لازالت الشرطة الألمانية تبحث عن دوافع عملية القتل الجماعى التى قام بها هذا المراهق ذو الأصول الإيرانية على ديفيد سنبلى، والذى يعمل والده كسائق أجرة وتعمل أمه بسوبر ماركت واللذين هاجرا للبلاد فى التسعينيات من القرن الماضى، بعدما قالت وزارة الداخلية إنه لا دليل على أسباب إرهابية للجريمة ولكن توجد قرائن على مرضه النفسى وهوسه بالقتل الجماعى، بحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الأحد.
مضايقات منهجية واكتئاب حاد
ففى مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، قال سنبلى، 18 عاما، لأحد الأشخاص فى شرفة قريبة بعدما قام بمعظم عمليات القتل فى مركز تجارى بميونيخ يوم السبت: "لقد تعرضت للمضايقات لسبع سنوات بسببكم.. والآن كان على أن أشترى سلاح لإطلاق النار عليكم"، بينما سبه الرجل بلفظ خارج ناعتًا إياه بالأجنبى، ولكن سنبلى قال له إنه ألمانى وولد فى ألمانيا، بحسب ترجمة الإندبندنت.
وكان سنبلى هدفًا لظاهرة المضايقات المنهجية بمدرسته وهدد بالانتقام من معذبيه وخضع مسبقًا لعلاج نفسى بسبب الاكتئاب الحاد وليس له سوابق إجرامية، بل كان ضحية سرقة فى 2010 وضرب فى 2012، طبقًا للصحيفة البريطانية.
وقالت الصحيفة إنه تم العثور على جثة المراهق بعد ساعتين ونصف من الحادث فى شارع جانبى على بعد نصف ميل من مسرح الجريمة وتبين أنه أطلق النار على نفسه، ولكن خلال هذه المدة، انتشرت الشائعات المثيرة للذعر بأنه ستحدث المزيد من الهجمات وهناك المزيد من الإرهابيين وأن سنبلى طليق فى شبكة المترو، كما قام اليمينيون فى ألمانيا وغيرها بإلقاء اللائمة على المستشارة أنجيلا ميركل وسياساتها التى سمحت لآلاف اللاجئين من سوريا وغيرها من الدول الإسلامية بالإقامة فى ألمانيا.
أقوال جيران سنبلى وشهود العيان
وأضافت الإندبندنت أن زملاء لسنبلى قالوا إنه كان يضع صورة لبريفيك على تطبيق واتساب، وقال وزير الداخلية الألمانى توماس ديميزير أن سنبلى قام بالبحث عن معلومات عن الهجوم فى النرويج وعن هجوم آخر فى 2009 فى مدرسة فى ألمانيا.
وقال أحد جيران سنبلى يدعى توفيرو إيفو للإندبندنت: "لم أكن أعتقد إنه كان يعانى من مشاكل عقلية، كان دائمًا وحده، كان وحيدًا على ما أظن، فلم أره مع أولاد أو بنات آخرين قط، ولكن هذا هو كل شىء"، وقال جار آخر يدعى استيفان إن سنبلى كان هادئًا جدًا وإن أقصى ما كان يقوله هو "مرحبًا" وإن لغة جسده كانت توحى بأنه "شديد الخجل".
وتضاربت أقوال شهود العيان بعض الشىء فقد نقلت العديد من وسائل الإعلام الغربية عن إمرأة تدعى لوريتا، والتى رفضت الإفصاح باسمها الأخير، إنها سمعته يقول "الله أكبر" أثناء عملية إطلاق النيران، وقالت لين شتاين إنها سمعته يسب الأجانب، وقال حسين بايرى إنه سمعه يهدد الأجانب ويقول "سأقتلكم جميعًا".
الشرطة: صلات واضحة بقتل جماعى نفذه أحد النازيين الجدد بالنرويج
وبالرغم من كون القوانين الألمانية لا تتيح شراء الأسلحة لمن هم دون الـ25 عاما، تمكن سنبلى بتسليح نفسه بمسدس 9 ملى و300 رصاصة، وراح ضحية سنبلى 9 أفراد؛ 3 من كوسوفو و3 من تركيا وواحد من اليونان والباقون قد يكونوا من الألمان لأنه لم تعلن دول أخرى وقوع ضحايا من مواطنيها. وتراوحت أعمار الضحايا بين 13 و20 عاما، وشخص واحد يبلغ من العمر الـ45.
وقالت الشرطة إنه هناك "صلات واضحة" بين الحادث وبين اعتداء وقع فى النرويج فى 2011 وراح ضحيته 77 شخصا على يد أندريس بريفيك، نرويجى من النازيين الجدد، وبتفتيش بيته وجدت الشرطة دلائل على هوسه المرضى بالقتل الجماعى، فوجدوا بمنزله كتاب "لماذا يَقتل الأطفال: داخل عقول مطلقى النيران بالمدارس" والمترجم بالألمانية عن الأخصائى النفسى الأمريكى بيتر لانجمان.