قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه ذات يوم وقت حكم الإخوان فوجئ باتصال من المطار يخبره بأن هناك شحنة قادمة باسم دار الإفتاء المصرية.
وأضاف خلال حواره ببرنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، الجمعة، أنه أرسل مندوبًا لاستلامها وعندما أحضرها وجد عليها رئاسة الجمهورية بين قوسين.
وأكد أنه من باب البروتوكول لم يفتحها، واتصل بالرقم الذي أخذه من رئيس ديوان مرسي ووجده خطأ فعاود الاتصال على الرقم القديم، فمحمد رفاعة الطهطاوي، رئيس الديوان رد عليه وقتها وأخبره عن الشحنة فطلب منه إرسالها لهم.
وأوضح أنه حتى الآن لا يعلم ماذا كان داخل هذه الشحنة وما هو الشيء الغريب الذي كان فيها.
وقال ، إن رفضه الانضمام إلى جماعة الإخوان يستند إلى أرضية شرعية وفقهية، ومعه الدليل على ذلك، ولم يستطع الإخوان الرد على هذا الدليل.
وأضاف الدكتور علي جمعة، "عندما رفضت الانضمام إلى جماعة الإخوان، قالوا لي وهل يجوز أن نترك المسلمين هكذا دون جماعة، فقلت لهم ومن أخبركم بأن المسلمين بلا جماعة، فالجيش المصري هو جماعة تحارب العدو تحت راية ليست عمومية، لكن الإخوان تحارب تحت راية عمومية لا نعرف مصدر تمويلها ولا أين اتجاهكم ولا من تحاربون".
وتابع:" لكن الجيش المصري عندما يحارب العدو دفاعًا عن الأوطان فهذا شيء واضح ومعروف من أين جاء بسلاحه، لكن الإخوان لا ندري عنهم شيئًا، والرسول صلى الله عليه وسلم نهانا أن نحارب تحت راية العمومية.. وكان هذا موقفي من جماعة الإخوان منذ أن كنت في العشرين من عمري".
وكشف مفتي الجمهورية الأسبق، عن شهادته بشأن ثورة 30 يونيو، إنه لم يكن لدي قناعة بقدرة الإخوان على الاستمرار في الحكم.
وأضاف أنه تلقى في ليلة إعلان النتيجة أن أحمد شفيق قد فاز، وكان الحرس الجمهوري، قد انتقل بالفعل إلى منزل أحمد شفيق، لكن فجأة عند إعلان النتيجة من المستشار المشرف على الانتخابات أن محمد مرسي هو الفائز، وكانت نتيجة تبين عدم رضا الشعب عن هذه الحالة، لأن نسبة التصويت كانت متقاربة.
وأشار إلى أن النسب التي حصل عليها مرسي بالانتخابات الرئاسية تشير إلى أن الشعب غير راضٍ على هذا الحال.
ولفت الدكتور علي جمعة، إلى إنه تلقى اتصالا من اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق قبل عزل محمد مرسي واتفق معه على تأسيس تيار وطني.
وأضاف: "اتصل بي وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين، وقال لي إنه يريد أن يقوم بعمل شىء لمصر في هذه المرحلة، وتم الاتفاق على عمل شىء يسمي التيار الوطني، ولا يكون منطويا تحت حزب أو تيار سياسي معين، ولكن يكون تيار وطني، وكوني مستقل محب للوطن، وانضم إلينا مجموعة كبيرة تحت اسم "مصر بلدي"، وكان تعبيرا عن اللحظة والحالة التي يعيشها المجتمع المصري".
وأشار إلى أنه تم انضمام مجموعة من النخبة للتيار، وتم اختياري الأمين العام للتيار، وبدأ يتنامى بشكل غريب، ليدل على أن إرادة الشعب ألقيت في قلبه إلقاءً، وكان هناك زحام في كل فعاليات التيار في كل ربوع الوطن، وكان مطلبنا 3 استحقاقات "الرئاسة والبرلمان والدستور".
وأوضح أنه في اللحظة الفارقة التي اجتمع فيها رموز الوطن وسلبوا الولاية من جماعة الإخوان ومن الرئيس المزعوم، وأعطوها لرئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور ليديرها وكان قد أحسن الإدارة حيث كان قاضياً يحكم بين الناس ولم يقف بضدية ضد أحد حتى الإخوان الذين أفسدوا في الأرض، موضحًا أن أن المستشار عدلي منصور أحسن إدارة البلاد.
وقال مفتى الجمهورية سابقا، أن الإخوان كانوا يتعاملون بطريقة متعالية بصورة كبيرة، حيث كانوا يرفضون إدراك الواقع، اضطهدوا رجال الدين والعلماء، خيبوا آمال السلف الصالح، ونظرا للطريقة الغير آدمية التى تعامل بها الإخوان بعد وصولهم للحكم أخاب الله أمالهم جميعا.
وأكد الدكتور على جمعة، أن الجيش المصرى ملتحم التحاما شديدا بالشعب المصرى، الجيش المصرى ليس مرتزقة، بل هو من أبناء الوطن، ويعمل لمصلحة الوطن والمواطن، الجيش المصرى يقوم بدراسة أزماته السابقة حتى لا يتم الوقوع فيها مرة أخرى، والدليل على ذلك نجاح الجيش فى حرب أكتوبر بعد النكسة.
وأضاف فى حديثه، أن الإخوان المسلمون عندما أتى مرسى لإلقاء اليمين فى جامعة القاهرة حدثت منهم مواقف لا يستطيع أحد أن ينكرها، معبرا:" البلتاجى قفل على عدد من الإخوان اللذين هتفوا ضد الجيش، وكان بيشتم فيهم، وعندما قررت الدخول فعل حركة بيده أظهرت ما بقلبه، وأذن لى بالدخول بغير ترحيب، وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب لم يجد له مكان فى القاعة فقرر المغادرة، وهذه المؤشرات كانت خير دليل على فشل هذا النظام".
وأشار إلى، أن جماعة الإخوان لديهم فشل وخلل فى العاطفة بصورة واضحة، وكام المنصب هو الهدف الأسمى لديهم دون النظر للوطن أو المواطن.