بعد أيام من البحث الحثيث عن الغواصة المفقودة تيتان المخصصة لتفقد موقع حطام السفينة تيتانيك والتى غرقت قبل 111 عاما، أعلن خفر السواحل الأمريكى وفاة جميع طاقم المركبة الخمسة، مرجحا أن انفجار من الداخل قد يكون وقع في الغواصة، وتسبب فى مقتل كل من بداخلها، واعتبر أنه من الصعب استعادة جثامين طاقم الغواصة الغارقة لكن سيتم مواصلة العمل على ذلك.
وأكد خفر السواحل الأمريكى إن قواته واجهت ظروفا معقدة خلال عمليات البحث عن الغواصة الغارقة، مؤكدا اكتشاف أجزاء كبيرة من حطام الغواصة الغارقة، وأن قواته ستعمل على جمع التفاصيل لمعرفة ملابسات ما حدث.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن شركة "أوشن جيت"، وهى الشركة المشغلة لرحلات الغواصة: نعتقد أننا خسرنا طاقم الغواصة المفقودة. قلوبنا مع هؤلاء الخمسة وعائلاتهم خلال هذا الوقت المأساوى".
يشار إلى أن الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متن الغواصة المفقودة، هم ستوكتون راش، مؤسس الشركة التي تدير السفينة وقائد هذه الرحلة، وهاميش هاردينج، رجل أعمال ومستكشف بريطاني، وشاه زاده داوود وابنه سليمان، رجل أعمال من أصل باكستانى وابنه المراهق، و بول هنري نارجوليت، خبير بحري فرنسي.
وكشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن البحرية الأمريكية رصدت إشارة يوم الأحد تشير إلى احتمال انفجار الغواصة "تيتان" التي فقدت في المحيط الأطلسي بالقرب من حطام سفينة تيتانيك بفضل نظام "سري للغاية"، بحسب تصريحات أدلى بها مسئول تابع للبحرية رفض ذكر اسمه.
ووفقا للمصدر من المفترض أن البحرية الأمريكية استخدمت جهازًا "متقدمًا وسريًا" للكشف عن احتمالية انفجار الغواصة بالفعل يوم الأحد. وهذا النظام المسئول عن مراقبة الغواصات، سجل إشارة صوتية يشتبه في أنها تتوافق مع الانفجار الداخلي للغواصة، بعد ساعات قليلة من الإبلاغ عن فقدان أثرها.
وقال المصدر في حديث مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "البحرية الأمريكية قامت بتحليل البيانات الصوتية واكتشفت حالة شاذة تتفق مع انفجار داخلي أو انفجار في المنطقة التي كانت تعمل فيها تيتان عندما فقد الاتصال بها".
وعلى الفور نقلت البحرية الأمريكية المعلومات إلى جهات البحث المختصة والمعنيين، مما جعل من الممكن تحديد منطقة البحث.
ومن ناحية أخرى، كشفت عمة أصغر ضحية على متن الغواصة تيتان أن ابن أخيها كان مرعوبًا قبل الرحلة ، وانضم إليها جزئيًا لإثارة إعجاب والده ، الذي كان أيضًا على متنها.
وأوضحت عظمة داود ، شقيقة المسافر والمليونير الباكستاني شاه زاده داود ، إنها تحدثت إلى سليمان ، ابن أخيها قبل مغادرة الغواصة. وقالت لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية إن سليمان كان "مرعوبا" ، لكنه ذهب في رحلة مع والده للتواصل معه في عطلة عيد الأب.
وقالت عظمة، إن سليمان "لم يكن مستعدا لذلك" قبل الرحلة. لكن شقيقها شاه زاده داود كان مهووسًا بالسفينة منذ طفولته.
وأعلنت شركة "أوشن جيت" الخميس ، بعد أن توصل مسئولو الإنقاذ لحطام الغواصة المفقودة ، أن ركاب المركبة قد لقوا حتفهم. وقال مسئولو خفر السواحل إن الغواصة تعرضت على ما يبدو "لخسارة كارثية في غرفة الضغط" ، وانفجرت في أعماق المحيط.
وكان من الممكن أن يحدث مثل هذا الانفجار الداخلي بسرعة ، ويستمر فقط لأجزاء من الثانية ، ومن المحتمل أنها قتلت جميع الركاب على الفور.
وقالت عظمة داود للشبكة "لو أعطيتني مليون دولار ، ما كنت لأدخل غواصة تيتان".
كان سليمان داود "من أشد المعجبين بأدب الخيال العلمي وتعلم أشياء جديدة" وكان يستمتع بلعب الكرة الطائرة ، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي. ودرس في جامعة ستراثكلايد وكان في سنته الأولى في كلية ستراثكلايد للأعمال.
كان والده شاه زاده داود نائب رئيس شركة إنجرو ، إحدى أكبر شركات الأسمدة الباكستانية ، بحسب بي بي سي. وأدار شركة داود هيركليز المحدودة للاتصالات والزراعة التي تركز على الزراعة وكذلك مؤسسة داود فونديشين ، وهي منظمة تركز على الوصول إلى التعليم في باكستان.
وذكرت بي بي سي أن عائلة داود سافرت إلى كندا من لندن قبل شهر من انطلاق شاه زاده وسليمان في تيتان.