قالت الروائية والكاتبة الصحفية الدكتورة لميس جابر، إنها لم تنزل ميدان التحرير خلال 25 يناير 2011، لأنها شعرت أن الموضوع مزيف من اللحظة الأولى.
وأضافت خلال استضافتها في برنامج الشاهد مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أن ابنها كان ينزل الميدان ثم توقف في رابع يوم، وحين سألته عن السبب أخبرها أنه ذهب فوجد الميدان محاطا بالملتحين.
ولفتت إلى أن 25 يناير 2011 تعتبر طليعة الطابور، أن تفتح الطريق أمام مخطط الإخوان، مؤكدة أن يوم فوز مرسي بالرئاسة كان أسود أيام حياتها.
وذكرت أنها كانت تنتظر خسارة مرسي، وحين أعلن خبر فوزه، أصابها صمت مطبق لمدة ساعة تجمدت فيها، ثم انفجرت في بكاء مرير، وقلت لهم "البلد راحت"، لأني أعرف تاريخهم السيئ جيدا، هذا الرجل لا يمكن أن يكون رئيسا.
وقالت لميس جابر، إنها لم تكن متخيلة خطورة الإخوان في مصر، حتى يوم الجمعة 28 يناير 2011، حين نزلت الشارع ووجدت عددا من الناس يسيرون بأسلحة بيضاء وجنازير، وهناك محلات هوجمت عدا محلين، ففهمت لماذا هاجمت الجماعة محلات بعينها.
وأضافت أن سلوك العنف لدى الإخوان لا يوجد به إبداع منذ الأربعينيات، أول عربية مفخخة كانت أمام بيت النحاس باشا رئيس وزراء مصر السابق، ومحاولة أخرى لاغتيال النحاس بدراجات بخارية ورشاشات أمام بيته.
ولفتت إلى أن أول قميص ناسف جاء في اعترافات محمود عبد اللطيف، وهو سباك من إمبابة، المتهم باغتيال عبد الناصر في المنشية، وحين سألوه أن يصف القميص، قال هو مليء بالديناميت، وخشيت أن أرتديه، فمشهد 28 يناير 2011 لا يختلف عن تاريخهم.
وأشارت الروائية والكاتبة الصحفية، إلى إنها توقعت سقوط الإخوان بعد شهر واحد من تولي مرسي الحكم، وتراهنت مع زوجها الفنان يحيى الفخراني أن هذه الجماعة لن تكمل عاما واحدا في مصر.
وأضافت أنها حين وجدت تراكم القمامة في الشوارع كالجبال، أدركت أن هذه الجماعة لا تعرف كيف تدير البلد، فدولة بحجم مصر من الإسكندرية لأسوان لا يمكنهم إدارتها.
ولفتت إلى أنها من اليوم الأول لوصولهم للحكم شنت عليهم حملة ضخمة في الجرائد والإذاعة، وكتبت له مقال "لم الزبالة يا مرسي" وتعرضت لمضايقات نتيجة ذلك، وتم وقف مقالاتي في عدد من الصحف حتى استقبلت جريدة الفجر مقالاتي.
قالت لميس جابر، إنها تعرضت لتهديد واضح بشكل مباشر من الإخوان، ونشروا لها صورا وهي تقف أمام محل، وأخبروها أنها على قائمة الاغتيالات، لم تخف منهم لكنها خافت على أسرتها وأحفادها، وأنها لم تكن تتخيل أن عدد استمارات تمرد سيتحول إلى مواطنين يمكنهم النزول للمظاهرات.
ولفتت إلى أنها اضطرت للسفر يوم 30 يونيو لمشاركة زوجها الفنان يحيى الفخراني في رحلة علاج إلى لندن، وفوجئت وهي في لندن أن "بي بي سي" نقلت مشهد الحشد يوم 30 يونيو وقالت إن المتظاهرين وصلوا 30 مليونا.
وأوضحت أنها قررت العودة لمصر فورا، ويوم 1 يوليو كانت موجودة في ميدان الاتحادية، وأيقنت أن وصول الإخوان للحكم كان تجربة مهمة للمصريين، لأنهم كان هناك مصريون لا يعرفون تاريخ الإخوان الحقيقي.
وقالت إن مشهد 3 يوليو كان نتيجة نزول المواطنين في الشوارع، ولم يكن الجيش الذي استدعاه الشعب ليتمكن من إنقاذ الوطن دون أن يكون الشعب كله خلفه، في حالة تلاحم حقيقية.
وأضافت أنها كانت على يقين أن مرسي لن يوافق على انتخابات مبكرة، ولن يوافق على الاستقالة، وكانت تخشى من حشد الإخوان لو أجريت انتخابات مبكرة.
ولفتت إلى أن أسرتها التفت حول التلفزيون لمشاهدة بيان 3 يوليو، وحين قال وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي قرار تعطيل الدستور، قفز يحيى الفخراني من مجلسه فرحا، وأخرج مسدسه وأطلق النيران في الهواء من الفرحة، في تعبير فطري.
وذكرت أنها عاشت أياما كانت تبكي فيها خوفا على مصر بسبب وجود الإخوان، كانت تخشى من تقسيم مصر، كان تخشى من خريطة الشرق الأوسط الجديدة، وأن هؤلاء هم الذين سيقسمون مصر، لأنهم يعتبرون الوطن حفنة تراب عفن.
وقالت لميس جابر، إن حماية الذاكرة الوطنية من الاختراق أمر مهم جدا، فقد عاش الكثيرون سنوات طويلة يتخيلون أن محاولة اغتيال عبد الناصر مجرد لعبة، ويحاولون إقناعنا بذلك عبر الخلايا النائمة.
وأضافت أن المجتمع يحتاج تكثيفا من شرح تاريخ مصر والذاكرة الوطنية، عبر الإعلام والمسلسلات، التذكير بمساوئ الإخوان كثيرا، مثل حملة حتى لا ننسى.
ولفتت إلى أن الإخوان لا ينتهون، فبعد إعدام سيد قطب هرب الإخوان خارج مصر، وظلوا يحشدون أموالا وأفرادا، حتى عادوا لمصر، وفوجئت أن النادي الثقافي أصبح نادي عمر بن الخطاب، والجامعة ملأت جلاليب، وهذا خطأ تراجيدي من السادات.
وذكرت أن أي شخص يحاول أن يدس السم باعتباره ينتقد ظروف البلد هو ينمتي للإخوان، أنا أتحدث أحيانا عن أخطاء في البلد، لكني أعرف كيف أتحدث، فمصر أولا وأخيرا بلدي، لا بد أن تنتبه الناس لذلك.