◄ جرائم الارهابية شنيعة تظل شاهدة بحق عبر التاريخ أن هذه الجماعة لا يصلح أفرادها للحكم وليسوا رجالَ دولةٍ
◄ كانت لقاءاتي بالرئيس المعزول الراحل داخل القصر مجرد لقاءات بروتوكولية ولم أشعر بإدارة حقيقية للدولة المصرية وقتها
◄ منذ بداية عام 1928 كان الخطاب الإخواني غارقًا في الشكليات والمظاهر
◄ جماعة الإخوان حاولت أن تسيطر على الأزهر لكنها فشلت
◄ لقب المرشد القائم على السمع والطاعة وإعطاء البيعة له فيه مخالفة شرعية
أكد الدكتور شوقى علام،مفتى الجمهورية، ان ثورة 30 يونيو هي ثورة قومية صحَّحت المسار وأعادت الخطاب الديني المختطَف من قِبل جماعات الإرهاب ، موضحا ان يوم 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث.
واضاف فى حواره لـ "انفراد" ، ان جماعة الاخوان الارهابية انحطَّت بالبلاد إلى منحنى شديد الخطورة على أمنها ووحدتها الوطنية، كما ان جرائم الارهابية شنيعة تظل شاهدة بحق عبر التاريخ أن هذه الجماعة لا يصلح أفرادها للحكم وليسوا رجالَ دولةٍ، فضلًا عن أن يكونوا قادة أمة
وكشف انه لم يشعر بهيبة الدولة عند دخوله القصر الرئاسي وقت حكمهم ،قائلا: كانت لقاءاتي بالرئيس المعزول الراحل داخل القصر مجرد لقاءات بروتوكولية ولم أشعر بإدارة حقيقية للدولة المصرية وقتها.. إلى نص الحوار ..
- ما رأيك فضيلتك في ثورة 30 يونيو؟
إن ثورة 30 يونيو هي ثورة قومية صحَّحت المسار وأعادت الخطاب الديني المختطَف من قِبل جماعات الإرهاب الذين استغلوا الدين لأغراض سياسية كجماعة الإخوان التي أرادت غرس أفكار مغلوطة عن حقيقة الدين استغلالًا للعاطفة الدينية للمصريين من أجل تحقيق مكاسب للجماعة في شكل حزب ديني قائم على إقصاء غير المنتمين له.
ولقد أصبح يوم 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وعنصرًا من عناصر بعث الهوية المصرية وتطورها، وباقة أكسجين أسعفت الأمة المصرية في قهر مسلسل الفوضى؛ بنثر المشاعر الوطنية، وملء قلوب المصريين إيمانًا بمجد ماضيهم، وعراقة حاضرهم، وأمل مستقبلهم.
لقد حظيت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013م باهتمام وطني وقومي وعالمي، وفي جوانب شتى وبرؤى مختلفة، لكنها تشترك فيما بينها بأن هذه الثورة "حدث وطني وقومي ضخم" تكاتفت خلاله جموع المصريين، وتوحدت كلمتهم خلف مؤسسات الدولة والمخلصين من أبناء الوطن، لتعلن للجميع أن الأمة المصرية متمسكة بما لديها من جذور عميقة كامنة بالحفاظ على مسيرة الاستقرار والتنمية، مع التدين الصحيح المبني على القيم الأخلاقية والحضارية المستقرة، لا التدين المغشوش أو المصطنع المنحسر في اتجاهات منحرفة عن الصراط المستقيم.
- هل يرى فضيلتك أن ثورة 30 يونيو ثورة وطنية شارك فيها كل أطياف الشعب من مسلمين ومسيحيين؟
نعم، في هذه الثورة واجه المصريون (مسلمون ومسيحيون) هذه التحديات، ووقفوا صفًّا واحدًا تجاه الأخطار والجماعات المهددة للاستقرار والأمن القومي والفكري للأمة المصرية؛ والتي كان من بينها تعمد استهداف وحدة المصريين بهدف بعث قطار الفتنة الطائفية، لكن كان مصيرها دائمًا الفشل والخسران والحمد لله؛ حيث جعل أهلها في رباط الرحمة والمودة والتكاتف والتآلف إلى يوم القيامة، ومن ثَمَّ فمن يسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية والمحافظة على مصر ففيه "الخيرية"، ومن يريدها بعدوان أو سوء فهو –بلا شك- يحارب السنة الإلهية ويعارض إرادة النبيين والمصلحين؛ حيث قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام: ﴿وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: 99].
ولذا كانت أحداث هذه الثورة وما تلاها مواقف عملية شاهدة على أن مُصابهم واحد، وألمهم واحد، ودماءهم الزكية التي سُفكت غدرًا وخيانةً واحدة، بل إنها كانت ولا تزال تزيد الأرض قوةً وصلابةً تحت أقدام الأبطال المخلصين من أبناء الشعب والجيش والشرطة في مواصلة الجهاد المقدس ضد المرجفين وأهل البغي والفساد مع مزامنة متكاملة في مواصلة المسيرة نحو البناء والتنمية.
لا ريب أن هذه المعاني ليست بجديدة على الإنسان المصري ومعدنه الأصيل الذي يزداد بريقًا في عصيب الأوقات وشديد الحالات.
إن الاحتفال بهذه الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو لا يتوقف على استدعاء ذكريات المجد وقصص البطولة لأبطال القوات المسلحة والشرطة والشعب فقط؛ بل لا بد أن نستلهم منها ومن مواقفها دروسًا ملهمة تغرس فينا قيم الولاء وصدق الانتماء وحب هذا الوطن المبارك، وتجدد في نفوسنا ضرورة التمسك بمؤسسات الدولة الوطنية والإيمان بأهمية دورها الأصيل لأجل رفعة وعزة مصرنا المحروسة، من أجل تحقيق أهداف خطة القيادة المصرية الطموحة للتنمية المستدامة التي ستجعل من مصر "دولة العلم وبناء الإنسان" مع تنمية هذه الأرض المباركة وتعمير ربوعها ومختلف نواحيها على كافة الأصعدة والمجالات.
فتحية خالصة في هذه الذكرى العاشرة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي -رئيس الجمهورية-وللشعب المصري العظيم، وأدعو جموع الشعب المصري إلى المحافظة على سريان روح ثورتهم العظيمة، بالإصرار والعمل والإنتاج؛ من أجل رفعة وطننا العظيم في جميع المجالات، لتحقيق التنمية والاستقرار في مختلف ربوع وطننا الغالي (مصر).
- ما رأي فضيلتك في التحديات التي تواجهها مصر منذ 2011 وحتى الآن؟
لا شك في أن وطننا الغالي مصر يواجه منذ عام 2011م تحديات متنوعة وخطيرة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية بما شكل تهديدًا حقيقيًّا للدولة المصرية ومؤسساتها ومسيرتها نحو التقدم والرخاء والتنمية، وهو أمر قد أصبح جليًّا لدى جماهير الشعب المصري خاصة بعد تولى جماعة الإخوان السلطة والحكم؛ حيث انحطَّت هذه الجماعة بالبلاد إلى منحنى شديد الخطورة على أمنها ووحدتها الوطنية، ولم يعد هناك لأحد القدرة على مراجعتها في سياساتها؛ لتسلطها على مؤسسات التشريع والقضاء حتى صارت خصمًا وحكمًا في آن واحد! وهنا أدرك الشعب المصري الخطر الداهم فأعلن في 30 يونيو 2013م بمختلف طوائفه واتجاهاته خطورة استمرار هذا الفصيل في الحكم، وسعت جماهيره إلى خلعه والمطالبة بعزله، فانحاز الجيش المصري إلى إرادة الشعب وترجم عنها بإعلان "خريطة طريق" لاحتواء الأزمة، لكن واجهت الجماعة إرادة أهل مصر بالإرهاب والعنف؛ قتلًا لرجال الجيش والشرطة، وتدميرًا لأقسام الشرطة، وإفسادًا للممتلكات العامة والخاصة، وتخريبًا لمساجد مصر، وحرقًا لكنائسها، ونهبًا لمتاحفها، وحرقًا لمكتباتها، وكذبًا على العامة والخاصة، واستقواء بالخارج.
وهي جرائم شنيعة تظل شاهدة بحق عبر التاريخ أن هذه الجماعة لا يصلح أفرادها للحكم وليسوا رجالَ دولةٍ، فضلًا عن أن يكونوا قادة أمة، وأن قوتهم تكمن في التدمير لا في التعمير، وأنهم يحسنون العمل في الفوضى ويتقنون التشغيب والهرج والإثارة، على حساب الإنارة والعمارة وحسن الإدارة.
وبعدما أذن الله تعالى برفع الغمة سارت الأمة المصرية خلال عشرة أعوام مرت على ثورة 30 يونيو المجيدة عبر مسار منظم، وخطة حكيمة استعادت فيها -بفضل أبنائها المخلصين- هيبة الدولة وسلامة أركانها، وخاضت فيها معارك متواصلة في مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وقامت بشكل مواز بإصلاحات حقيقية وواقعية وصلت إلى الجذور ولم تكتف بالقشور من أجل تحقيق البناء والعمران والتنمية في سائر ربوع مصر المحروسة.
لقد تحطمت كل التحديات الجسيمة على صخرة إرادة الشعب المصري العظيم الذي تكاتف مع قيادته وجيشه ومؤسساته الوطنية، من أجل تحقيق الأهداف السامية، التي من أهمها وأولاها: حماية الأديان وصيانة الأوطان واستقرار المجتمعات؛ مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، وقوله تعالى: ﴿إنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: 4].
- لا شك أن فضيلتك التقيت رئيس الإخوان ما رأي فضيلتك فيه؟
أنا لم أشعر بهيبة الدولة عند دخولي القصر الرئاسي وقت حكمهم، وكانت لقاءاتي بالرئيس المعزول الراحل داخل القصر مجرد لقاءات بروتوكولية، ولم أشعر بإدارة حقيقية للدولة المصرية وقتها.
- الخطاب الإخواني على مر العصور كان خطاب إقصائي، فهل يتفق سيادتكم مع هذا الرأي؟
منذ بداية عام 1928 كان الخطاب الإخواني غارقًا في الشكليات والمظاهر، وتقييم الشخص في تولي الوظائف لم يكن يخضع للكفاءة ولكن على أساس الشكل والهيئة، وهو عكس ما قرره الفقهاء في الاختيار للوظيفة العامة، ولا شك أن الخطاب الديني لجماعة الإخوان وجد صدًّا منيعًا من علماء الأزهر الشريف في مراحل تاريخية وما زال، ولو كان هذا الخطاب متسقًا مع الأزهر لما رفضه العلماء، ولكنه كان خطابًا مناقضًا تمامًا للخطاب الأزهري الحقيقي، وأما عن خطاب الإخوان في العام الذي تولوا فيه السلطة فقد وجدت أن هذا الخطاب الذي كانوا يدغدغون به المشاعر كان خطابًا متناقضًا، بل يعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة، وعندما وصلوا إلى الحكم فلا علاقة لهم بخطابهم السابق.
كما أن الخطاب الإخواني خاصة قبل 30 يونيو جعل الفروع من الأصول، فنظام الحكم الذي درسنا طوال عمرنا أنه من الفقه، جعلوه في دائرة أصول الدين الذي هو جزء من العقيدة، وعليه يكون من لم يطالب به داخلًا في دائرة الكفر وعدم الإيمان؛ ولذلك يسهل التكفير في هذه الحالة، والإغراق في التبديع وجعل كل ما يفعله الإنسان بدعة. وكذلك فإن الفكر والخطاب الإخواني أوصلوا هذه الجماعة إلى الاعتقاد بأنهم في النهاية هم وحدهم مَن يحتكرون الحقَّ والحقيقة وأن غيرهم في الضلال المبين، وبالتالي فهم يتصورون أن هذا المجتمع الذي نحيا فيه لن تقوم له قائمة إلا بهم وبفكرهم، وهذا برز في كثير من الأمور والمواقف التي أعلنوها.
- وهل كما يقال إن الإخوان حاولوا السيطرة على الأزهر ولكنهم فشلوا؟
إن الإخوان في عام حكمهم حاولوا السيطرة على كل مؤسسات الدولة، وبذلوا باستماتة محاولاتهم العديدة لإقصاء غير الإخوان، ولكنهم فشلوا بفضل الله وبفضل عنايته لمصر، وبفضل وعي المصريين، هذا البلد الطيب المبارك، وهو حفظ دائم منذ الأزل وحتى قيام الساعة إن شاء الله، وهذا ما أكده عامة العلماء الكبار على مر العصور كما أن جماعة الإخوان حاولت أن تسيطر على الأزهر، ولكنها فشلت، بل تعاقب كبار العلماء جيلًا بعد جيل على لفظ هذه الجماعة، فشخصية أبناء الأزهر لا تعرف الكراهية والإقصاء ولا التكفير، حيث إن بقاء الإخوان لسنوات كان سيتسبب في انقسامات وحرب أهلية.
- وما حكم الشرع في لقب المرشد كما يقال لقائد الإخوان؟
الإشكال في هذا اللفظ ليس في دلالته على الوعظ ولكن في توجهه السياسي، فلقب المرشد القائم على السمع والطاعة وإعطاء البيعة له فيه مخالفة شرعية، فالسمع والطاعة لا تكون إلا لله وللرسول وكذلك للوالدين وولي الأمر بما لا يخالف الله والرسول، أما إعطاء البيعة لأي أحد فلا تجوز.
وما رأي فضيلتك في أفكار سيد قطب؟
أفكار سيد قطب تؤكد على حتمية الصراع مع المجتمع بكافة مكوناته سواء القوات الأمنية والعسكرية أو المجتمع المدني لنشر تلك الأفكار، وبالتالي يصبح القتل والتدمير وأخذ الأموال داخلًا في حيز الإباحة عنده من أجل إعادة الناس عن جاهليتهم، حيث إن هناك عدة كتب نافعة حللت شخصية سيد قطب ككتب الأستاذ حلمي النمنم عن سيد قطب، فقد برع في كشف شخصيته وحللها تحليلًا جيدًا موضحًا أنه تذبذب وتحول في حياته كثيرًا.
- ما رأي فضيلتك فيمن يشككون في خيرية الجيش المصري؟
هذه الأحاديث صحيحة المعاني والأسانيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه، وقد وردت بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها في هذه الأزمان هوًى منه أو جهلًا.
وهؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وعلى المصريين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التي ليس لها أساس من الصحة، وأن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصري العظيم انحاز لإرادة شعبه في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ، فضلًا عن أن هؤلاء المتطرفين كانوا يستشهدون بهذه الأحاديث قبل ثورة 30 يونيو؛ مما يدل على افتقادهم للصدق والمنهجية.
- ما رأي فضيلتك في اختزال مفهوم الجهاد في التخريب والقتل؟
الفقهاء متفقون في الجملة على أن الجهادَ بمعناه المنضبط لا يجوز أن يقع إلا تحت رايةِ ولي الأمر وما يمثله من الجهات المعنية بواقع الأمور حربيًّا وسياسيًّا وواقعيًّا مع تقديرِ الحاجة من عدمها، ولا يترك للأفهام الخاطئة والرؤى الفردية الخاصة.
وهي حقائقُ ناصعة تهدم وبشكل مباشر ما ترَوِّجُه جماعات الإرهاب والعنف من تشويه لمفهومِ الجهاد تارةً، ولمز للدولة الوطنية بأن "الجهاد فريضة معطلة" تارةً أخرى، والحق الواضح أن الجهاد في العصر الحاضر أمرٌ منظَّم بشكل محدد المعالم يُؤمَن فيه على القوات والأفراد المشاركة من الوقوع فريسةً لأحد يستغل عواطفهم وحماسهم؛ لخدمة أهداف معادية تحت هذا المصطلح النبيل في مفهومه وإجراءاته وأهدافه.
وهذا ما تحقق واقعًا من استغلال أهل الشر من الجماعات الإرهابية والمتطرفة للوقوف ضدَّ إرادة الشعب المصري من خلال إعلانها ممارسةَ العنف وبصورة علنية ضد الدولة المصرية، خاصة القوات المسلحة والشرطة، بعد ثورة 30 يونيو 2013م النقيَّة، بل صاحَبَ ذلك في السنوات الأخيرة توسيعُ التحرك من أجل إعادة تشكيل وصياغة مستقبل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لتحقيق أهداف وأغراض خبيثة من خلال فرض الهيمنة وسياسة الأمر الواقع.
وهيهات هيهات لهم أن ينالوا ذلك؛ لأنه مهما كانت الأخطار كبيرةً ومختلفةً في طبيعتها فإن الدولةَ المصرية والقوات المسلحة الباسلة جاهزةٌ وقادرةٌ على حفظ أمن مصر القومي محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ومواجهة مختلف التحديات على كافة الاتجاهات الإستراتيجية وردعها ومكافحتها بأساليب ابتكارية متكاملةٍ وبصورة شريفة تمتثل فيها بحقيقة مفهوم "الجهاد" الناصعة ومعانيه النبيلة وأحكامه الشرعيَّة والوطنية، لا الجهاد الزائف التي تدعيه جماعاتُ الإرهاب ومن يساعدهم.
- وما نصيحتكم للشعب المصري في الذكرى العاشرة لثورة الثلاثين من يونيو؟
أهيب بشعب مصر العظيم استلهام هذه الروح الأبية، وتلك الإرادة القوية، التي بذلها خالصة في سبيل وطنه خلال ثورة 30 يونيو 2013م وما بعدها، وأن يقف بلا خوف في الصف الأول من صفوف حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامته ضد المخاطر المحدقة به؛ لأن من يقف على الحياد من قضايا وطنه في أوقات الأزمات والتحديات لا يستحق شرف الانتماء لهذا الوطن، فلا حياد في القضايا الوطنية وثوابت الأمن القومي المصري، وهو واجب شرعيٌّ؛ حيث أمرنا الله تعالى بالثبات في مواجهة الأخطار؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ۞ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾ [الأنفال: 45-46].
كما ينبغي على الأغنياء والقادرين في المجتمع أن يشملوا المحتاجين بنفقاتهم وصدقاتهم في هذه المرحلة، بل على كل مواطن أن يستثمر هذه الفرصة في مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم بما يمكنه من الوسائل المادية والمعنوية؛ بالمسارعة في الخيرات، والمسابقة في المكرمات، والمساهمة بالطيبات؛ مشاركةً لهم في ظروفهم الحرجة، ومساعدةً لهم في تغطية نفقاتهم واحتياجات أهليهم وذويهم؛ إظهارًا للنخوة والمروءة في أوقات الأزمات.