كل زيارة للعراق تكشف عن تقدم للأمام فى طريق الاستقرار والأمن، وأثناء حضورنا لاحتفالات نقابة الصحفيين العراقيين بالعيد الوطنى الـ154 للصحافة العراقية، بالعاصمة بغداد، مع وفد من الإعلاميين والصحفيين المصريين، ووفود من دول عربية شقيقة، أهم ما لفت نظرنا هو حجم التطور الذى يشهده العراق فى مستوى الأمن والاستقرار وحركة الإعمار، ومدى رغبة العراقيين فى تخطى سنوات صعبة والتقدم نحو مستقبل يناسب وضع العراق وقدراته.
الاحتفال بعيد الصحافة تم بحضور المهندس محمد شيَّاع السودانى، رئيس الوزراء العراقى، ووزراء الثقافة والإعلام ونقباء الصحفيين العرب.. رئيس الوزراء العراقى قال إن الصحافة العراقية كانت شاهدة على التحولات السياسية والاجتماعية، واستطاعت أن تتجاوز كل المحن التى مرت بها، وقدم الصحفيون مع باقى فئات الشعب تضحيات عظيمة، مؤكدا أن الحكومة تتعامل مع الصحافة على أنها فاعل وشريك مهم فى كثير من الملفات.
وقال الكاتب الصحفى مؤيد اللامى، رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين، إن الاحتفال بعيد الصحافة العراقية فرصة طيبة لإبراز مستقبل البلاد، وأن جميع محافظات العراق تشارك فى الاحتفال بعيد الصحافة العراقية من خلال تقديم الموروثات الاجتماعية والثقافية المختلفة، موجها التحية لعائلات شهداء الصحافة العراقية الذين واجهوا داعش.
الواقع أن الاحتفال ضمن فعاليات كثيرة تشهدها العاصمة بغداد، لتأكيد عودة الحياة الطبيعية، والرغبة فى إتاحة الفرصة لنقل الصورة الحالية، بما يتيح المجال لمشاهدة الواقع المفتوح للتعاون ومجالات الاستثمار فى العراق.
وقد أشرت إلى أن لدى الأشقاء فى العراق الرغبة فى إتاحة فرص الاستثمار وإعادة الإعمار بشكل يسمح بالتوسع وتعويض سنوات الحرب ومواجهة الإرهاب، وأن العراق لديه فرص للتعاون ومجالات للاستثمار.
وهو أمر تحدث عنه رئيس الوزراء العراقى أثناء زيارته لمصر الأسبوع الماضى، وفى زياراته السابقة ولقاءاته مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، حيث أكد أن هناك مجالات متعددة للتعاون مع الشركات المصرية الخاصة ومع الحكومة.
وقد تم توقيع 11 مذكرة تفاهم، وقال رئيس وزراء العراق إن هناك توافقا بشأن أهمية متابعة تنفيذ ما يتم توقيعه من اتفاقات ومذكرات تفاهم، وأن حكومته تتبنى برنامجا اقتصاديا طموحا ساهم فى فتح المجال أمام الاستثمار فى مختلف القطاعات، وهناك فرصة أمام القطاع الخاص المصرى، لخلق شراكات مع القطاع الخاص العراقى، المدعوم من الدولة، خاصة مع وجود تجربة مصرية عمرانية وإمكانيات الشركات المصرية، والتى لها الأولوية لتكون مع شقيقاتها من الجانب العراقى للاستثمار والاستفادة من فرص الأعمال الموجودة.
ولفت السودانى، إلى أن العراق يستقبل وفودا استثمارية من كل دول العالم، لكن الفرصة متاحة أمام الشركات المصرية لما لها من تجربة بجانب العلاقات التى تربط بين المصريين والعراقيين وتجعل التعامل أسهل، إلى جانب ما يشهده العراق من الاستقرار السياسى والاقتصادى والمجتمعى.
والواقع أن كل زائر للعراق يلمس حالة الاستقرار، وهناك ثقة ومشاعر طيبة من العراقيين تجاه مصر، وقوة العلاقات الشعبية والرسمية بين مصر والعراق، وإعجاب بالتجربة التنموية والعمرانية المصرية فى العمران والمدن الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تثير إعجاب كل زائر لمصر.
والواقع أن العراق يحتاج كل جهد صادق مع استعداد للتعاون مع مصر على أرضية من الثقة، والأمر يعود بالنفع على كل الأطراف، مع وجود ثقة متبادلة ومتابعة لمذكرات التفاهم والاتفاقات التى يتم عقدها، وأن تواصل اللجنة العليا بين البلدين عملها مراعاة للوقت وحاجات كل طرف.
والواقع أن الأيادى الممدودة بين مصر والعراق، يمكن أن تنتج تعاونا يصب لصالح الطرفين، بالطبع هناك مصالح اقتصادية تعود على الطرفين، ثم أن عودة العراق لمكانته تعزز الدور الإقليمى الفاعل، وتصب لصالح دور إقليمى وتوازن تحققه عودة العراق لوضعه الاقتصادى ودوره السياسى، من هنا يركز الرئيس السيسى على دعم استقرار الدولة الوطنية فى العراق وقيام المؤسسات بدورها.
ولذا قال المهندس محمد شياع السودانى، أثناء زيارته لمصر، إن العراق يطرح مبادرات وحلولا وفرصا سياسية واقتصادية، تعود بالمنفعة على دول المنطقة والعالم، وأن العلاقات الاستراتيجية المحورية بين بلاده ومصر سوف تعزز هذا الدور وتساهم فى استعادة فاعلية هذا المحور المؤثر عربيا وإقليميا ودوليا، جنبا إلى جنب مع التعاون الثلاثى مع الأشقاء فى المملكة الأردنية الهاشمية.
كل هذه التفاصيل تدعم أهمية السير فى طريق التعاون، وإتاحة الفرصة لتقديم معلومات عما هو متاح من فرص واستثمارات فى العراق، وما يمكن أن يتوفر لدى مصر من خطوات ومشروعات تناسب حاجات الأشقاء، وهو أمر يساهم فى دفع العلاقات للأمام وتحقيق مصالح الطرفين.