقنى لمصر ومنطقة شرق المتوسط للقضاء على آفة فيروس سى.
وأضافت، أن تجربة مصر هى تجربة عالمية حيث إن حملة 100 مليون صحة قامت بفحص 60 مليون شخص، وكانت منظمة جدا، ولديها نظام قوى من البيانات، مشيرة إلى أن الشخص الذى كان يثبت إصابته بفيروس سى يتم علاجه على الفور، موضحة، إن التجربة المصرية كانت ناجحة لها وللعالم.
وأكد الدكتور عادل العدوى وزير الصحة الأسبق، فى تصريحت لـ"انفراد"إن تجربة مصر للقضاء على فيروس سى تجربة تاريخية، لأن التحدى كان كبيرا جدا للنظام الصحى في مصر، وطبعا مع نهاية عام 2014 تم إجازة أحد العقاقير الفعالة في علاج فيروس سى، وكان العقار مشكلته إنه مرتفع الثمن جدا، وكان كورس العلاج يتكلف حوالى 84 ألف دولار، وكان هذا يمثل تحديا كبيرا جدا لمصر، لأنها كانت أكبر دولة في العالم تعانى من فيروس سى، ينتج عنه تليف وأورام بالكبد، ويتحول المرضى إلى عمليات زرع كبد مكلفة جدا مما يعطل الطاقة الإنتاجية لكثير من المرضى .
وأوضح، إن المسح الذى أجرى عام 2014 أثبت أن مصر فيها حوالى 9% نسبة تفشى لفيروس سى في الفئة العمرية من 15 إلى 59 سنة، وهى الفئة المنتجة، وكان هذا يمثل عبئا كبيرا حيث كان يوجد ملايين من المرضى ومحتاجين لكمية كبيرة من العلاج وهذا كان غير كافيا لهم، لأن خطوط انتاج الشركة المنتجة لم تكن كافية لسد الاحتياجات بالإضافة إلى ارتفاع سعره، والذى لا يقدر عليه اقتصاد أى دولة.
وأكد، إن استخدام قانون حماية الملكية للشركات المصرية مكنها من إنتاج العقار المصرى، والذى أدى إلى انتشار مراكز العلاج، وزادت من 26 مركزا إلى حوالى 52 مركزا، ثم تضاعف هذا العدد، حتى نستطيع أن نغطى الجمهورية.
وأضاف، إنه كان الحلم الذى يراود القيادة السياسية منذ أن تولى الرئيس السيسي مقاليد الأمور في عام 2014، إنه متى يأتى اليوم الذى تعلن مصر خالية من فيروس سى، وهذا كان حلم كبير يراودنا وكان صعب المنال تحقيقه، وأن تبدأ في علاج وباء مثل فيروس سى، وان تعلن عن خطوات ناجحة ونصل إلى اعلان القضاء على المرض بالكامل كان سيستغرق عشرات السنين، موضحا، إننا تمكنا في غضون فترة زمنية قصيرة فى عرف النظم الصحية تعتبر فترة قياسية منذ خطة العلاج منذ عام 2014 وخلال 5 سنوات من بداية المنظومة، وهو يعتبر فترة قياسية ومنذ بداية المنظومة بدأت تلوح بالأفق أن المرض سيتلاشى حتى أعلن الرئيس أنه سيتم إعلان مصر خالية من فيروس سى باعتراف منظمة الصحة العالمية.
وقال، القضاء على فيروس سى هو حلم كبير ودروس مستفادة هدفنا أن ننقل هذه التجربة إلى القارة الأفريقية من منطلق مسئوليتنا وحرص مصر أن يكون دروها محورى فى القارة الأفريقية، ولابد أن نضع نصب أعيننا الإجراءات الوقائية لأن حقبة الفيروسات بدأت مع فيروس كورونا، ومادامت بدأت هذه الحقبة، فسيكون هناك تهديدات كثيرة جدا، وأن يأتى فيروس جديد فى أى وقت، لذلك فان الإجراءات الاحترازية والوقائية مهمة جدا واستعداد النظم الصحية لمواجهة أى مخاطر.
وقال الدكتور عادل العدوى، إنه يجب أن نرصد نكتشف الحالات ومكافحة العدوى ومنع وسائل انتقال الفيروسات التى تنتقل عن طريق الدم والمحور لاى فيروس جديد، وتوفير العلاج ومتابعة حالة المرضى بعد تلقيهم العلاج، وإتباع الإجراءات الاحترازية لمنع نشر العدوى.