أزمة كبيرة قد يتعرض لها كثيرا منا عقب شراءالأضحية، بعد اكتشاف أن إجمالى وزن اللحوم مخالف للوزن الذى اشتراه من البائع، أو أن أمراض ظهرت على الحيوان كالعرج أو عدم القدرة على المشى وفقدان الشهية، وغيرها، وهو ما فسره أطباء بيطريون بأن بعض التجار يتلاعبون ويلجئون لبعض حيل الغش لتحقيق مكاسب أكبر، مؤكدين ضرورة إجراء فحوصات على الأضاحى قبل الشراء، وعرضها على أطباء بيطريين.
كشف الدكتور الغريب الغندور طبيب بيطرى بمديرية طب بيطرى الدقهلية، أخطر طرق غش البائعين للأضاحى، مشيرا إلى ضرورة الاتجاه إلى المزرعة أو البائع فجأة دون ترتيب للموعد وطلب وزن الخروف أو العجل، حتى لا يتيح الفرصة للبائع بإعطاء كميات كبيرة من العلف المليئ بالملح للخروف، والتى تؤدى إلى تناوله كميات أخرى كبيرة من المياه وبالتالى يزداد وزنه، زيادة وهمية مؤقتة لإيهام المواطن أن الأَضحية مليئة باللحم، موضحا أنه يمكن اكتشاف تلك الخدعة من خلال فحص جانب الغنم، حيث سيظهر وكأنه "بالونة" بشكل يعيق الحيوان من الحركة، كما أنه عند الطرق على معدته سيُسمع صوت أشبه بصوت المياه فى البالونة.
وأضاف الغندور، لـ"انفراد" أن أخطر أنواع الغش هى حقن الهرمونات التى تبنى الدهون، نظرا لأنه من الصعب اكتشافها، لذلك لابد من الشراء من تاجر آمين، لافتا إلى أن بعض التجار يلجئون إلى غسل رأس الغنم وتنظيف الصوف، لأن بعضهم قد يكون مصاب بأمراض تسبب له إسهال، لذا ينظف الصوف لجذب الزبون، وأحيانا يصبغ الصوف بلون، مما يستلزم وجود طبيب بيطرى للكشف على الغنم قبل الشراء، مضيفا: ونظرا لأننا فى فصل الصيف، وهو موسم القراد والحشرات التى تنقل الطفيليات الدموية، لابد من فحص الصوف أو الشعر جيدا، للتأكد من توزيعه على الجسم، أم أنه فى أماكن وأخرى لا، لأن ذلك مؤشر خطر.
ونصح بعدم شراء الأضاحى من الغنم العرابة، التى تأكل وتسرح فى الشوارع، حيث يتم تغذيتهم على القمامة، وكذلك تجنب شراء غنم أو بقرة "مربوطة" على عربية أو البراويطة، فمن الممكن أن تكون لا تتحرك من الأساس وهزيلة، لافتا إلى أن بعض التجار يلجئون إلى ضرب الحيوان المريض بالعصاية لدفعه للحركة والقفز أمام المشترى لإيهامه بأنه سليم ونشيط، لافتا إلى أن بعض التجار يلجئون لحيلة الإمساك برأس الخروف والأرجل الأمامية أثناء البيع، مما يؤدى إلى دفع الجهاز الهضمى والشحوم للخلف مما يوهم المشترى بأن الذبيحة مليئة باللحم وسمينة، لافتا إلى إمكانية اكتشاف ذلك من خلال طلب ترك الأضحية تمشى منفرده وسيظهر ذلك بشكل واضح عليها.
وحول الشروط الواجب توافرها فى الأضاحى، قال الدكتور محمد سيف، الأمين العام السابق لنقابة الأطباء البيطريين:
1- أن تكون من بهيمة الأنعام "الإبل، البقر، الغنم".
2- أن تتجاوز الإبل 5 سنوات، أما البقر والجاموس سنتان والماعز سنة، والضأن ممكن 6 أشهر.
3- أن تخلو من العيوب لأنها قربى إلى الله.
4- إلا يتم اختيار العرجاء أو المريضة أو العوراء أو العجفاء، وكذلك لا تكون مكسورة القرن أو مقطوعة الذيل.
5- أن تتميز بالحيوية، وعدم تساقط الشعر أو الصوف وغير مصابة بحمى أو أمراض جلدية أو طفيليات خارجية.
6- تترك الأضحية قبل الذبح بحوالى 12 ساعة بدون أكل، ولكن تتاح لها المياة فقط لتسهيل الإدماء الكامل وتسهيل عملية السلخ.
7- يجب أن يتم الذبح بسكين حاد لعدم تعذيب الحيوان، وعدم فصل الرأس عند الذبح لضمان اكتمال عملية الإدماء كاملة حتى لا يتسبب عدم الإدماء فى فساد اللحم.
8- بعد الذبح تعلق اللحوم أو تترك فى مكان جيد التهوية بعيد عن الشمس والحشرات حتى يتم التيبس الرمى أو ما يطلق عليه عملية التشميع ليتم إفراز حمض اللاكتيك وهو يساعد فى القضاء على الميكروبات ويضمن كذلك طراوة اللحم وتسويتها السريعة وطعمها المتميز.
وأشار سيف، إلى ضرورة تبريد اللحوم فى الثلاجة لعدة ساعات أخرى حتى يتم ضمان نزول درجة حرارتها وذلك قبل تجميدها فى الفريزر، ويتم تقطيع اللحوم للتخزين ووضعها فى أكياس بوزن كيلو واحد لكل كيس لكى تسهل عملية التجميد الجيد، ويجب أيضا عدم وضع أكياس كثيرة مكدسة والتأكد من عدم إنسداد فتحات دخول ودوران الهواء البارد بالفريزر لضمان التجميد الجيد لكل كتلة اللحم وضمان عدم فسادها.
وأضاف، أنه يجب أن يتم الذبح بالمجازر، حيث تفتح أبوابها طوال أيام العيد أمام المواطنين وذلك لضمان نقطتين الأولى هى الفحص الطبى البيطرى للحيوان قبل، وبعد الذبح لضمان عدم وجود أى أمراض غير ظاهرية وتتسبب فى أمراض للمستهلك، مثل: الدرن والديدان الشريطية وحويصلات الرئة وغيرها من الأمراض المشتركة الخطيرة جدا، ضمان عدم تلوث البيئة بالدم وفضلات الذبح والتى يتم التخلص منها فى الشوارع.
وفى حالة بُعد المسافة عن أقرب مجزر، قال سيف، إنه يجب أن يتم تجهيز مكان الذبح مثل الأسطح أو الجراجات بشرط توافر المياه والصرف، وضمان نظافة عملية الذبح والتخلص الآمن من نواتج الذبح، ويجب أيضا أن يباشر الإشراف على ذلك أقرب طبيب بيطرى لصاحب الأضحية بحيث يحضر فحص الذبيحة لضمان خلوها من الأمراض وإعطاء النصائح الخاصة بالتبريد والتخزين للحوم.