واصلت أسعار الذهب فى مصرانخفاضها هذا الأسبوع ليتراجع الذهب فى الأسواق حوالى 80 جنيها، حيث انخفض جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر مبيعا وتداولا فى الأسواق من 2330 جنيها للجرام إلى 2250 جنيها للجرام بانخفاض بلغت نسبته 3.4% بسبب انخفاض ملحوظ فى الطلب على الذهب مع تلاشى المخاوف فى الأسواق من خفض قريب الجنيه
وأشار التقرير الفنى لجولد بيليون إلى أن الطلب القوى على الذهب تراجع بعد أن شهد المعدن الأصفر تراجع تدريجى منذ ما يزيد عن 3 أسابيع، والآن تشهد أسواق الذهب طلب متوسط وهو ما دفع تسعير الذهب فى مصر إلى العودة للتوافق مع التسعير العالمى إلى حد كبير.
تراجع أسعار الذهب الذى شاهدناه هذا الأسبوع يرجع إلى عدد من العوامل فى السوق المحلى ساهمت فى هذا بالإضافة بالطبع إلى التغيرات فى السوق العالمى، وكان من بين أسباب هبوط الذهب ما أعلنته مصلحة الجمارك المصرية عن دخول 194 كيلو جرام من الذهب بصحبة الوافدين من الخارج خلال الشهر الأول من مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية باستثناء ضريبة القيمة المضافة 14% على المصنعية.
التوقعات تشير إلى زيادة الواردات خلال أشهر الصيف بسبب تزايد إعداد الوافدين من الخارج خلال موسم الإجازات الصيفية وهو ما قد يزيد من المعروض من الذهب خلال الفترة القادمة، ليساهم هذا فى دعم المعروض المحلى لمواجهة الطلب المرتفع على السبائك والعملات الذهبية.
العديد من المشاركين فى سوق الذهب ينتظرون المزيد من الهبوط فى مستويات الأسعار قبل العودة إلى الشراء من جديد، هذا بالإضافة إلى لجوء البعض إلى بيع الذهب بعد أن اشتروه عند مستويات مرتفعة خلال الفترة الماضية خوفًا منهم استمرار الأسعار فى التراجع وبالتالى تزايد خسائرهم.
ماذا ينتظر أسواق الذهب عالميًا؟
البنك الفيدرالى أكد أن البيانات الاقتصادية ستكون لها الكلمة الأولى فى تحديد قراره القادم بشأن أسعار الفائدة، وهو ما سيجعل تأثير البيانات مرتفع للغاية على الأسواق خلال الفترة القادمة وحتى اجتماع البنك القادم.
الذهب يقترب من انفجار سعرى بعد التحركات العرضية التى استمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وقد تساهم البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكى فى تحديد الحركة القادمة للذهب، ففى حالة أظهرت بيانات التضخم المزيد من التراجع وصاحب هذا ضعف فى بيانات قطاع العمالة، فسيكون هذا مؤشر على استجابة الاقتصاد الأمريكى للتشديد النقدي.
فى هذا الحالة سنشهد ارتفاع كبير فى أسعار الذهب قد يصل به لمستويات الـ 2000 دولار للأونصة لأن البنك الفيدرالى قد لا يحتاج وقتها لمزيد من التشديد النقدى، فالأسواق خلقت فجوة بين توقعاتها وتوقعات البنك الفيدرالى ووضح عدم التزام الأسواق بتوقعات الفيدرالى فى حركة الذهب الأخيرة بعد أن رفض التفاعل مع توقعات رفع الفائدة مرتين خلال هذا العام التى أشار إليها الفيدرالي.
فى حالة هبوط أسعار الذهب إذا عاد التضخم إلى الارتفاع أو تزايدت عمليات خلق الوظائف الجديدة، سيكون هناك منطقة دعم قوية بين 1880 – 1900 دولار للأونصة قد نشهد الذهب عند هذه المستويات.
أهم الأحداث الأسبوع القادم
ينتظرنا عدد من الأحداث الهامة خلال الأسبوع القادم وعلى رأسها شهادة رئيس البنك الفيدرالى جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكى على يومين، والتى سيتعرض خلالها إلى الحديث عن توقعات التضخم وقطاع العمالة، بالإضافة إلى معرفة وضع القطاع المصرفى ومدى تأثير عمليات التشديد النقدى عليه.
هذا بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالى ستساهم بشكل كبير فى معرفة توجهات أعضاء البنك بالنسبة للسياسة النقدية وسيكون لهذه التصريحات تفاعل كبير فى الأسواق.
وبالطبع أى بيانات متعلقة بالتضخم أو قطاع العمالة ستكون هى الحدث الأهم فى الأسوق، ومنها بيانات إعانات البطالة الأسبوعية التى تصدر يوم الخميس من كل أسبوع.
لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر ارتفاع الطلب على عقود بيع الذهب
أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذى يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهى فى 13 يونيو، عودة الطلب للارتفاع على عقود بيع الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 5282 عقد بينما انخفض الطلب على عقود شراء الذهب أيضًا مقارنة مع التقرير السابق بواقع 10150 عقد.
اظهر التقرير أيضًا ارتفاع إجمالى قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 244 أمر تداول بينما وصلت أوامر التداول على عقود بيع الذهب إلى 171 أمر تداول.
البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر عودة لارتفاع الطلب على عقود البيع مجددًا وهو ما يعكس التذبذب الأخير فى أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضى، وذلك فى ظل التضارب فى توقعات الأسواق قبل اجتماع الفيدرالي.
نظرة على الاستثمارات غير المباشرة للذهب
استمر أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب فى التذبذب خلال الأسبوع الماضى حيث يستمر التحرك العرضى منذ 4 أسابيع وذلك فى ظل تغير مستمر فى الطلب على الذهب وعدم وضوح توجه المعدن النفيس خلال الفترة الماضية.
صندوق SPDR الاستثمار للذهب والذى يعد أكبر صندوق عالمى من حيث إجمالى الأصول التى تصل إلى 60 مليار دولار شهد انخفاض فى أداؤه خلال الأسبوع الماضى ليستمر فى التذبذب للأسبوع الرابع على التوالى، ولكنه سجل ارتفاع بنسبة 7.23% منذ عام وحتى الآن.
من جهة أخرى شهدت أسهم شركات التعدين والذهب ارتفاع ملحوظ خلال الأسبوع الماضى وذلك بعد نجاح الذهب فى التعافى على حساب ضعف الدولار الأمريكى، بالإضافة إلى عدم تأثره سلبًا بشكل كبير من نتائج اجتماع البنك الفيدرالي.
وبشكل عام تشهد أسواق الأسهم الأمريكية اقبال كبير فى عودة للإقبال على المخاطرة وهو ما ساعد أسهم شركات الذهب فى الاستفادة من هذا التوجه.
شركة نيومونت للذهب تصنف الأولى عالميًا باحتياطى من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة فى إحصاء ديسمبر الماضي. وقد ارتفع السهم بنسبة 6% تقريبًا خلال الأسبوع الماضى وسجل أعلى مستوياته فى 4 أسابيع.