محمد سلماوي: توقعت في رواية "أجنحة الفراشة" تغير الحياة في مصر بسبب التكنولوجيا
قال الكاتب والروائي محمد سلماوي، إنه توقع في روايته التي بعنوان "أجنحة الفراشة"، أن الحياة في مصر ستتغير بسبب ثورة التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، وأن الجيش سينحاز لصف الشعب.
وأضاف خلال استضافته في برنامج "الشاهد" مع الدكتور محمد الباز على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الكثير من الصحفيين أخبروه أنه الوحيد الذي لم يفاجأ بما حدث في ميدان التحرير 2011، لأنه سبق وتوقع ذلك في روايته، لكنه قال إنه كان أكثر دهشة، لأنه كان يكتب خيالا لم يتوقع حدوثه.
وأوضح أنه لم يتوقع ركوب الإخوان للحالة التي حدثت في يناير 2011، واعتبر أن هذا قصورا في تخيله، لأنه حين تسقط النظام سيكون البديل هو التنظيم الجاهز، خصوصا مع تغلغلهم في المجتمع عبر خدماتهم التي كانوا يستترون خلفها، واشتهارهم بين الناس بـ"الناس بتوع ربنا"، وقد أثبتت التجربة العكس تماما، أنهم ليسوا "بتوع ربنا"، بل رأينا استبدادا وعنفا وفوضى لم تشهدها البلاد من قبل.
وذكر أن الشعب كان أكثر وعيا من الكاتب صاحب النبوءة، لأنه لا يمكن في أقصى درجات التخيل أن يتمكن الشعب من إسقاط الإخوان في عام واحد، رغم الثقة في سقوطهم عاجلا أو آجلا.
وقال محمد سلماوي، إنه أيقن بسقوط الإخوان بعد وصولهم للحكم، بخاصة بعد عدائهم للثقافة ورفضهم للهوية الوطنية، ومحاولة استبدال هوية عامة بالهوية الوطنية.
وأضاف أن كلمة "طز في مصر" التي قالها الإخوان كانت جملة فارقة جدا معه، لأنها عبرت بطريقة شعبية جدا عن أهم فلسفة للإخوان.
وذكر أنه التقى بمحمد مرسي في جلسة واحدة خلال مناقشات اختيار لجنة تأسيس الدستور، وكان ممتعضا وانسحب، ومرة أخرى بعد أن أصبح رئيسا وكنت رئيس اتحاد الكتاب، وطلب اللقاء بالمثقفين، وطلب مني الجلوس بجواره ليستميل المثقفين، وأعلن عن وجود مجلس رئاسي ورئيس وزراء يتفق عليه الجميع، لكن هذه الأوهام تساقط بسرعة شديدة.
ولفت الكاتب والروائي محمد سلماوي، إلى أن جون كيري وقت أن كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي، زار مصر زيارة مفاجئة بعد أن أعلن الإخوان عدم ترشحهم للرئاسة، واجتمع بمكتب الإرشاد.
وأضاف أن موقف الإخوان تغير تماما بعد اجتماع كيري، وبدلا من امتناعهم عن الترشح للرئاسة رشحوا اثنين، خيرت الشاطر ومحمد مرسي.
وتابع أنه يبدو أنهم حصلوا على تأييد أمريكي بدعمهم خلال توليهم الحكم، وحين التقيت جون كيري على هامش مؤتمر بعد ذلك بسنوات، سألته عن حقيقة ما حدث، فقال إن أمريكا كانت ترى أن الإخوان قوة كبيرة، ووصولها للحكم يضمن استقرار مصر.
وأكد أن وصول الإخوان للرئاسة خسرهم كثيرا، لأنهم لم يكن لديهم أدوات للتعامل مع مشكلات دولة بحجم مصر في ذلك الوقت، في أسوأ ظروف تمر بها مصر، وعكس خطابهم بوجود كوادر لديهم في كل التخصصات، انشكف مدى ضعفهم، وخيرت الشاطر اعترف أنه لا يوجد برنامج نهضة أو غيره.
وقال محمد سلماوي، إنه فوجئ خلال عمله في جريدة الأهرام وقت حكم الإخوان، أنه صدر قرار بسحب سيارته الخاصة، ومن أبلغني به هو مدير الجراج، حيث كان هناك تقليد بتخصيص سيارة لكبار الكتاب، ولم ألتفت إلى أنها محاولة "تطفيش".
وأضاف أن مدير المبنى أخبره بوجود تعيينات جديدة وهناك احتياج لمكتبه في الأهرام، فأخلى مكتبه في هدوء وبدأ يكتب من البيت.
وأوضح أنهم لم يكتفوا بذلك، فحولوا مقاله للنزول كل أسبوعين، وحين لم أتأثر، أبلغني مدير صفحة الرأي أن هناك قرارا بعدم نشر مقالاتي، لأنه صدر قرار بأن من ينشر في الأهرام لا يمكن أن ينشر في أي مكان آخر، وأصبحت خارج الأهرام، وكنت أفضل بعد أن أقضي 50 عاما في الأهرام أن يكون هناك ولو جواب شكر، وهذا أثر في شخصيا.
وذكر أنه حين تواصل مع الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل، وقص عليه ما حدث، أخبره هيكل أنه هذا شيء متوقع، "أنت تعارض الإخوان ماذا تنتظر أن يفعلوا بك، يعينوك رئيس تحرير؟".
وأكد سلماوي، أن الإخوان كانوا على يقين أن الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل كان أحد أسباب انهيار حكمهم، وحين أشعلوا النار في منزله في برقاش كانت لديهم معلومات أنه موجود هناك.
وأضاف أن الإخوان لم يكتفوا بالاستحواذ على الصحافة، بل حاولوا اختراق الوسط الثقافي، وكان الإخوان في كل النقابات وسيطروا عليها، لكن اتحاد الكتاب كان له وضع مختلف، لأن أفكار الإخوان بعيدة تماما عن تكوين الأديب والفنان.
ولفت إلى أنه اكتشف اكتشافا صادما، بعد إعلان مرسي الدستوري الذي رسخ ديكتاتوريته، أن عددا من أعضاء مجلس اتحاد الكتاب اعترضوا على إصدار بيان يرفض الإعلان، وأيدوا الإعلان، ورغم أن البيان خرج بتصويت الأغلبية، فإن وجود ولو 3 مع الإخوان في المجلس كان صادما لي.
وأوضح أنه حزن حزنا شديدا حين وجد جريدة أخبار الأدب، التي تعتبر إحدى أدوات القوى الناعمة المصرية، والتي يعتبر أي كاتب نفسه تحقق لمجرد النشر فيها، وأسسها جمال الغيطاني، يتصدرها وجه خيرت الشاطر غير الثقافي وغير الأدبي.