تصعيد استثنائي لمسار الحرب الأوكرانية وتداعياتها علي دور الجوار شهده الأسبوع الحالي بعدما حاولت قوات فاجنر الروسية الانقلاب علي الكرملين والتحرك للسيطرة علي مدن روسيا في تخل عن تحالف استمر لسنوات قبل اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا ، كانت خلاله "فاجنر" ذراع عسكرية طولي قدمت الكثير من الخدمات لصالح نظام الرئيس الروسي فلادمير بوتين خارج وداخل الحدود الروسية.
وبعد احتواء الأزمة في أقل من 24 ساعة من اندلاعها مساء السبت بمبادرة بيلاروسية، وبرغم الغموض الذي يكتنف أركان المشهد ما بين مصير الملاحقات القضائية لقائد القوات المتمردة يفجيني بريجوجين برغم الإعلان الرسمي عن اسقاط تلك القضايا ، توالت تساؤلات آخري عن مستقبل العلاقات بين الكرملين وبيلاروسيا نفسها، حيث أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو صديقاً مشتركا بين بوتين وبريجوجين ، وبخلاف مصير هذه العلاقة، ما هو الثمن الذي ستدفعه بيلاروسيا جراء استضافتها لقوات فاجنر.
عقوبات أمريكية وغربية محتملة
وتستهدف الولايات المتحدة مجموعة فاجنر الروسية بعقوبات فرضتها على شركات أتهمتها بالتورط في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل المجموعة العسكرية الخاصة، في حين عرضت بيلاروسيا استضافة قوات فاجنر في إحدى قواعدها العسكرية المهجورة ، وهو ما يعرضها بحسب خبراء لعقوبات مماثلة.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، فرض عقوبات على أربع شركات وفرد واحد على صلة بمجموعة فاجنر" ومالكها يفجيني بريجوجين، كما أنه من المتوقع فرض أمريكا عقوبات على بيلاروسيا لاستفضافتها قوات فاجنر.
وقالت الخزانة الأمريكية -في بيان- إن الكيانات المستهدفة شاركت في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل شركة فاجنر من أجل دعم وتوسيع قواتها المسلحة.
وبينما يكتنف الغموض مستقبل شركة فاجنر، أعلنت بيلاروسيا وصول قائد المجموعة يفجيني بريجوجين إلى مينسك.
ومساء السبت، عرَضَ الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استضافة قوات فاجنر في إحدى القواعد العسكرية المهجورة في بلاده، مما أثار مخاوف لدى الغرب من اقترابها جغرافيا من حدود أوروبا.
ووصلت طائرة بريجوجين إلى بيلاروسيا قادمة من روسيا، وذلك بعد 3 أيام من وقف تمرده على نحو مفاجئ، بينما كان مقاتلو المجموعة يزحفون صوب العاصمة موسكو.
وتعليقا على ذلك، قالت الخارجية الأمريكية إن قرار لوكاشينكو الترحيب ببريجوجين يظهر أنه يتخذ خطوات لصالح الكرملين لا لصالح شعبه، وانتقدت ترحيب ترحيب لوكاشينكو بقائد فاجنر مؤكدة أنها عازمة على اتخاذ "إجراءات" جديدة هذا الأسبوع.
وتضمّن اتفاقٌ توسّطَ فيه لوكاشينكو السبت الماضي وأنهى تمرد فاجنر في روسيا، أن يتوجه بريجوجين إلى بيلاروسيا، بينما منح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.
وقال لوكاشينكو أيضا إن وزير دفاعه فيكتور خرينيكوف أخبره أنه لا يمانع في وجود وحدة مثل فاجنر في جيش بيلاروسيا. وأصدر لوكاشينكو تعليمات لوزير الدفاع بالتفاوض مع بريجوجين بشأن هذه المسألة.
وفي وقت سابق، قالت وكالة الإعلام الروسية إن جهاز الأمن الفدرالي أسقط التهم الجنائية بحق يفجيني بريجوجين قائد فاجنر، وآخرين على صلة بالتمرد المسلح الذي نفذته المجموعة السبت الماضي وانتهى خلال ساعات بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا.
وكان إسقاط التهم من البنود الرئيسية للاتفاق الذي يسمح لمقاتلي فاجنر بالتوجه إلى بيلاروسيا، لكن شكوكا أثيرت بشأنه بعدما قالت وكالات الأنباء الرئيسية الثلاث في روسيا أمس إن القضية الجنائية لم تغلق.
وفي غضون ذلك، قال رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف إن تركيز القوى في موسكو يفسّر سرعة تقدم فاجنر في البلاد.
وأضاف زولوتوف أن الحرس الوطني سيحصل على أسلحة ثقيلة ودبابات للمرة الأولى، مشيرا إلى أنه ناقش الأمر مع الرئيس بوتين.
وأكد أنه لا يستبعد ضلوع أجهزة استخبارات أجنبية في محاولة التمرد المسلح.
وكان بوتين قد عقد اجتماعا لبحث تبعات التمرد مع المدعي العام ووزيري الداخلية والدفاع ومدير جهاز الأمن الفدرالي ورئيس الحرس الوطني.
من جهة أخرى، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أن التكتل جاهز للدفاع عن نفسه بوجه أي تهديد من "موسكو أو مينسك"، وذلك بعد استقبال بيلاروسيا قائد مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين.
وقال ستولتنبرج إثر مأدبة مع قادة سبع دول في لاهاي: "ما هو واضح تماما هو أننا وجّهنا رسالة واضحة إلى موسكو ومينسك، مفادها أن حلف شمال الأطلسي موجود لحماية كل حليف وكل شبر من أراضيه".