أثار التمرد المسلح الذى قامت به قوات "فاجنر" فى روسيا الشهر الماضى، تساؤلات عديدة بشأن مستقبل تعاقد هذه المجموعة العسكرية التى تدير عمليات فى الشرق الأوسط لاسيما فى القارة الأفريقية بموجب عقود مع حكومات البلدان الأفريقية، وحسمت الدولة الروسية الأمر وأكدت بشكل قاطع أن عملياتها فى هذه البلدان لاتمت للدولة الروسية بصلة، وهو ما أكده أيضا وزير الخارجية الروسى.
وقال وزير سيرجي لافروف، إن مستقبل العقود الموقعة بين عدد من الدول الأفريقية ومجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية مسألة تخص الحكومات التي أبرمت مثل هذه الاتفاقات.
وأوضح لافروف في تصريحات صحفية أن مجموعة فاجنر عملت في جمهورية أفريقيا الوسطى ودول أخرى على أساس عقود أبرمتها مباشرة مع حكومات تلك الدول.
واشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية لديها منذ فترة طويلة "عدة مئات" من المستشارين العسكريين العاملين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الدولة الروسية لا علاقة لها بمشاريع أو نشاط مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة في إفريقيا.
وحسب موقع روسيا اليوم، ردا على سؤال صحفي عما إذا كان روسيا الاتحادية مستعدة لتزويد مجموعة "فاجنر" بالدعم المالي أو غيره في ظل العقوبات الأمريكية، قال بيسكوف: "لقد كان للشركة نشاط مستقل هناك (إفريقيا)، والدولة ليس لها علاقة بهذا العمل".
وأضاف بيسكوف أن "الرئيس الرئيس فلاديمير بوتين تحدث عن مبالغ كبيرة جدا تم تخصيصها من خلال وزارة الدفاع، وذكر هذه الأرقام، لكن الشركة كانت تمارس أعمالها الخاصة، والتي لا علاقة لها بالدولة".
وبحسب تقرير لسكاي نيوز عربية، فإنه منذ منتصف العقد الماضي تزايد وجود مجموعة فاجنر بشكل كبير في عدد من البلدان الأفريقية المضطربة سياسيا وأمنيا؛ ففي جمهورية إفريقيا الوسطى يدعم نحو ألفي مدرب تابعين للمجموعة القوات الحكومية في الحرب الأهلية المستمرة هناك منذ اكثر من 10 سنوات؛ كما أشارت تقارير إلى وجود أكثر من 1500 مقاتل تابعين للمجموعة في ليبيا وضعف هذا العدد في جمهورية مالي. وينتشر كذلك الآلاف من مقاتلي المجموعة في عدد من بلدان غرب وشرق أفريقيا.
ما هى مجموعة فاجنر الروسية؟
المعلومات عنها شحيحة بحسب تقرير مصور على قناة روسيا اليوم الإخبارية، لكن المعلومات المتوفرة فقط أن مجموعة فاجنر تعد من أكثر الشركات العسكرية الأمنية سرية وغموضا فى العالم، وبعد إطلاق الحرب فى أوكرانيا ذاع صيتها فى العالم.
ووفقا لتقرير روسيا اليوم، تأسست عام 2014 على يد رجل الأعمال الروسى يفجينى بريجوجين بحسب مقال المؤسس فى تصريح رسمى، ومالك الشركة الآن هو يفجينى بريجوزين، والذى يعد أحد أبرز الأوليجارش الروس ويُعرف باسم "طباخ بوتين"، ومن أهدافها حماية المصالح الروسية الوطنية والدفاع عن العالم الروسى بمافيه دونباس.
ومع اندلاع الحرب الروسية فى أوكرانيا، جرى حشد فاجنر فى بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاجنر بشكل متزايد فى المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.